ترجمة

القضايا المرورية وعلاقتها بالفكر الاقتصادي


د. محمد بن عبد العزيز الصالح

 نشرت إحدى الصحف خلال الأسبوع الماضي خبرا مفاده أن شركة سابك قد قامت بتقديم تبرع للأجهزة الأمنية ذات العلاقة، ويتمثل هذا التبرع في جهازي رادار لكشف السرعة المرورية، وقد تم تسليم هذا التبرع لكل من مدير مرور الجبيل ولقائد قوة أمن المنشآت بالجبيل.

وفي الوقت الذي نقدم فيه الشكر والتقدير لشركة سابك على إسهاماتها لكل ما يخدم المجتمع وتثقيفه ونشر الوعي فيه، خاصة وأن هذين الجهازين سيسهمان في ضبط الحركة والحد من الحوادث المرورية، إلا أنني أتساءل هنا عن السبب الذي يمنع الإدارات المرورية لدينا من التوسع في نشر أجهزة كشف السرعة وكذلك أجهزة كشف قطع الإشارة المرورية، في ظني أن الإدارات المرورية بحاجة إلى أن تستعين بمستشارين اقتصاديين ليوضحوا المردود المالي والاقتصادي الذي سيعود على تلك الإدارات في حال التوسع في نشر تلك الأجهزة في مختلف الطرق والتقاطعات المرورية، بل انني على يقين بأن الموارد المالية التي ستعود على خزينة الإدارات المرورية سيغطي تكلفة شراء تلك الأجهزة خلال أيام قليلة وذلك من جراء ما يتم فرضه من غرامات مالية على كل متجاوز للسرعة المحددة أو الإشارة المرورية.

إضافة إلى ذلك، فإن على رجال المرور أن يدركوا أن التوسع في نشر تلك الأجهزة في مختلف المناطق المحافظات سيؤدي إلى زيادة الوعي والضبط المروري لدى الجميع، وبالتالي الحفاظ على أرواحنا التي فقدنا الكثير منها بسبب تلك التجاوزات المرورية. ويكفي أن نعلم أن غالبية قتلى ومصابي الحوادث المرورية إنما هو بسبب تجاوز السرعة المحددة وكذلك قطع الإشارة المرورية.

خلاصة القول لا أتمنى أن نسمع من رجال المرور أن السبب في عدم نشر تلك الأجهزة في العديد من الطرق والتقاطعات المرورية هو محدودية الإمكانات المالية، وعليهم أن يدركوا أنه كلما تمت زيادة تلك الأجهزة الكاشفة في الطرق والتقاطعات أدى ذلك إلى زيادة المردود المالي الذي يعود على الإدارات المرورية من جراء كشف الكثير من التجاوزات المرورية، عندها لن تكون تلك الإدارات بحاجة إلى من يتبرع لها بأجهزة لا يختلف اثنان على أهميتها وجدواها الاقتصادية.

ويبقى السؤال الأهم: هل توافقونني الرأي على أن الكثير من القضايا المرورية بحاجة إلى فكر اقتصادي.


24 / 6 / 2007م       عدد 12687

عمليات تجميل الثدي.. يا وزير الصحة!!


د. محمد بن عبد العزيز الصالح

 سبق أن تحدثت عما تطالعنا به مختلف صحفنا المحلية باستمرار من نشر إعلانات لمستشفيات خاصة تستقدم أطباء أجانب متخصصين في عمليات التجميل، وقد أوضحت أننا قد نجد شيئاً من العذر لمن يقدم على عمليات التجميل إذا كان الدافع لذلك علاج أجزاء معينة من الجسم

سبق أن تحدثت عما تطالعنا به مختلف صحفنا المحلية باستمرار من نشر إعلانات لمستشفيات خاصة تستقدم أطباء أجانب متخصصين في عمليات التجميل، وقد أوضحت أننا قد نجد شيئاً من العذر لمن يقدم على عمليات التجميل إذا كان الدافع لذلك علاج أجزاء معينة من الجسم تعرضت لحوادث حريق مثلاً أدت إلى تشويهها، أو لمن يكون لديه عيوب خلقية منذ ولادته، أما أن يقدم البعض منا (رجالاً ونساءً) على مثل تلك العمليات التجميلية لمجرد تحقيق شيء من الرفاهية والنعومة فهذا غير مقبول، بل إنه لا يجوز شرعاً. وإن مما يُؤسف له انتشار الإعلانات في مختلف وسائل الإعلام لدينا عن تلك العمليات التجميلية التي لا يحتاجها الإنسان العادي، ومن تلك العمليات: شدّ الوجه، وتجميل الأنف، وتجميل الشفاه، وتجميل الأرداف، وتجميل الثدي، وكلها بدأت في الانتشار بين أوساط النساء.

نعلم أن هناك الكثير من النساء المسلمات يمانعن أن يقوم الطبيب الرجل بإجراء بعض العمليات الضرورية لهن كالولادة وغيرها، ويبذلن ما في وسعهن لكي يجدن طبيبات من النساء ليقمن بذلك، فكيف تجرؤ بعض الفتيات على كشف معظم أجزاء جسدها أمام شخص غريب ليجري لها عملية تجميل الثدي لا لشيء سوى من أجل أن يكون صدرها أكثر جاذبية، أو من أجل أن يكون صدرها مشابهاً لإحدى الفنانات أو الممثلات؟!

وإن ما جعلني أعاود الكتابة مرة أخرى عن موضوع عمليات التجميل هو ما قرأته في صحيفة الحياة (4-12-2006م)؛ حيث (كشف إخصائي الجراحة والتجميل في مستشفى الملك فهد في الهفوف الدكتور مصطفى أبو زيد عن ارتفاع معدلات عمليات التجميل الكمالية إلى مستوى قياسي لا يُصدَّق في مستشفيات المنطقة الشرقية، وبخاصة عمليات تكبير الصدر والشفتين التي تجريها الفتيات. وقد أكد الدكتور أن نسبة تلك العمليات مخيفة، وأنه غير مُصدِّق، وأنه لو أعلن رقم هذه العمليات لتفاجأ وذهل الجميع، وأكد أنه لا يمكن أن يمرّ يوم دون أن تُجرى عملية تجميلية في مستشفى الملك فهد).

إن ما يحزّ في النفس أن بعض المستشفيات الحكومية تقوم بإجراء العديد من العمليات التجميلية الكمالية، وأعتقد أنه إذا كانت مستشفياتنا الحكومية لديها أموال فائضة فمن الأولى أن يتم تسخير تلك الأموال في توفير الاحتياجات الأساسية لها دون إضاعتها في عمليات تجميلية يكفي أنها تغضب ربّ العزة والجلال. لذا فإنني أناشد معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع بوضع الضوابط الكفيلة بتنظيم إجراء تلك العمليات التجميلية، وكذلك وضع ضوابط للإعلان عنها.

ختاماً، كلمة أوجِّهها إلى أخواتي الفتيات اللواتي يفكِّرن في الإقدام على إجراء مثل تلك العمليات التجميلية الكمالية: لتحمدن الله على الصحة والعافية، ولتعلمن أن إجراء أي عملية تجميلية لها مخاطرها من حيث التخدير والبنج وغيرهما، ولتعلمن أن هناك أعداء من النساء اللواتي فقدن حياتهن بسبب ذلك، فلماذا إذنْ تعرِّضن أنفسكن لمثل تلك المخاطر الصحية؟! ولماذا تعرِّضن أنفسكن للمحظور الشرعي؟!

 
17 / 6 / 2007م     عدد 12680

الإعانة وسعودة الوظائف التعليمية!!


د. محمد بن عبد العزيز الصالح

 في خطوة مهمة هي الأولى من نوعها قامت الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنين) بمنطقة الرياض بربط الإعانة المقدَّمة للمدارس الأهلية النهارية والليلية بمدى ما تحقّقه تلك المدارس من سعودة للوظائف التعليمية والتربوية، إضافةً إلى إلزام تلك المدارس بالاشتراك في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. وتأتي هذه الخطوة المهمة التي تحظى باهتمام الدكتور عبد العزيز الدبيان حرصاً من الإدارة على سعودة المدارس الأهلية بالمعلمين التربويين ولسدّ حاجاتها في التخصصات العلمية التربوية.

وفي الوقت الذي نثني فيه على تلك الخطوة المهمة لإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض فإننا نأمل من وزارة التربية والتعليم أن تعمِّمها على كافة إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات في كافة مناطق المملكة؛ حتى تعم الفائدة ونتمكن من إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية التربوية لأبناء وبنات هذا الوطن، خصوصاً أن هناك الآلاف منهم على قوائم الانتظار.

إن من تُتاح له الفرصة لزيارة الكثير من المدارس الأهلية (بنين وبنات) سيصاب بالإحباط عندما يرى أن أغلبية المعلمين والمعلمات في تلك المدارس إنما ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة يندر أن تجد من بينها الجنسية السعودية، وفي ظني أنه قد لا يكون من المناسب أن تستمر وزارة التربية والتعليم في صرف مختلف أنواع الدعم والإعانات لتلك المدارس الأهلية ما دام ملاك تلك المدارس يستكثرون على هذا الوطن توظيف عدد من أبنائه وبناته المؤهلين في تلك الوظائف التعليمية والتربوية وإحلالهم محلّ المعلمين والمعلمات غير السعوديين.

وفي هذا الخصوص أتذكر أنني سبق أن كتبت في هذه الصحيفة مقالاً بعنوان (فتيات جدة والمصير المجهول) أوضحت فيه أنه على الرغم من أن إدارة التعليم في محافظة جدة قد وجَّهت خمسة آلاف معلمة للعمل في المدارس الأهلية في مدينة جدة إلا أن تلك المدارس لم تعيّن منهن سوى خمسمائة معلمة فقط؛ أي ما نسبته 10% فقط. وقد كان من أسباب رفض المعلمات للعمل في تلك المدارس تدنِّي الرواتب التي قدمتها المدارس الأهلية لهن؛ حيث تراوحت بين 800 - 1000 ريال، أو العمل بنظام الساعة الذي لا يتجاوز الدخل الشهري فيه للمعلمة 800 ريال.

في ظنِّي أن هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه أخواتنا المعلمات في محافظة جدة من خلال بقائهن سنوات طويلة في قوائم الانتظار في الوقت الذي يشغل الوظائف التربوية فيها معلمات من مختلف الجنسيات باستثناء الجنسية السعودية إنما هو مشهد مكرَّر في العديد من المناطق والمحافظات الأخرى في المملكة. لذا فإنه إزاء ذلك الموقف السلبي من قبل الكثير من ملاك المدارس الأهلية فإننا نرجو من معالي الدكتور عبد الله بن عبيد وزير التربية والتعليم الذي لا يتردَّد في إيلاء تلك القضايا جلّ اهتمامه أن يوجِّه بأن يتم الربط بين ما تقدِّمه الوزارة من إعانات ودعم للمدارس الأهلية (بنين وبنات) في كافة محافظات المملكة ومدى ما تحقِّقه تلك المدارس من سعودة للوظائف التعليمية والتربوية، مع إلزام كافة المدارس الأهلية بالاشتراك في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، على أن يتم التنسيق في ذلك مع وزارة العمل التي يجب أن تتشدَّد في منح التأشيرات للمعلمين غير السعوديين للعمل في تلك المدارس.


3 / 6 / 2007م   عدد 12666