ترجمة

كيف تميزت أجهزتنا الأمنية؟

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
تعرض وطننا الحبيب على امتداد العامين الماضيين لأعمال إرهابية غاشمة لم يكن حدوث تلك الأعمال الإرهابية مقتصراً على منطقة معينة من مناطق المملكة، وإنما طالت أضرارها عدداً من المناطق والمحافظات، ومما زاد الأمر حيرة وتعقيدا أن من قام بتلك الأعمال الإجرامية هم من أبناء هذا البلد ومواطنيه، وعلى الرغم من فظاعة تلك الأحداث التي تعرضت لها مملكتنا الغالية، إلا أننا لا يمكن أن ننكر تلك المواقف المشرفة لرجال الأمن في سبيل القضاء عليها، وما من شك أن أجهزتنا الأمنية تميزت وبشكل لافت في التعامل مع والتصدي لتلك الأحداث. ومن الجوانب التي يمكن الإشارة إليها لتأكيد تميز أجهزتنا الأمنية ما يلي:
- أن أجهزتنا الأمنية لم تكن في يوم متسرعة في كشف الحقائق عند حدوث أي حدث أو اعتداءات إرهابية، وعلى الرغم من قيام بعض القنوات الفضائية ببث بعض المعلومات المغلوطة عما وقع من اعتداءات وذلك بأسلوب قد يكون فيه مساس وانتقاص من أجهزتنا الأمنية، إلا أن القائمين على تلك الأجهزة قد تعاملوا مع ذلك بكل هدوء كما هي عادتهم، فلم يكن يصدر بيان من تلك الأجهزة حتى تتضح كامل الحقيقة، وما من شك أن هذا الأسلوب قد أعطى الجميع مصداقية متناهية في ما يصدر عن تلك الأجهزة حيال ما وقع من أحداث.
- على الرغم من فظاعة تلك الأعمال الإرهابية التي لم يسبق أن شهدتها المملكة، إلا أننا كنا نرى رجال الأمن وهم في منتهى الأدب ودماثة الخلق في تعاملهم مع الجميع وذلك في مختلف المواقع ومراكز التفتيش؛ مما أسهم في بث الطمأنينة والسكينة في نفوس المواطنين والمقيمين، فوربي أن هذا ليحسب لرجال الأمن، كما أنه قد أسهم في تميز أجهزتنا الأمنية في تعاملها مع تلك الأحداث.
- إن مما يزيد من تميز أجهزتنا الأمنية في تصديها لتلك الأحداث أن تلك الأحداث لم تكن محصورة في منطقة بعينها، فالمملكة تتكون من ثلاث عشرة منطقة ومئات المحافظات والهجر، علماً بأن بعض المدن السعودية تفوق في حجمها وسكانها بعض الدول المجاورة، وعلى الرغم من ضخامة الرقعة الجغرافية والكثافة السكانية وتباعد أطراف المدن والمحافظات، إلا أن ذلك لم يثنِ أجهزتنا الأمنية عن التميز من خلال سيطرتها على مختلف تلك الأحداث.
- إننا لم نكن متعودين في المملكة على مثل تلك الجرائم والأعمال الإرهابية، فقد عرف عن المملكة - ولا تزال - أنها أكثر البلاد أمنا وطمأنينة، وفي ظني أن أجهزتنا الأمنية قد تميزت في تعاملها مع تلك الأعمال الإرهابية التي انتشرت بشكل مفاجئ وفي مناطق مختلفة من المملكة.
- إن مما زاد القائمين على أجهزتنا الأمنية بعداً آخر من التميز، أنهم تعاملوا مع تلك الفئة الضالة من الإرهابيين من موقع المسؤولية وبعد النظر، ويتضح ذلك عندما أعلنت الدولة - حفظها الله - منحها مهلة زمنية لمن يرغب من تلك الفئة الضالة العودة إلى رشده ومن ثم التنازل عن الحق العام بحقه، وقد أدى ذلك إلى قيام بعض الإرهابيين بتسليم نفسه.
- أيضاً ومما يؤكد على تميز أجهزتنا الأمنية والقائمين عليها في تعاملها مع تلك الأحداث الإرهابية، تمكن وإجادة تلك الأجهزة في الجوانب الإعلامية سواء من حيث سرعة ودقة التغطية أو من خلال عمق البرامج الإعلامية الأمنية المتخصصة، أو من خلال ما تبثه مختلف القنوات الإعلامية لدينا من حلقات نقاش لمختلف الدعاة والتربويين وطلبة العلم.
- وأخيراً فإن مما يؤكد تميز أجهزتنا الأمنية في تعاملها مع تلك الأحداث الإجرامية هو أن الإرهابيين والمجرمين ليسوا معروفين وليسوا واضحي المعالم حتى يمكن السيطرة والقضاء عليهم، فهم ليسوا أجانب أو من فئة محددة، وإنما هم منا وفينا، نعم هم من أبناء هذا البلد - وبكل أسف - وهذا مما زاد الأمر صعوبة على رجال الأمن. ويكفي أن نشير هنا إلى أن الولايات المتحدة ومعها الكثير من الدول لم تنجح حتى هذا الوقت في القضاء على ابن لادن في أفغانستان أو على الزرقاوي في العراق على الرغم من مرور سنوات، أما لدينا فقد تمكنت أجهزتنا الأمنية من السيطرة والقضاء - إن شاء الله - على تلك الفئات الإرهابية غامضة المعالم.
كلمة تقدير يجب أن تسجل بحق كل رجل من رجال الأمن أياً كان موقعه، ونخص بالذكر رجل الأمن الأول نايف بن عبد العزيز ونائبه أحمد بن عبد العزيز ومساعده محمد بن نايف بن عبد العزيز، وجميع الرجال المخلصين العاملين تحت قيادتهم.
حفظ الله هذا البلد من شر الحاقدين وعبث العابثين.
23 / 4 / 2005م     عدد 11895

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق