ترجمة

خطوطنا وزيت الزيتون !!



منذ عدة سنوات, وكلما سافرت مع ناقلنا الوطني (الخطوط السعودية) وقُدم لي وجبة غذائية, يلفت انتباهي وجود قارورة صغيرة لزيت الزيتون تُقدم مع الوجبة لكل راكب, وما هو مثير للاستغراب فعلاً وجود ملصق على تلك القارورة مكتوب عليها (صنع في اليونان).
تساءلت كثيراً, لماذا تقدم خطوطنا السعودية (شركة الخطوط السعودية التموين) على وضع زيت زيتون مصنوع في اليونان وتتجاهل منتجاتنا الوطنية الوفيرة من زيوت الزيتون, وكيف تشجع المنتجات الأجنبية على حساب الوطنية. وحرصاً مني على التأكد من أن توجيهي اللوم لخطوطنا السعودية له ما يبرره, قمت بالبحث في شبكة الانترنت عن زراعة الزيتون والصناعات الملحقة به في المملكة, وأتضح لي ما يلي:
- أن منطقة الجوف في شمال المملكة يزرع فيها أكثر من خمسة عشر مليون شجرة زيتون, وأن منطقة الجوف تنتج أكثر من أربعين ألف (40000) طن زيتون سنوياً.
- أن ثمرة الزيتون التي تُزرع في الجوف تعتبر أفضل أنواع الزيتون على مستوى العالم لوقوعها على خطي عرض 30و40 في القسم الشمالي للكرة الأرضية وهي أفضل منطقة لزراعة الزيتون وإنتاجه.
- أن زيوت الزيتون المصنعة في منطقة الجوف يعد من أفضل أنواع الزيوت على مستوى العالم أيضاً وقد حصلت جودتها على العديد من الجوائز والإشادات الدولية.
- أن زيوت الزيتون في منطقة الجوف هي الأكثر طلباً لدى المستهلكين السعوديين نظراً لجودتها ومناسبة أسعارها.
- إن منطقة الجوف تحتضن ثلاثا من أكبر الشركات على مستوى العالم لإنتاج الزيتون وزيوت الزيتون, كما يوجد بها المجمع الصناعي الأكبر في الشرق الأوسط لزيوت الزيتون, كما يتواجد فيها (23) معصرة عملاقة لزيت الزيتون, إضافة إلى عدد من مراكز أبحاث الزيتون والتي أنشأتها وزارة الزراعة في المنطقة.
- يمتاز زيت الزيتون المنتج بالجوف بأنه خال من الأسمده المركبة والهرمونات حيث تعتمد الشركات والمزارعون بالمنطقة على الأسمده الطبيعية, كما أن زيت الزيتون فيها ناتج لعصره واحدة فقط, وذلك بخلاف ما هو مطبق في الكثير من الدول الأخرى.
- تصدر منطقة الجوف ثمار الزيتون وزيوتها إلى دول الخليج والعالم العربي والدول الأوربية حتى أصبح زيت الزيتون بالجوف مطلباً في كثير من دول العالم.
وبعد هذا كله, ألست محقاً في توجيهي اللوم لخطوطنا السعودية وشركة الخطوط السعودية للتموين على قيامها بتقديم زيوت الزيتون الأجنبية على حساب منتجاتنا الوطنية من تلك الزيوت؟.
الجزيرة – العدد 16552 / في 22/1/2018م

 

 

صناديق دعم أبطال الحد الجنوبي

 
 
خلال الأيام القليلة الماضية, صدرت التوجيهات السامية بإعفاء المشاركين على الحد الجنوبي من أبطالبنا البواسل من دفع القروض المستحقة عليهم لصندوق التنمية العقاري, كذلك فإن من ضمن الأوامر السامية التي أعلن عنها مؤخراً صرف مكافأة قدرها خمسة الآف (5000) ريال للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية على الحد الجنوبي للمملكة.
وما من شك أن لتلك المواقف الإنسانية النبيلة من قبل الدولة تجاه جنودنا البواسل الأثر الكبير عليهم وعلى ذويهم, خاصة أن مثل هذا الدعم سيعينهم على تحمل الكثير من الأعباء المالية عليهم, كما ستعينهم في العديد من الالتزامات عليهم مثل شراء المسكن وتأمين حياة كريمة لذويهم, خاصة وأن طبيعة عملهم تفرض عليهم تواجدهم بعيداً عن مقر سكنهم وبالتالي فوات بعض فرص الاستثمار المتاحة لهم كالاستثمار في العقار أو الأسهم أو غيره بسبب تواجدهم على الحد للذود عن وطنهم.
تلك المواقف الإنسانية للدولة تجاه جنودنا الأبطال تجعلنا نتساءل عن الدور الذي يمكن أن تقوم به البنوك تجاههم.
الجميع يعلم بالأرباح العالية التي تحققها البنوك سنوياً حيث بلغت الأرباح التي حققتها البنوك عام 2016 واحد وأربعون مليار ريال, كما وصلت الأرباح التي حققتها البنوك عام 2017 قرابة الخمسون مليار, والجميع يعلم بالمواقف السلبية للبنوك في مجال دعم الأعمال الإنسانية والخيرية, وذلك مقابل ما تستفيد من المواطن ومن الدولة, فالجميع يعلم أن غالبية السعوديين لا يضعون أموالهم في حسابات توفير وإنما في حسابات جارية لدى البنوك وهو ما يعني تفرد البنوك في جني كل الأرباح المتحققة من تلك الإيداعات, والجميع يعلم بأن الدولة لا تفرض ضرائب ورسوم عالية على البنوك لدينا والتي قد تصل إلى 35% أو 40% وذلك على غرار جميع دول العالم, وقد ترتب على ذلك تضخم الأرباح التي تحققها البنوك والمصارف في المملكة سنوياً.
بناء على ما سبق, اقترح على سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية ووزير الدفاع أن يوجه بإنشاء صندوق يسمى (صندوق دعم أبطال الحد الجنوبي) يخصص تمويله من خلال استقطاع نسبة ضئيلة ولتكن 3% على مجموع الأرباح التي تحققها البنوك سنوياً, ويتم تخصيصها لدعم ومساعدة أبطالنا البواسل الذين يذودون ويدافعون على حدود المملكة.
إن قرار تلك النسبة الضئيلة (3%) على أرباح البنوك ستؤدي إلى تأمين مليارات الريالات لدعم هذا الصندوق (50مليارx3%= مليار ونصف المليار ريال) خاصة وأن إنشاء مثل هذا الصندوق ستنعكس نتائجه الإيجابية على أبطالنا البواسل.
الجزيرة – العدد 16538 / في 8/1/2018م