ترجمة

كيف يصدر منك هذا أيها المسؤول؟!!!



لقد أنعم الله على هذه البلاد بنعم عظيمة، من أبرزها حرص الدولة على تحقيق المساواة والعدالة بين جميع مواطني المملكة بعد أن كانت تعيش في حالة من الجهل وعدم الأمان والعصبية الجاهلية. وقد تم ذلك بفضل الله ثم بفضل ديننا الإسلامي العظيم, إضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لهذه البلاد حكم آل سعود؛ إذ تمكن من إعادة المحبة والتآلف والمساواة، والقضاء على العصبية بكل أشكالها، وذلك على يد المؤسس الملك/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وأبنائه البررة الكرام؛ ما ساعد بعد توفيق الله على بناء دولة حديثة ومتطورة، يسود بين أبنائها المحبة والتآخي وتطبيق مبدأ العدل والمساواة بينهم.
ولكن مما يؤسف له أننا نلحظ من وقت لآخر، وفي مختلف وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وبث مرئي, إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة, أن هناك من يريد منا الرجوع للوراء, واستخدام هذه الوسائل لإثارة النعرات، سواء القبلية منها أو المذهبية أو المناطقية, وزرع الفتنة بين أبناء هذا البلد, ولعل ما نُشر أخيراً في بعض الصحف وما تم تداوله في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من تغريدات حول هذا الموضوع لهو خير دليل على وجود هذه النزعة لدى البعض مع الأسف.
ولكن مما يثلج الصدر مبادرة معالي الدكتور/ عبدالعزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام، عندما تصدى معاليه لتلك الممارسات البغيضة؛ إذ وجَّه معاليه جميع الإعلاميين بمراعاة ما يقضي به نظام المطبوعات والنشر, وبأن يلتزم كل مسؤول في المطبوعة بعدم إثارة النعرات وبث الفرقة، والحرص على كل ما يعزز تماسك وتلاحم أبناء الوطن. وهذا - بلا شك - جهد يشكر عليه معاليه؛ لأن وزارة الثقافة والإعلام هي في الواقع صمام الأمان. كما أكد معاليه أن الوزارة لن تتردد في منع الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحف ومواقع تواصل اجتماعي؛ لذلك فإن على الإعلاميين محاربة كل وسائل وأشكال التفرقة بين أفراد المجتمع.
وفي الوقت الذي نشيد فيه بتلك المبادرة لمعالي وزير الإعلام والثقافة في التصدي لكل أشكال التفرقة والتمييز بين أبناء المملكة كافة, فإنني أود من خلال هذه الزاوية أن أشير إلى جانب مهم، أرى أنه من أهم أسباب التفرقة وبث روح الإحباط الانهزامية لدى الشباب, وهو ما يمارسه قلة من المسؤولين على اختلاف مستوياتهم الوظيفية، وذلك في الإدارات والوزارات والمؤسسات العامة التي يعملون بها، وذلك عن طريق ما يسمى بالشفاعة لكل من ينتمي للمنطقة أو المحافظة التي ينتمي لها ذلك المسؤول.
ولا أبالغ في القول بأن بعض مؤسسات الدولة قد تحولت إلى مقاطعات مناطقية؛ إذ يتم التوظيف فيها على أساس انتماء المتقدم للمنطقة أو المحافظة التي ينتمي إليها المسؤول, وهذا - بلا شك - داء عضال، يقتل روح المنافسة، ويدمر عنصر الكفاءة، ويسبب الإحباط لدى الكثير من أبناء وبنات الوطن, إضافة إلى ما يسببه من دمار للمجتمع بأسره والوطن بأكمله؛ إذ إن هذا الأسلوب سيحرم مؤسسات الدولة من الكفاءات الجيدة، كما سيلحق أضراراً جسيمة باقتصادنا الوطني؛ لذلك أرى أنه كما لوزارة الثقافة والإعلام دور مهم في منع استخدام وسائل الإعلام لبث روح التفرقة والعنصرية بين أفراد المجتمع, فإن على الجهات الرقابية كديوان المراقبة العامة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد دوراً مهماً كذلك في القضاء على تلك الممارسات غير المسؤولة والحد من سوء استخدام السلطة في هذا المجال من قِبل قلة من المسؤولين الذين لم يقدروا ثقة ولاة الأمر فيهم؛ لأن آثار سوء استخدام السلطة في أمور التعيين على الوظائف خطيرة جداً، خاصة عندما يكون التعيين لمن هو أقل كفاءة, مع التأكيد على أهمية أن يكون معيار الكفاءة هو المعيار الأساسي للتوظيف, وهذا لا يعني - بلا شك - عدم إتاحة الفرصة للأقارب أو أبناء القبيلة من فرص التوظيف كما هي وجهة نظر أحد الوزراء السابقين، حينما صرح في إحدى المناسبات بأنه لن يتيح فرصة التوظيف لأقاربه أو أبناء منطقته أو قبيلته, فهذا التوجه مناف للعدل والمساواة أيضاً, ومخالف لمعايير الكفاءة العلمية والعملية, التي يجب أن تكون الفيصل والمعيار الوحيد للتوظيف.

غش محطات البنزين يا معالي الوزير


نشرت الصحف مؤخراً بأن وزارة التجارة قد غرمت أحد أشهر محطات تعبئة البنزين (محطة نفط) في مدينة الرياض بسبب خلطها بنزين (91) بالديزل, ولذا فرضت الوزارة على المحطة غرامة مالية متواضعه, إضافة إلى نشر الحكم في الصحف والتشهير بالشركة. إضافة لذلك, غرمت وزارة التجارة (8) محطات للوقود بمبلغ (123) ألف ريال، وذلك لقيامها بخلط البنزين (91) بالبنزين (95), وكذلك خلط البنزين بالديزل, وإزاء ذلك, أود أن أطرح بعض المرئيات حيال ذلك, منها:
- أن المحطات المخالفة والتي لم تتردد في غش المواطن لم تقتصر على المحطات الصغيرة فحسب وإنما شمل ذلك واحدة من أكبر شبكات محطات البنزين بالمملكة.
- إن الاضرار التي تلحق بسيارات المواطنين بسبب تلك الجرائم التجارية من خلال ارتكاب محطات البنزين لمختلف أنواع الغش التجاري لا تظهر في الحال, وإنما نجد بان الاضرار تلحق بمكينة السيارة والبخاخات ومضخة البنزين خلال فترة بين الستة أشهر والسنة.
- إن جرائم الغش التجاري من خلال خلط أنواع البنزين (95 و 91) مع بعضها البعض, وكذلك خلطها بالديزل قد ترتكبها العمالة الأجنبية في تلك المحطات دون علم مالك المحطة, كما قد يشترك مالك المحطة في تلك الجريمة.
- الاشكالية أن المواطن لا يستطيع معرفة إذا كان بنزين المحطة مغشوشا أم لا, وهذا ما يشجع العمالة الأجنبية في تلك المحطات على بيع البنزين (91) على أنه (95) سعياً لتحقيق المزيد من الارباح دون وجه حق, وأؤكد هنا بأنني ومن خلال مقال كتبته في هذه الزاوية قبل خمس سنوات بعنوان (البنزين المغشوش) نشر بتاريخ 18 /5 /2009م, اقترحت على وزارة التجارة بأن تلزم محطات البنزين بأن تضع مضخات تتضمن جزءاً زجاجياً شفافاً يستطيع من خلاله المستهلك رؤية نوعية البنزين الذي اشتراه, خاصة إذا ما علمنا بان لون البنزين (91) يختلف عن لون البنزين (95), علماً بان هذا النوع من المضخات مستخدم في العديد من الدول الأخرى.
- وأخيراً, رسالتي هنا موجهة لمعالي الدكتور توفيق الربيعة, والذي تمكن خلال فترة قياسية منذ تعيينه وزيراً للتجارة ان يحقق الكثير من المنجزات النوعية والتي من أهمها حفظ وحماية حقوق المستهلكين في مواجهة جشع البعض من التجار. ونرجو من معاليه ان يوجه بإلزام جميع المحطات بتركيب تلك المضخات خلال ستة أشهر على الأكثر، وذلك حتى يتمكن المستهلك من التعرف من خلالها على نوع البنزين الذي يريده, ومن لا يقوم بذلك يتم إقفال محطته مباشرة, إضافة إلى مضاعفة العقوبات التي يتضمنها النظام في هذا الخصوص.

الجمعيات التعاونية: الحل الأمثل


اتخذ مجلس الوزراء في جلسته قبل الأخيرة والمنعقدة في 13/7/1435هـ قراراً بتوجيه وزارة الشؤون الاجتماعية بدراسة إنشاء الجمعيات التعاونية الاستهلاكية, ويأتي هذا التوجيه الإيجابي لمجلس الوزراء في وقت أصبح إنشاء هذه الجمعيات ضرورة في ظل سيطرة مجموعة محدودة من التجار على مختلف السلع الاستهلاكية ومغالاتهم في أسعارها بشكل ألحق اضراراً جسيمه بالمواطنين, وما من شك فإن إنشاء الجمعيات التعاونية الاستهلاكية سوف يسهم في الحد من ارتفاعات الأسعار في المواد الغذائية, حيث ستسهم في الضغط على التجار لخفض الأسعار وعدم المغالاة فيها.
ما من شك أنه من الأهمية أن يتم تبني إنشاء تلك الجمعيات بإشراف من الأجهزة الحكومية كوزارة الخدمة الاجتماعية ووزارة التجارة, وأن يتم ذلك بمعزل عن الغرف التجارية, حيث إن نجاح الجمعيات سيكون على حساب ربحية التجار المبالغ فيها.
ومن الأهمية أن يتم إنشاء جمعية تعاونية في كل منطقة من مناطق المملكة بحيث يتفرع عنها فروع في المدن والمحافظات والأحياء التابعة لتلك المنطقة, وبحيث يتم قصر المساهمة والاستثمار في كل جمعية على المواطنين الساكنين في المحافظة نفسها أو الحي الذي أنشئت الجمعية فيه, وأن يوضع سقف أعلى لعدد الأسهم الذي يسمح لكل مواطن من أهل المحافظة أو الحي بالتملك في رأس مال الجمعية حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المواطنين بالاستثمار في تلك الجمعيات, مع أهمية قيام الدولة من خلال وزارة التجارة ووزارة الشؤون الاجتماعية بمراقبة ومتابعة كل ما يتعلق بتلك الجمعيات, ومع أهمية استقطاب الكفآت الاقتصادية المتميزة لإدارة تلك الجمعيات لضمان نجاحها, حيث من الأهمية أن يتم إدارة تلك الجمعيات من خلال عقول اقتصاديه قادره على المنافسة وكسر احتكار التجار.
كما أنه من الأهمية أن يتم الاستفادة من تجارب الدول المجاورة لنا والتي سبقتنا منذ سنين في إنشاء الجمعيات التعاونية مثل الكويت والتي يوجد فيها (49) جمعية موزعه على الأحياء والمناطق, ومثل الإمارات والتي يوجد فيها (18) جمعية تعاونية يتم فيها تسويق أكثر من (300) سلعة غذائية بأسعار تنافسيه.
ختاماً, الدولة لم تقصر في سبيل إنشاء الجمعيات التعاونية حيث سبق أن تم إقرار نظام الجمعيات التعاونية, كما وجه مجلس الوزراء مؤخراً الأجهزة التنفيذية كوزارة الخدمة الاجتماعية ووزارة التجارة بالسرعة في دراسة إنشاء تلك الجمعيات, ولم يتبقى سوى قيام هاتين الوزارتين بالاستعجال في إنهاء الدراسة اللازمه والقواعد المنظمة لإنشاء هذه الجمعيات والرفع بها للمقام السامي لإقرارها.
وعلى من سيتولى إعداد تلك الدراسة ان يضع في الاعتبار تضمين الدراسة باقتراح أن يتم التركيز على إعادة توجيه الدعم الحكومي المقدم للتجار المستوردين للسلع الغذائية وبالذات الأساسية منها, بحيث يتم توجيهه للجمعيات التعاونية الاستهلاكية, مما يؤدي إلى استفادة شريحة كبيرة من المواطنين المستثمرين في تلك الجمعيات بدلاً من قصره على عدد قليل من كبار التجار والذين لم يقدروا هذا الدعم من خلال مغالاتهم في تسويق تلك السلع على المواطنين.


من يحمي المحامين يا معالي الوزير؟



بالنظر إلى أقسام وكليات الأنظمة والقانون في جامعاتنا السعودية, نجد أنها تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية, فبعد أن كان لدينا قسمان للأنظمة أحدهما بجامعة الملك سعود والآخر بجامعة الملك عبد العزيز, نجد أنّ عدد الأقسام والكليات المتخصصة في العلوم القانونية قد تجاوز العشرين كلية وقسماً للقانون.
ومما لا شك فيه أنّ الأعداد المتوقع تخرجها سنوياً من المحامين والمستشارين القانونين والتي سيتم ضخها لسوق العمل، سوف يتجاوز المئات, علماً بأنّ إنشاء الكليات والأقسام القانونية لم يقتصر على الجامعات الحكومية فحسب, وإنما الجامعات الأهلية أيضاً، على الرغم من أنّ وزارة العدل, وباهتمام خاص من معالي وزيرها الدكتور محمد العيسى, تولي كل الاهتمام بالمحامين وتنظيم مهنتهم من خلال الإدارة العامة للمحامين بالوزارة, وعلى الرغم من النصوص النظامية الصريحة والتي تقصر الترافع أمام الجهات القضائية على المحامين المرخصين من قِبل وزارة العدل من خريجي الأقسام والكليات الشرعية والقانونية, إلاّ أنّ الملاحظ بأنّ الأجهزة القضائية لدينا من محاكم عامة وديوان مظالم وغيرها من الجهات القضائية الأخرى، لازالت تعج بالمتطفلين على المهنة, حيث يلاحظ كثرة المعقبين وسماسرة العقار ممن ليس لديهم التأهيل العلمي الصحيح لمهنة المحاماة, ناهيك عن عدم وجود تنظيم أو مرجعية لهم في وزارة العدل في حال التجاوز وارتكاب المخالفات.
ولذا فإنني ومن خلال هذه الزاوية, أضم صوتي إلى صوت الأخ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح في ما نادى به في مقاله المعنون بـ(حماية مهنة المحاماة), وأناشد معالي الدكتور محمد العيسى رئيس مجلس القضاء ووزير العدل والذي تحققت على يديه الكثير من القفزات النوعية في قطاع القضاء, ونرجو من معاليه بأن يصدر توجيهاته لكافة رؤساء الأجهزة القضائية, وكذلك لأصحاب الفضيلة القضاة، بأن لا يسمحوا لكائن من كان بالترافع أمام جميع الأجهزة القضائية، ما لم يكن مرخصاً له من قِبل وزارة العدل.
نعم نرجو من معاليكم التصدي وعدم السماح للمتطفلين على هذه المهنة من المعقبين وأصحاب المكاتب العقارية من الإساءة لها.
فمعاليكم يعلم بأن ليس لديهم التأهيل العلمي للترافع, ومعاليكم يعلم عدم إلمامهم بمبادئ وقيم وأصول الترافع, ونؤكد لمعاليكم بأنّ تواجدهم في ساحات القضاء إنما يمثل خطورة متناهية على حفظ حقوق المواطنين والمقيمين، والذين وثقوا فيهم وائتمنوهم على حقوقهم، من خلال تكليفهم بالترافع عنهم، ظناً منهم بأنهم محامون مرخصون من قِبل وزارة العدل.

شين وقواية عين



نشرت صحيفة الاقتصادية الأسبوع الماضي (26/4/2014) خبراً يتضمن على أن تجار بيع الأقمشة النسائية في الرياض يعتزمون تشكيل تكتل ضد قرار وزارة العمل الرامي إلى تأنيث محال الأقمشة النسائية مطلع عام 1438هـ, ويؤكدون رفضهم لهذا القرار من خلال جمع مبالغ مالية لتعيين محام للوقوف ضد القرار, ولتفعيل ذلك, طلب أحد كبار ملاك المجمعات التجارية في الرياض مبلغ (1000) ريال من جميع المستأجرين لديه من تجار الأقمشة النسائية, حيث يرون هؤلاء التجار بأن هذا القرار لوزارة العمل قد سبب لهم ضرر كبير ولذا قاموا بجمع الأتعاب المالية اللازمه لمكتب المحامي الذي سيقومون بتوكيله ضد وزارة العمل.
وإزاء هذا الموقف السلبي غير الوطني لأصحاب محلات بيع الأقمشة النسائية, أود أن أذكر عدد من المرئيات حيال ذلك, منها:
- أننا نتقدم بالشكر للمقام السامي وكذلك لوزارة العمل على صدور مثل هذا القرار الذي يقصر العمل على محلات بيع المستلزمات النسائية على المراءة السعودية مع مراعاة الضوابط الشرعية, حيث يتوقع أن يؤدي هذا القرار لتوفير فرص عمل شريفة للآلاف من بنات الوطن والذين هم أحوج ما يكونون لتلك الوظائف وذلك بدلاً من العمالة الأجنبية التي سيطرت على غالبية فرص العمل المتاحة في السوق.
- من المؤكد بأن من يقف ضد مصلحة الوطن من خلال التصدي لتلك القرارات إنما ينطلقون من دوافع ومصالح شخصية, ولا أبالغ القول إن غالبية محلات بيع الأقمشة النسائية في المملكة يملكها تجار غير سعوديين, وإن هؤلاء المتسترون هم من يتصدون لتلك التوجهات الوطنية لأنها لا تتوافق مع مصالحهم الشخصية والتي تأتي على حساب مصلحة الوطن والمواطن.
وفي الوقت الذي كنا نعتقد بأن تجار بيع الأقمشة التجارية سيقفون مع الدولة في توجهها إلى تأنيث العمالة في محلاتهم نجد بأنهم يقفون أمام تلك التوجهات الوطنية من عزمهم مقاضاة وزارة العمل على ذلك.
- رسالة نوجهها لمعالي وزير العمل وبقية الرجال المخلصين العاملين معه في وزارة العمل, لقد حققتم الكثير من النجاحات من خلال مواقفكم الصلبه في مواجهة الكثير من التجار الذين لا يروق لهم توجه الوزارة بسعودة وتأنيث الوظائف لأن ذلك يتعارض مع مصالحهم الخاصة, ونرجو من معاليه بعدم إبداء أي مرونه لتجار الأقمشة النسائية, والعمل على تطبيق أقصى العقوبات بحق من لا يلتزم منهم بتأنيث محلاتهم.
ختاماً, لا نملك أن نقول للتجار أصحاب الأقمشة النسائية والذين غالبيتهم من غير السعوديين ويمارسون أعمالهم التجارية في المملكة من خلال جرائم التستر التجاري, وفوق ذلك لا يترددون في التصدي لوزارة العمل في توجهها الرامي إلى تأنيث العاملين في محلاتهم التجارية, إلا أن نقول لهم: (شين وقواية عين).

ملك عظيم وتعليم عالٍ نفاخر به

 
تعد الذكرى التاسعة للبيعة المباركة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرصة مواتيه لنا كسعوديين لنجدد الولاء والطاعة لقائد مسيرتنا, كما أنها فرصة لأن نحمد الله سبحانه وتعالى على ما تحقق لهذه الدولة من منجزات تنموية عملاقة يحق لنا أن نفاخر بها, كيف لا وقد تحققت خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز العشر سنوات.
وبحكم أمانتي لمجلس التعليم العالي, أود أن أستعرض بعض المنجزات النوعية العملاقة التي تحققت في قطاع التعليم العالي خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بفضل من الله ثم بفضل الدعم الكبير الذي تلقاه أسرة التعليم العالي من قبل خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي.
عندما تولى الملك عبدالله دفة الحكم في مملكتنا الغالية, وعد ـ حفظه الله ـ بأن يتم إيصال التعليم العالي لجميع أبنائه وبناته في مختلف المناطق والمحافظات, وبالفعل تحقق وعد مليكنا الغالي, حيث ارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات إلى ثماني وعشرين جامعة حكومية وعشر جامعات أهلية, ويزيد عدد الكليات فيها عن خمسمائة كلية, وما يميز تلك الجامعات أن انشائها قد تم وفقاً لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي, إضافة إلى أن التخصصات التي يتم تدريسها فيها هي تخصصات متوائمة مع احتياجات سوق العمل والمتطلبات التنموية للوطن.
أيضاً من المنجزات التنموية التي تحققت بدعم وتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين هو (برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي), وقد أكد -حفظه الله- بأن يتم قصر الابتعاث في هذا البرنامج على التخصصات التي يحتاج الوطن لمخرجاتها, وقد تجاوز أعداد من تم ابتعاثهم من بداية البرنامج قبل خمسة أعوام المائتي ألف مبتعث ومبتعثه يدرسون في أفضل الجامعات العالمية في أمريكا وكندا وبريطانيا وأستراليا وغيرها من الدول المتقدمة, كما قصر ابتعاثهم على التخصصات الطبية والصحية والهندسية والتطبيقية والقانونية والمالية والحاسب. وما من شك فإن الوطن سيجني ثمرة نتاج هذا البرنامج حيث سيسهم أبناؤنا وبناتنا العائدون في بناء تنمية وطنهم.
كذلك من المنجزات التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين السماح للقطاع الأهلي في بناء منظومة لمؤسسات التعليم العالي الأهلية, وقد بلغ عدد الجامعات الأهلية (10) جامعات إضافة إلى عدد كبير من الكليات الأهلية المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة, وقد وجه الملك عبدالله بدعم مشاركة وإسهام القطاع الخاص, حيث تم تقديم القروض المالية الحسنه لإنشاء تلك الكليات إضافة إلى إقرار (برنامج خادم الحرمين الشريفين للمنح الداخلية) والذي خصص له المليارات من الريالات حيث تقوم الدولة بدفع الرسوم عن ما نسبته (50%) من مجموع أعداد الدارسين في تلك الجامعات والكليات الأهلية.
إضافة إلى ذلك, يعد دعم محاور البحث العلمي في مؤسسات التعليم الجامعي من المنجزات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وقد بلغ ما تم تقديمه من دعم للبحث العلمي في عهده الميمون, ما لم يتم تحقيقه منذ توحيد المملكة, ويتضح معالم هذا الدعم من خلال البنود المالية الكبيرة المخصصة للبحث العلمي والتي تضمنتها الموازنات المالية للجامعات, وغيرها الكثير من الدعم الموجه لإنشاء المراكز البحثية في الكليات وكذلك مراكز التميز بالجامعات. هذا بالإضافة للبدلات العالية التي تم إقرارها لدعم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الناشطين في مجال البحث العلمي.
وكما هي عادة خادم الحرمين الشريفين في حرصه ودعمه لأبنائه أعضاء هيئة التدريس بالجامعات, نجد أنه -حفظه الله- قد وجه بإقرار جملة من البدلات المالية لهم, ومنها بدل التعليم الجامعي (25%), وبدل الندرة والذي يصل إلى (40%) وقد شمل هذا البدل الكثير من التخصصات, وكذلك بدل الجامعات الناشئة ويبلغ (40%) وقد تم إقراره لعدد كبير من الجامعات. هذا بالإضافة إلى جملة من المكافآت المالية العالية التي يحصل عليها أعضاء هيئة التدريس الناشطين في مجال البحث العلمي.
كل هذا الدعم اللامحدود الذي يلقاه قطاع التعليم العالي من قبل خادم الحرمين الشريفين يؤكد بأن الاستثمار في رأس المال البشري هو المنطق الأساسي الذي تعتمده حكومتنا السعودية في بناء التنمية السعودية, ويكفي أن نشير بأن ما خصص لقطاع التعليم في الموازنه العامة للدولة يفوق ما نسبته 25% من الميزانية.
ختاماً, بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً, لا نملك سوى أن ندعو بطول العمر لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو وولي ولي عهده الامير مقرن بن عبدالعزيز, وأن نشكرهم على ما يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة والتعليم العالي على وجه الخصوص من دعم منقطع النظير.

صراحة مقرن وبنوكنا السعودية

 
لقد أثلج صدري ما تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد خلال الأيام القليلة الماضية عندما تطرق إلى الموقف السلبي للبنوك ومحدودية إسهاماتها في مجال الأعمال الإنسانية والخيرية في دعم الفقراء, حيث قال سموه: (أنا لست برجل اقتصادي, ولكن المصارف في اعتقادي مقلة في أعمالها الخيرية والإنسانية مقابل ما تستفيد من المواطن ومن الدولة).
عندما صرح الأمير مقرن بذلك, فإن سموه لم يتحدث من فراغ حيث يدرك سموه بأن أرباح البنوك والمصارف السعودية قد قفزت إلى أعلى مستوى في تاريخها على الإطلاق خلال عام 2013م عندما حققت 37.62 مليار ريال مع نهاية العام.
وعندما صرح الأمير مقرن بذلك, فإن سموه يدرك بأن البنوك السعودية تتمتع بالعديد من الامتيازات التي كانت تقف خلف تلك الأرقام الضخمة من الأرباح التي تحققها البنوك سنوياً في المملكة, ومن تلك الامتيازات أن رؤوس الأموال المستثمرة في تلك البنوك لا تخضع للنسب الضريبية العالية من قبل الدولة كما هو الحال لبقية البنوك الأخرى في كافة دول العالم. لهذا أكد سموه بأن البنوك لدينا مقصره في عطائها مقابل ما تستفيد من الدولة.
وعندما صرح الأمير مقرن بأن البنوك السعودية مقصرة تجاه المواطن, فقد قصد سموه بأن غالبية المواطنين يضعون أموالهم في حسابات جارية في تلك البنوك ولا يتقاضون أي أرباح منها, وقد أدى ذلك إلى مضاعفة الأرباح السنوية التي تحققها البنوك, وعلى الرغم من تلك الأرباح الضخمة والتي تأتي كنتيجة مباشرة لدعم المواطن لتلك البنوك, إلا إننا نجد بأن البنوك تحجم عن الإسهام في مختلف المناشط الخيرية والإنسانية التي يمكن أن يستفيد منها الفقراء من المواطنين محدودي الدخل.
وبالتالي عندما وصف الأمير مقرن البنوك السعودية (بالمنشار), فسموه محق في ذلك, كيف لا وهي تعتبر الابن المدلل لمؤسسة النقد, كيف لا وقد هيأت لها الدولة المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي المستقر والذي جعل أرباحها تتضخم ولكن وللأسف دون أن تقوم ولو بجزء بسيط من واجبها الإنساني تجاه المجتمع.
ختاماً, عندما يكون مصدر الحديث عن البنوك هو مقرن بن عبدالعزيز, فإننا يجب أن نتوقف كثيراً عنده. وباختصار, فإن أرباح البنوك الضخمة لا تفيد الوطن طالماً أنها لا تعود على المواطن بأي مصلحة.

الجدوى الاقتصادية في استخدام العزل الحراري

 
في خطوة تحسب للشركة السعودية للكهرباء, خاصة ونحن على مشارف فصل الصيف, أكدت الشركة مؤخراً توجهها إلى عدم إيصال التيار الكهربائي لأي مبنى جديد تجارياً كان أو سكنياً ما لم يقم صاحبه بوضع العزل الحراري المناسب للمبنى؛ وذلك إنفاذاً للأمر السامي الذي قضى بإلزام وضع العزل الحراري في جميع المباني الجديدة السكنية منها والتجارية.
الجدير بالذكر أنه ولأهمية هذا الموضوع, فقد تم تشكيل لجنة متخصصة لذلك برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والمعادن والثروة المعدنية.
أن من السلوكيات غير المقبوله التي ينتهجها العديد من أفراد المجتمع السعودي الإسراف والتبذير غير المسؤول في استخدام الكهرباء. سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو على مستوى الأجهزة الحكومية. وإن مما يؤكد على ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في المملكة مقارنة بغيرها من الدول أن استهلاك الكهرباء في المملكة ينمو بمعدل أحد عشر في المائة سنوياً، حيث تعتبر تلك النسبة أكبر بكثير من متوسط النمو العالمي في استهلاك الكهرباء الذي يقدَّر بحدود 3-4%. ولذا فإن هناك إجماعاً على أهمية اتباع السياسات الترشيدية في عملية استهلاك الكهرباء من قبل الجميع. ومن أهم التوصيات التي قد يكون في اتباعها انعكاسات إيجابية في القضاء على مشكلة الإسراف في استخدام الكهرباء, التزام الجميع بنظام العزل الحراري. ومن الأهمية أن تمنع شركة الكهرباء تلبية الطلبات الجديدة التي لا تستوفي شروط العزل الحراري.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الإيجابيات المترتبة على التزام الجميع بوضع العزل الحراري عند إنشاء الأبنية السكنية والتجارية, ومن أهم تلك الإيجابيات أن عزل المباني سيؤدي إلى توفير حوالي 40% من تكلفة استهلاك الكهرباء, وخاصة في فصل الصيف.
إضافة إلى ذلك, فإن وجود العزل الحراري المناسب يساعد على المحافظة على درجة حرارة معتدله للمبنى لمدة أطول, ففقي فصل الصيف يسهم العزل في منع دخول حرارة الجو في الصيف لداخل المبنى وفي ذلك حد من تسرّب برودة التكييف إلى خارج المبنى, وكذلك الحال في فصل الشتاء, وهذا بدوره يحد من تشغيل عدد المكيفات, وفي ذلك فائدة صحية واقتصاديه لساكني المنزل.
وبناءً على تلك الإيجابيات, أعتقد بأنه لم يعد مقبولاً أن يتم إنشاء أي مبنى سكني أو تجاري بدون العزل الحراري.

الإغلاق قبل التاسعة ضروري لنجاح السعودة


سمعنا مؤخراً عن توجه وزارة العمل لإلزام المحلات التجارية بالإغلاق التاسعة مساءً. وإزاء هذا التوجه لوزارة العمل, لا بد أن نشيد بتوجه الوزارة مؤخراً في التعامل مع ملف إحلال العمالة الوطنية بدلاً من العمالة الأجنبية, أو ما نسميه بملف السعودة كما أنه من الأهمية أن نشير إلى أن ملف السعودة إنما يتضمن جملة من القرارات التي يتوجب على وزارة العمل القيام بها, ويأتي قرار إلزام المحلات بالإقفال عند التاسعة مساءً, كأحد أهم تلك المنظومة من القرارات, وإزاء هذا التوجه لوزارة العمل أود أن أطرح عدداً من المرئيات, منها:
-قطاع محلات التجزئة والمحال التجارية يمثل 99% من إجمالي أعداد المنشآت في المملكة, كما أن غالبية العمالة الأجنبية في المملكة التي يفوق عددها الثمانية ملايين عامل أجنبي تعمل في هذه المحلات الصغيرة, ولا أبالغ القول إن أحد أسباب فشل وزارة العمل في تطبيق السعودة المنشودة في هذه المحلات طوال السنوات الماضية هو السماح لتلك المحلات بمزاولة النشاط طوال ساعات اليوم, ولوقت متأخر من الليل على الرغم من عدم الحاجة لذلك. فما الذي يجعل أصحاب المفروشات تفتح التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل, وما الذي يجعل محلات الملابس أو الأواني المنزلية تزاول نشاطها حتى الحادية عشرة ليلاً؟
- في عام 2005م, أي قبل عشر سنوات تقريباً, صوت غالبية أعضاء مجلس الشورى على توصية لأحد أعضاء المجلس (الدكتور عبدالعزيز النعيم) تقضي بأن ينتهي العمل في المحلات التجارية الصغيرة ومحلات التجزئة عند التاسعة مساءً, فماذا عن مصير تلك التوصية ولماذا تم إخفاؤها على الرغم من أن عدداً قليلاً جداً من أعضاء اللجنة الاقتصادية بالمجلس هم من رفض تلك التوصية, ويبدو أن رفضهم بسبب تعارضها مع مصالحهم التجارية الخاصة.
-من الأهمية التأكيد على أن الآثار الإيجابية لإقفال المحلات التجارية عند التاسعة مساءً لا تقتصر على الآثار الاقتصادية فحسب وإنما هناك الكثير من الآثار الإيجابية الاجتماعية والأمنية أيضاً.
-إن تحديد ساعات العمل في المحلات التجارية وإلزامها بالإقفال التاسعة مساءً سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن في تلك المحلات. كما أن من أبرز الإيجابيات المتوقع تحقيقها عند تنفيذ هذا القرار أنه سيسهم وبقوة في محاربة ظاهرة التستر التي انتشرت وبشكل ملحوظ في قطاع محلات التجزئة.
-معالي وزير العمل, لقد حققتم خطوات ملموسة في سبيل تحقيق السعودة, ويعلم معاليكم بأن الكثير من دول العالم المتقدمة تقفل محلاتهم التجارية قبل السابعة أو الثامنة مساءً على أكثر تقدير, ولذا أوصي معاليكم بعد دراسة الموضوع من كافة جوانبه, العمل على استصدار قرار لمجلس الوزراء يلزم المحلات التجارية بالإقفال قبل التاسعة مساءً, مع وضع العقوبات الرادعة لمن لا يلتزم بذلك, وما لم يتحقق ذلك, فإنني أشك أن تسيروا بملف السعودة إلى بر الأمان, فالعامل السعودي لا تمكنه ظروفه الأسرية والاجتماعية من البقاء في المحل التجاري طوال ساعات اليوم وحتى منتصف الليل.
 
 

هدر غير مبرر يا وزارة الشؤون الإسلامية


سبق وأن كتبت ولأكثر من مرة عن موضوع الهدر غير المبرر في استخدام الطاقة الكهربائية في المساجد، حيث يتم تشغيل كافة مكيفات المسجد طوال ساعات اليوم، وقد أكَّد ذلك ما سبق أن صرح به معالي وزير المياه والكهرباء من أن نسبة الهدر في الكهرباء في مساجد وجوامع المملكة تصل إلى نحو 70 في المئة وقد أدَّى ذلك السلوك التبذير في استخدام الكهرباء لدينا إلى ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في المملكة حيث ينمو بمعدل 11 في المئة سنويًّا في حين أن متوسط النمو العالمي في استهلاك الكهرباء هو 3.5 في المئة.

في منتصف عام 2010م، أعلن القائمون على جامع الفاروق في الرياض قيامهم بفصل الصفوف الأمامية في المسجد عن بقية الصفوف بجدار زجاجي يسمح برؤية الصفوف، وقد أدَّى ذلك إلى الاكتفاء بتشغيل (8) مكيفات فقط بدلاً من (27) سبعة وعشرين مكيفًا، وقد أدَّى هذا الترشيد في استخدام الكهرباء من قبل القائمين على المسجد إلى تحقيق وفر مقداره أكثر من (68 في المئة) من الطاقة الكهربائية.

وتعليقًا على ما تَمّ في جامع الفاروق من سلوك ترشيدي في استخدام الكهرباء، كتبت مقالاً في هذه الزاوية بتاريخ 20-9-2010م بعنوان (جامع الفاروق مثال يحتذى به)، وقد طالبت من خلال هذا المقال بسرعة التحرك لوضع مثل هذا الجدار الزجاجي في جميع مساجد وجوامع المملكة، وطالبت بتشكيل لجنة من وزارة الشؤون الإسلاميَّة ووزارة الكهرباء والمياه برئاسة الوزارتين ومشاركة الشركة السعوديَّة للكهرباء، ووضع برنامج يتم من خلاله تركيب الجدار الزجاجي في جميع المساجد خلال خمس سنوات.

الأمر المحزن، أنّه وبعد مرور أربع سنوات على تلك المطالبات بتركيب الجدار الزجاجي في جميع المساجد في المملكة التي يتجاوز عددها التسعين ألفًا (90000) مسجد، نجد أن عددًا من الصحف قد نشرت الأسبوع الماضي خبرًا بعنوان (قواطع زجاجيه لـ23 مسجدًا وجامعًا بالقصيم) وقد تَضمَّن الخبر تصريحًا لمدير فرع وزارة الشؤون الإسلاميَّة بمنطقة القصيم، حيث أوضح أن (23) مسجدًا وجامعًا بمنطقة القصيم قد اكتمل تنفيذ تركيب القواطع الزجاجية فيها كمرحلة أولى، موضحًا سعادته بأن ذلك يأتي ضمن سياسة الوزارة الهادفة إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، ومتناسيًا سعادته أن عدد المساجد والجوامع في منطقة القصيم يزيد على السبعة آلاف ومائتين مسجد (7200)، فأي ترشيد للكهرباء يتحدث عنه سعادته، وهو لم يُنفّذ سوى ما يعادل نقطة في بحر قياسًا إلى إجمالي المساجد في المنطقة، وكنت والله أتمنَّى لو أن سعادته لم يصرح بذلك، لأن ذلك يحسب على الوزارة ولا يسجل لها.

مرة أخرى بدلاً من تحرك كل من وزارة الكهرباء والمياه ووزارة الشؤون الإسلاميَّة بالتحرك العاجل لاحتواء مشكلة الهدر في استخدام الكهرباء في جميع مساجد المملكة، نجد أن الوزارتين لم تأخذا الأمر على محمل الجد على الرغم من أهميته حيث إنه لا يعني سواء هدرًا للمال العام، ولذا لا نملك سوى أن نترحم على المال العام، حيث لا يعقل أن تصل درجة الهدر واللا مبالاة في بعض أجهزتنا الحكوميَّة بالمال العام إلى هذه الدرجة.

مشروبات الطاقة وقرار مجلس الوزراء


صدر مؤخرًا عن مجلس الوزراء قرارٌ بشأن الموافقة على عدد من الإجراءات الخاصَّة بالحدِّ من الآثار الضارة لمشروبات الطاقة، وإزاء هذا القرار الحكيم الذي سعدنا به جميعًا، أودُّ من خلال هذه الزاوية أن أدوّن بعض المرئيات حياله، ومنها:

- على الرغم من سعادتنا جميعًا بهذا القرار، إلا أننا كنّا نتمنى أن تتَضمَّن إحدى فقراته إنشاء صندوق يخصص لجمع الغرامات الماليَّة التي يتم فرضها على الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة، بحيث تخصص أموال هذا الصندوق للإسهام في معالجة المرضى بسبب تناولهم لتلك المشروبات.

- من الأَهمِّيّة التأكيد على أن الأضرار الناتجة عن تناول مشروبات الطاقة لا تقتصر على الأضرار الصحية، حيث إن التكلفة الاقتصاديَّة أيْضًا عالية جدًا، حيث قدّر مستثمرون في قطاع الأغذية بمجلس الغرف السعوديَّة حجم الإنفاق على مشروبات الطاقة في المملكة بأكثر من (6) مليارات ريال سنويًا، موضحين في ذلك أن حجم الإنفاق اليومي على مشروبات الطاقة بالمملكة (5) ملايين عبوة يستهلكها (5) ملايين شاب وشابة بقيمة (15) مليون ريال، وباعتبار أن متوسط سعر العبوة الواحدة (3) ريالات ليكون معدل الإنفاق الشهري (450) مليون ريال بقيمة إجماليَّة سنوية تتجاوز أكثر من (5.5) مليار ريال.

- نصت الفقرة (4) من قرار مجلس الوزراء حظر بيع مشروبات الطاقة في المنشآت الحكوميَّة والتعليميَّة والصحيَّة والرياضيَّة الحكوميَّة والخاصَّة، وهذا يعني أن تلك الجهات الحكوميَّة ملزمة بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الوزراء، واقترح في هذا الخصوص تشكيل لجنة تتولى متابعة تنفيذ جميع الفقرات التي تضمنها قرار مجلس الوزراء، وعلى أن ترفع اللجنة مرئياتها حيال أيّ جهة تتخاذل في تنفيذ ما يخصصها في القرار.

- يستحقُّ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخليَّة كل الشكر والتقدير، فعلى الرغم من مهام سموه الجسام، إلا أن حرص سموه على صحة المواطنين دفع سموه لتبني هذا القرار، حيث لم يتردَّد سموه في طرح نتائج الدراسة التي أعدتها إدارة الجمعية السعوديَّة للغذاء والتغذية في توصيتها المقدمة لمجلس الوزراء إلى أن أصبحت التوصية قرارًا حيز التنفيذ.

- في دولة الإمارات، شرعت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس بوضع قوانين تنظم كميات الإضافات الغذائيَّة المسموح بها في مشروبات الطاقة، ونحن بدورنا نطالب الهيئة العامَّة للغذاء والدواء بالمملكة بالاستعجال في القيام بذلك، وخصوصًا أن الفقرة (8) من قرار مجلس الوزراء قد أكَّدت على ذلك.

- في الولايات المتحدة، توفيت طفلة عمرها أربعة عشر ربيعًا جراء أزمة قلبية نتيجة تسممها من مادة الكافيين بعد تناولها عبوتين فقط من مشروب الطاقة، وقرَّر والدها مقاضاة الشركة، وقد قرَّرت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية التحقيق بالأمر، ولذا أدعو أولياء أمور الشباب والفتيات الذين يتعرَّضون لأزمات صحيَّة بسبب مشروبات الطاقة مقاضاة الشركات المنتجة لها، وعلى هيئة الدواء والغذاء بالمملكة أن تكون داعمه لذلك.

- نشرت مجلة (طب الأطفال) الأمريكية تقريرًا يوضح المخاطر الصحيَّة لمشروبات الطاقة على الأطفال، ومنها خفقان القلب والنوبات والسكتات الدماغية والموت المفاجئ، وفي هذا الخصوص نتمنى أن يكون هناك قرارٌ الحاقيٌّ آخر لمجلس الوزراء، أو للهيئة العامَّة للغذاء والدواء يمنع بيع مشروبات الطاقة لمن هم أقل من (18) سنة، كما نتطلَّع إلى إمكانية إصدار قرار يمنع دخول هذا المشروب الضار إلى المملكة.

ختامًا، نرجو من هيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة والأمانات البلدية تكثيف جولاتها الرقابية على محال البيع والمطاعم والمنشآت الحكوميَّة والأندية ومتابعة المخالفين لقرار مجلس الوزراء والرفع بهم لإيقاع العقوبات الرادعة بحقهم.

الاستثمار الحقيقي في دعم لجنة أصدقاء المرضى


 
تعد لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض نموذجاً في تحقيق قيم التراحم والتطوع والأمانة، وتهدف اللجنة لزيارة المرضى وتفقدهم ومساعدتهم، كما تعد اللجنة الوسيط الفاعل بين المتبرعين والمرضى بمنطقة الرياض وذلك بالشكل الذي يسهم في نشر مفهوم التراحم والجسد الواحد في مجتمعنا السعودي، كما تعمل اللجنة ككيان محفز لكافة الأفراد والمؤسسات وقطاع الأعمال على التبرع وتقديم المساعدة للمرضى المحتاجين.

يكفي لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض أن بلغت إجمالي المساعدات التي قدمتها اللجنة للمرضى من عام 2002م إلى عام 2013م أكثر من خمسة وعشرين مليون ريال استفاد منها الآلاف من المرضى المستحقين.

يكفي لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض أن تمكنت من إيواء اثنين وثلاثين ألف مريض ومرافق في السكن الخاص باللجنة بالدرعية خلال 25 سنة، كما تمكنت اللجنة من توقيع أربعة اتفاقيات بقيمة تتجاوز (8) ملايين ريال لتأمين (100) شقة يومياً مجانية للمرضى ومرافقيهم بمدينة الرياض، إضافة لتوقيع اللجنة لأربعة اتفاقيات للمساعدات المالية والعينية للمرضى بقيمة إجمالية تفوق المليونين ريال، إضافة لتقديم هدايا العيد للمرضى المنومين في المستشفيات، حيث تجاوزت قيمة تلك الهدايا مئات الآلاف من الريالات، كما أن ما تتميز به لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض بساطة إجراءات صرف المساعدة للمرضى، حيث لا تتجاوز خمسة أيام، وذلك من مرحلة دراسة الحالة من قبل المختصين في اللجنة وحتى صرف الأموال لمستحقيها من المرضى.

إن مما يثلج الصدر أننا نعيش في مجتمع يعيش بين جنباته الكثير من أهل الخير الذين لا يترددون في دعم مناشط لجان أصدقاء المرضى وغيرها من الجمعيات الخيرية، ومن المناسب أن أشير هنا إلى تبرع الأستاذ عبدالله السليم والأستاذ طارق الرميح للجنة أصدقاء المرضى بالرياض بأرض مساحتها أكثر من عشرة آلاف متر في شمال الرياض تفوق قيمتها المليون وستمائة ألف ريال، كما تلقت اللجنة الكثير من التبرعات والصدقات والزكوات مٍن أهل الخير، وهو ما يعد نجاحاً يسجل للجنة.

ختاماً، إذا كانت لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض قد حققت الكثير من الإنجازات، فإنه من الأهمية الإشارة إلى أن لدى القائمين على اللجنة جملة من البرامج المستقبلية التي تصب في صالح المرضى، ويأتي في مقدمة تلك البرامج استثمار الأرصدة الموجودة في حساب اللجنة بهدف تأمين مصدر دخل دائم لبرنامج اللجنة وكذلك إنشاء مبنى استثماري بقيمة 40 مليون ريال تدر عوائده على أنشطة وبرامج اللجنة، وحتى تنجح اللجنة في تحقيق برامجها المستقبلية، فإنها تحتاج لمواصلة أهل الخير ورجال الأعمال لدعم اللجنة، ولذا فإنني أكرر دعوتي لأهل الخير ورجال الأعمال بالاسهام في تقديم الدعم المالي اللازم الذي يمكّن اللجنة من التوسع في مناشطها الإنسانية التي تصب في صالح إخواننا المرضى، فما من شك أن الاستثمار الأكثر جدوى وربحية إنما يكون في الأوجه التي تكون لوجه الله سبحانه وتعالى، وفي ظني أن التبرع للجنة أصدقاء المرضى إنما يعد من أبرز أوجه الاستثمار المجدي، كيف لا يكون ذلك واللجنة تسهم في وصول أموالك للمرضى الفقراء المستحقين لها على حد سواء.

المجاهرة في رفض السعودة


هاتفني أخي وصديقي الغالي محمد بن إبراهيم العواجي وتحدث لي بنبرة يغلب عليها الغضب, متسائلاً عن السبب الذي يجعل المئات بل الآلاف من محلات بيع الدهن والعود والبخور في كافة مدن ومناطق المملكة تعج بالآلاف من العمالة من مختلف الجنسيات باستثناء الجنسية السعودية, كما تساءل عن مدى قدرة وزارة العمل في السير بسياسات السعودة إلى بر الأمان طالما أنها غير قادرة على سعودة العمالة في محلات بيع العود والبخور والتي لا تحتاج إلى أي نوع من التدريب أو التعليم.

واستجابة لرغبة أبو متعب بالكتابة عن هذا الموضوع في هذه الزاوية, أود أن أوضح بعض المرئيات منها:

- أن وزارة العمل سبق أن أعلنت في 1-1-1425هـ قصر أعمال البيع على السعوديين, في أكثر من خمس وعشرون مهنة, منها محلات بيع العود والبخور, وقد تم إعطاء أصحاب تلك المحلات مهلة ثلاث سنوات تنتهي في 1-1-1428هـ, وعلى الرغم من تأكيد معالي وزير العمل في ذلك الوقت الدكتور غازي القصيبي -عليه رحمة الله- بأن الوزارة سوف تعمل بحزم على تطبيق هذا القرار, إلا أن الآلاف من محلات بيع العود والبخور, وبعد مرور أكثر من عشر سنوات, لا تزال تعج بمختلف أنواع العمالة الأجنبية غير مبالين بتوجيهات وقرارات وزارة العمل.

-كنت أعتقد بأن أصحاب شركات ومحلات بيع العود والبخور سوف يقدرون للدولة كونها لا تفرض عليهم الضرائب الطائلة كما هو مطبق في جميع دول العالم خاصة وأن السلع التي يسوقونها هي من الكماليات, وكنت أعتقد بأن تجار العود والبخور سيردون الجميل للمواطنين الذين يشترون منهم تلك العطور والبخور بأضعاف قيمة مشتري التجار لها من خارج المملكة, وحبهم لأنفسهم من خلال مضاعفة ثرواتهم من خلال المبالغة في أسعار البخور والعود. وبالنظر لأكبر شركتين في المملكة في مجال بيع البخور والعود, نجد أن أحدهما تغص بالآلاف من العمالة الباكستانية واليمينة, في حين أن الشركة الأخرى تمتلي فروعها المنتشرة بالآلاف من العمالة المصرية, فلماذا لا يوظف تجار العود والبخور شباب وفتيات الوطن, أنني أتساءل عن المهارات أو التقنيات العالية التي يجب أن تتوفر في شباب الوطن لكي تتاح لهم الفرصة بالعمل في محلات بيع البخور والعود.

ألم توجه الدولة بتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية لنصف رواتب العاملين السعوديين في محلات البخور والعود مما يعني بأن أصحاب تلك المحلات لن يتحملوا سوى نصف الراتب وهو ما يعادل ألف وخمسمائة ريال فقط.

معالي وزير العمل الأستاذ عادل فقيه, أدعو معاليكم للقيام بجولة على بعض محلات بيع البخور والعود وستجد بأن أصحاب تلك المحلات لا تعنيهم قرارات وتوجيهات الوزارة وغير مبالين بها. كما نرجو من معاليكم بأن تصدر توجيهكم بسعودة جميع فرص العمل في محلات بيع العود والبخور خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر على أكثر تقدير, ومن لا يستجيب لذلك من تجار بيع العود والبخور فليقفل متجره غير مأسوف عليه.

الفوائد المتناقصة وبنوكنا السعودية


نشرت عدد من الصحف خلال الأسبوع الماضي أخبارًا تفيد بقرب صدور قرارات حكومية لتنظيم سوق الإقراض المصرفي في السعوديَّة، ومن أهم تلك القرارات تعديل نسبة الفائدة لتصبح تناقصية بدلاً من الطريقة المعمول بها حاليًّا التي تقوم على فرض الفائدة المركبة، وهو ما يعني أن البنوك ستعمل على فرض نسبة الفائدة على القيمة المتبقية من القرض بخلاف السابق حيث كان البنك يستمر في أخذ الفائدة من القيمة الإجماليَّة للقرض حتَّى يتم سداد آخر قسط من مبلغ القرض.

وما من شك أن ذلك يصب في مصلحة المقترضين حيث تخف عليهم الأعباء الماليَّة التي تفرضها البنوك عليهم لسنوات طويلة، في ظلِّ صمت غير مبرر من قبل مؤسسة النقد، وخصوصًا أن السوق المصرفي في المملكة ظلَّ ولعقود زمنية طويلة محتكرًا على عدد محدد من البنوك السعوديَّة، التي لم تتردد في القسوة على المقترضين من خلال فرض تلك الفوائد المركبة التي عانى منها المقترضون كثيرًا.

وتساؤلي هنا يتمثَّل في السبب الذي جعل مؤسسة النقد تقف مع البنوك طوال السنوات الماضية، كانت فيها البنوك (ولا تزال) تُطبِّق الفوائد المركبة على المقترضين، وذلك على الرغم من كثرة المطالبين بتدخل مؤسسة النقد لحماية المقترضين من الأضرار التي لحقت بهم من جراء استمرار البنوك في تطبيق الفوائد المركبة.

وأتذكر في هذا الخصوص، بأنني ومن خلال هذه الزاوية، طالبت ولأكثر من مرة بتدخل مؤسسة النقد وحماية المقترضين من تلك السياسات الاقراضية التي لا تصب سوى في مصلحة البنوك وذلك بزيادة عوائدها الربحية بغض النظر عمَّا يلحق بالمقترضين من أضرار.

في ظني أن السماح للبنوك الخليجيَّة الإماراتية والقطرية التي اقتحمت السوق المصرفي السعودي مؤخرًا وذلك كأحد متطلبات انضمامنا لمنظمة التجارة العالميَّة حيث يلزمنا ذلك الفتح المتدرج للسوق المصرفي أمام البنوك الأجنبية والخليجيَّة، وحيث إن البنوك الخليجيَّة بدأت تسيطر على سوق الإقراض في المملكة نتيجة لانخفاض مستوى الفوائد على القروض، إضافة إلى تطبيق آلية الفوائد المتناقصة على القرض وليس الفوائد المركبة، كما تقوم بذلك البنوك السعوديَّة، في ظني أن هذا هو ما دفع مؤسسة النقد للتنسيق مع البنوك السعوديَّة والعمل على تغيير آلية الفوائد المركبة لتصبح فوائد متناقضة بشكل سنوي على المتبقي من مبلغ القرض حتَّى يمكنها منافسة البنوك الخليجيَّة.

أنني أتساءل عن الأسباب التي جعلت البنوك (وبمباركة من مؤسسة النقد) لا تتردد في الأضرار بالمواطنين طوال العقود الزمنية الماضية من خلال قيامها بفرض الفوائد المركبة المبالغ فيها في عمليات الإقراض والتقسيط، خاصة إذا ما علَّمنا بأن شريحة كبيرة من أفراد المجتمع السعودي، ومن منطلقات شرعية، لا تأخذ الفوائد على أموالهم المودعة لدى البنوك، وهو ما أدَّى إلى مضاعفة ربحية البنوك السعوديَّة مقارنة بربحية الكثير من البنوك خارج المملكة. وبدلاً من رد الجميل للمواطنين كان هذا الموقف السلبي للبنوك الذي يعد امتدادًا للمواقف السلبية المتعددة للبنوك السعوديَّة تجاه الوطن والمواطنين.

ختامًا، نصيحتي لك أيها المواطن الراغب في الاقتراض أن تبحث عن نسبة الفائدة الأقل التي تفرضها البنوك بغض النظر عن جنسية البنك وهل هي سعودية أم خليجية.

dralsaleh@yahoo.com
الأمين العام لمجلس التعليم العالي      

رجاء أهالي المجمعة يا معالي الوزير


معالي الأخ الدكتور جباره الصريصري وزير النقل, أكتب لمعاليكم باسم أهالي المجمعة من خلال هذه الزاوية, موضحاً لمعاليكم معاناة أهالي وضيوف المحافظة, وهي معاناة ليست بالجديدة, وإنما هي معاناة يمتد عمرها لأكثر من خمسة عشر عاماً, تخللها الكثير من المكاتبات للوزارة ومسؤوليها, إضافة إلى نشر تلك المعاناة في الصحف ولأكثر من مرة, وتتمثل تلك المعاناة يا معالي الوزير, في المخرج (17) وهو مدخل المحافظة الشمالي, والرابط بين المحافظة وطريق الرياض – القصيم السريع, إن طريق مخرج (17) يا معالي الوزير يمثل خطورة على حياة مستخدميه حيث إنه غير مزدوج وقديم وذو انحناءت خطرة تسببت في وفاة الكثير من أهالي المحافظة وزوارها, مع التأكيد لمعاليكم بأن تلك الوصلة لا يتجاوز طولها الثلاث كيلو مترات.

معالي الوزير, تتمثل أهمية تلك الوصلة, إضافة إلى أنها تربط بين طريق الرياض – القصيم السريع بطريق الملك فيصل والذي يعتبر الشريان الرئيس بالمحافظة, فإن تلك الوصلة تخدم أيضاً الكثير من أصحاب المزارع وكذلك التجمعات السكنية على امتداد الطريق.

معالي الدكتور جباره, أمل أهالي المجمعة وكافة المحافظات والمراكز القريبة منها بمعاليكم- بعد الله- كبير في إنهاء تلك المعاناة, والجميع يتطلع لتوجيه معاليكم بإدراج هذا المشروع ضمن مشاريع الوزارة التي سيتم تنفيذها قريباً. ولعلي أذكر معاليكم بشرحكم على العرض المرفوع لمعاليكم من سعادة وكيل الوزارة للتخطيط والمتابعة رقم 1/9385 في 3/4/1431هـ, بخصوص الاستدعاء المقدم من أهالي المجمعة بشأن ازدواجية الطريق الفرعي من طريق الرياض/سدير/القصيم عند مخرج (17) بطول 3 كيلو وبتكلفة سبعة ملايين ونصف مليون ريال فقط, وقد تضمن توجيه معاليكم إفهام الأهالي بأن الطريق سينفذ حال اعتماد التكاليف اللازمه لازدواجية الطريق في ميزانية الوزارة للعام 1432/1433هـ وفق الأولوية التي سيقرها مجلس المنطقة, وحيث إن مجلس المنطقة قد أعطى حق الأولوية لهذا المشروع, ورفع بذلك لمقام وزارة النقل, ولم يتبقَ سوى توجيه معاليكم بتنفيذ المشروع. فهل يستبشر أهالي المجمعة بذلك قريبا؟ الجواب لدى معاليكم ـ حفظكم الله .

السائق تحت التدريب وتراه غبي


بدأنا مؤخراً نلحظ انتشار ملصقات على الزجاج الخلفي لبعض السيارات, كُتب عليها عبارة: (انتبه السائق جديد ولا يزال يتدرب) كما لاحظت عبارة (احذر: السائق تحت التدريب وتراه غبي).

في ظل انتشار وكثرة تلك الملصقات التي توضع على الزجاجة الخلفية للسيارات التي يقودها سائقون جدد, تبادر إلى ذهني عدة مرئيات منها:

- عند وصول السائق الجديد للمملكة يقوم كفلاؤهم مباشرة باختبارهم للتأكد من مدى اتقانهم لمهارة قيادة السيارة. وما من شكّ أن الوضع المتردي لكثير من السائقين الجدد وعدم المامهم بأصول قيادة السيارة هو ما دفع كفلاءهم إلى وضع تلك الملصقات على السيارة لتحذير الآخرين منهم!!!

- لماذا نسمح لمثل هؤلاء السائقين بتعلم القيادة في شوارعنا وطرقنا طالما أنهم لا يجيدون قيادة السيارة.

- كيف نسمح لمثل هؤلاء السائقين بتعريض حياتنا للخطر, وما هو ذنب أصحاب السيارات الأخرى الذين يتعرضون للحوادث المرورية, وما يلحق بهم من إصابات وخسائر مالية لمجرد أننا نسمح لمثل هؤلاء السائقين الأجانب يتعلم قيادة السيارة في طرقنا وشوارعنا.

- لماذا هذا السكوت والسلبية غير المبررة من قبل جهاز المرور, في ظل انتشار تلك الملصقات على السيارات والتي تدل على أن السائق الأجنبي لا يجيد قيادة السيارة, وكيف يسمح المرور لمثل هؤلاء السائقين الأجانب بقيادة السيارات دون الحصول على رخصة قيادة سعودية.

- وقبل ذلك, كيف تسمح سفاراتنا في الخارج بالتعاقد مع مثل هؤلاء وهم لا يفقهون أبجديات قيادة السيارة؟ فهل يعقل أن تصدر تأشيرات لتلك العمالة الأجنبية بمسمى (سائق) وهم لا يجيدون قيادة السيارة.

- أليس من المفترض أن يتم التأكد من مدى تمكن العامل الأجنبي من قيادة السيارة وهو في بلده قبل مجيئه للمملكة, أليس من المفترض أن تقوم سفاراتنا في الخارج بالتأكد من إلمام هذا العامل بأصول القيادة من خلال إخضاعه لاختبارات معينة بالتنسيق مع أحد المعاهد أو المراكز المرورية المتخصصه قبل السماح له بالمجيئ للمملكة.

- إذا كانت الحوادث المرورية لدينا تصل إلى حد الظاهرة, وقتلى تلك الحوادث في المملكة يتجاوزون الخمسة آلاف سنوياً, هذا بالإضافة لعشرات الآلاف من المصابين وممن يتوفون على أسّرة المستشفيات بسبب الحوادث المرورية, ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي نتحملها في المملكة بسبب الحوادث المرورية والتي تبلغ المليارات, فأنا على يقين بأن نسبة ليست بالقليلة من تلك الحوادث هي بسبب تلك العمالة التي نستقدمها وهي لا تجيد أصول القيادة, فإلى متى سيستمر هذا الوضع!!!!!

سمو الوزير: غياب الطلاب هدر غير مبرر


 
في الوقت الذي شدد سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل على أهمية الانضباط في دوام الطلاب والطالبات ومنسوبي التعليم مع أول يوم دراسي بعد الإجازات, مؤكداً سموه بأن أهم ركن في أداء المدرسة لصنع جيل من المواطنين الذين سيستلمون راية التنمية هو الانضباط, وقد طالب سموه جميع منسوبي المدرسة بالتمسك بالانضباط, إلا أنه ومع بداية الأسبوع الماضي, لم يكن هناك جديد, فكالعادة, بدأ الفصل الدراسي ولم تحضر نسبة كبيرة من الطلبة والطالبات في الأيام الأولى من الفصل الدراسي, بل إن هذا السلوك السلبي قد وصل إلى حد الظاهرة.

حقيقة, لا يوجد عذر مطلقاً للطلبة بالتغيب حتى ليوم واحد قبل أو بعد أي إجازة، وذلك لمعرفة الجميع بمواعيد الإجازات والتي سبق أن أقرها المقام السامي.

سمو الوزير, الهدر التربوي والاقتصادي يتضاعف إذا علمنا بأن تغيب الطلاب عن الأيام الأولى للدراسة لا يقتصر على مباشرة الدراسة بعد إجازة الصيف فقط, وإنما يتكرر ذلك الغياب في أيام الدراسة الأولى بعد عطلة الحج وإجازة بين الفصلين وإجازة منتصف الفصل الثاني وإجازة اليوم الوطني, كما يتكرر ذلك خلال الأيام التي تسبق كل إجازة, مما يعني مزيداً من الفوضى وقلة الانضباط.

سمو الوزير, تأتي المملكة ضمن الدول التي في طليعة الدول على مستوى العالم في عدد أيام الإجازات الدراسية خلال السنة الواحدة, ومما يزيد الطين بلة تغيب شريحة كبيرة من الطلبة بعد وقبل كل إجازة.

سمو الوزير, هل يعقل أن تقف الوزارة وإدارات التعليم طوال السنوات الماضية موقف المتفرج إزاء ما يحدث من هدر تربوي واقتصادي من جراء تفشي تلك الظاهرة في كل مراحل التعليم, ولا أخفي سموكم سراً بأن التفاؤل يسود الجميع بأن وجود قامة بمثل سموكم قادر ومتمكن من القضاء على تلك الظاهرة والتي ألحقت بالوطن الكثير من الخسائر التربوية والاقتصادية.

ما نحتاجه يا سمو الوزير وجود ضوابط رادعة تعاقب إدارة المدرسة المتخاذلة في التعامل مع هذه الظاهرة, نحتاج إلى ضوابط قادرة على إلزام المرشد الطلابي بالحرص على توعية الطلبة وأولياء أمورهم بأهمية انضباطهم وعدم الغياب.

ونحتاج بأن تكون البيئة المدرسية بيئة جاذبة وغنية بالفعاليات والأنشطة طوال العام, وخاصة في الأيام التي تسبق أو تعقب الإجازة المدرسية, فلو حدث ذلك, لن نرى تلك الأعداد الضخمة من الطلبة الذين لا يترددون في هجر المدرسة خلال تلك الأيام.

بقي أن أُشير إلى أن كل ما ذكرته في هذا المقال ينطبق على مؤسسات التعليم العالي والجامعات, بل إن الأمر في الجامعات يزيد سوءاً مقارنة بمدارس التعليم العام لاعتبارين:

1 -نضج طلاب التعليم العالي والجامعات مقارنة بالطلاب الدارسين في مراحل التعليم العام.

2 -الإسهام الملحوظ لبعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعات في تفشي ظاهرة غياب الطلاب خلال الأيام الأولى بعد الإجازات.

وما من شك أن على إدارات الجامعات أن تتحرك عاجلاً للتصدي لتلك الظاهرة غير الحضارية، وأن توقف ذلك الهدر الأكاديمي والاقتصادي الذي يتكرر لأكثر من مرة في العام الواحد، والذي يعاني منه الوطن من جراء ذلك.
 

الرسوم المقترحة على الأراضي



د. محمد بن عبد العزيز الصالح
كثر الحديث مؤخراً عن توجُّه وزارة الإسكان إلى إقرار فريضة الزكاة أو نسب ضريبية وفق شرائح محددة على الأراضي؛ وذلك حرصاً على دفع أصحاب الأراضي للبيع، والتخلص من عقاراتهم؛ ما يعني زيادة المعروض من الأراضي على حجم الطلب عليها؛ وبالتالي انخفاض أسعارها؛ لتصل إلى المستوى الذي تتمكن معه شريحة أكبر من المواطنين من شرائها والحصول عليها.
وحيث يلاحَظ عدم وضوح الرؤية لوزارة الإسكان منذ إنشائها حتى الآن؛ إذ لا تزال الوزارة تسير وفق أسلوب التجارب والوقوع في الأخطاء التي تؤدي إلى القضاء على تلك التجارب؛ لعدم نضجها من جهة، ولعدم قدرة الوزارة على تطبيق تلك التجارب من جهة أخرى, فإنني ومن خلال هذه الزاوية أود طرح بعض المرئيات تجاه توجه وزارة الإسكان بفرض الضرائب أو الزكاة على الأراضي، وذلك على النحو الآتي:
- لن أتحدَّث عن الجوانب الشرعية في مدى جواز إقرار فريضة الزكاة أو الضرائب على الأراضي؛ إذ إن لهذا الجانب أهله من المتخصصين.
- في حال تطبيق الزكاة أو الضرائب على ملاك الأراضي, أعتقد أنهم لن يترددوا في تحميل المواطن البسيط (وهو المشتري النهائي للأرض) تلك الزيادة، من خلال إضافتها إلى سعر البيع؛ ما يعني أننا نكون قد أسهمنا في غلاء أسعار الأراضي والعقار على المواطنين بدلاً من تخفيض سعرها.
- مَن يحاول إشاعة مثل تلك الرسوم الضريبية، والمبالغة في تأثيرها السلبي على أسعار الأراضي, قد يكون من المتعاملين في سوق الأسهم؛ إذ إن أي انخفاض في أسعار قطاع العقار سيعني تسرب المليارات من الريالات من هذا القطاع إلى سوق الأسهم, وهو ما قد يعزز من الارتفاعات غير المبررة في أسعار بعض أسهم الشركات المدرجة في السوق, كما أن تلك الشائعات قد تكون من قِبل بعض كبار العقاريين, من أصحاب المحافظ الضخمة والنفس الطويل؛ حتى تُتاح لهم فرصة أكبر لشراء المزيد من العقارات والأراضي؛ بسبب وصولها لأسعار أكثر جاذبية, خاصة في ظل انتهاء مشاكل بعض المخططات الضخمة في جنوب وشمال الرياض، مثل مخططات قيران، التي تتجاوز مساحتها السبعين مليون متر مربع.
- في حال تطبيق بعض الرسوم باسم الزكاة أو الضريبة على الأراضي، وفق ما يتم إشاعته في الوقت الحاضر, هل ستطبَّق تلك الضريبة على الجميع, أم أنه سيُستثنى منها عشرات الملايين من الأمتار من الأراضي المنتشرة داخل وفي أطراف الرياض, ومَن تملكوا الأراضي بالمجان من خلال المنح أو صدور حجج استحكام فيها؛ ما يعني قصر تطبيق تلك الضريبة على المواطن الذي آلت إليه الأراضي بحُرِّ ماله، الذي أشقى حياته في جمعه.

  صحيفة الجزيرة في  27/1/2014م  العدد 15096