ترجمة

أسهم Xأسهم

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
* انحدر مؤشر سوق الأسهم خلال الأسابيع الأربعة الماضية بنسبة 35% تقريباً، ومصدر استغرابي في هذا الانحدار يعود لأمرين: أولهما أن جميع الشركات القيادية في السوق التي تمثل 80% من حجم المؤشر أعلنت عن نتائج فصلية ممتازة. والأمر الآخر أن سعر برميل البترول قد وصل لسعر قياسي لم يصله من قبل، فلماذا إذاً هذا النزول غير المبرر؟
* إذا كانت هيئة السوق قد سمحت في السابق بتضخم غير مبرر لأسعار أسهم الشركات الخاسرة، فإنني أتمنى من الهيئة ألا تسمح بتكرار ذلك مستقبلا. على الهيئة أن تكون أكثر حزماً في مواجهة المتلاعبين في السوق، على الهيئة ألا تكتفي بتطبيق الغرامات المالية بحق المتلاعبين وإنما عليها أن تطبق عليهم عقوبة السجن وأن تدرج عقوبة التشهير ضمن أنظمة ولوائح الهيئة على غرار ما يتم تطبيقه في سوق دبي، كما أن على الهيئة أن تنسق مع الجهات ذات العلاقة من أجل إعادة النظر في التسهيلات البنكية التي تقدمها البنوك للمتداولين والعمل على الحد من تلك التسهيلات التي تقدمها البنوك للمضاربين في السوق خاصة عندما يكون التداول على أسهم الشركات الخاسرة ذات المضاربات الحادة، كما نرجو من الهيئة أن تعيد النظر في حجم عمولة التداول المطبقة حاليا (12%) وأقترح أن يتم فرض تلك العمولة في حالة الشراء فقط دون البيع كما هو الحال في قطاع العقار.
* فيما يتعلق بالمتداولين في السوق، أنصحهم بتجنب اقتناء أسهم الشركات الخاسرة والحرص على اقتناء أسهم الشركات ذات العوائد الربحية. يتوجب عليهم الابتعاد عن شراء أسهم الشركات التي يكون سعرها السوقي لا يعكس المركز المالي الحقيقي للشركة، ومن السهل لكل متداول في السوق أن يطلع على المركز المالي للشركة عن طريق الإنترنت إضافة إلى ما تعلنه جميع الشركات في الصحف كل ثلاثة أشهر. أما أن يتجاهل المتداولون كل ذلك ويقوموا بالشراء في أسهم الشركات الخاسرة فهذا أمر غير مقبول وعليهم أن يتعلموا مما تعرضت له السوق من انحدارات قاسية. كما أتوجه بالنصح لصغار المتداولين في السوق أن يبتعدوا عن الإشاعات التي يتم بثها عن طريق منتديات الإنترنت حيث إن الكثير من تلك المنتديات إنما تخدم بعض المحافظ الكبيرة في السوق ولذا عليهم عدم الاعتماد على أي معلومة عن السوق إلا إذا كانت موثقة.
* فيما يتعلق بوزارة التجارة، وحيث تقوم الوزارة حالياً على تطوير نظام الشركات، فإنني أقترح أن تعمل الوزارة على تضمين المشروع الجديد للنظام تحديداً للحد الأدنى للأسهم التي يتم طرحها للاكتتاب العام بحيث لا تقل عن 50% على أن يتم دفع تلك النسب خلال عامين أو ثلاثة أعوام على الأكثر إلى 70% على أن يتم تعويض المؤسسين تعويضاً عادلاً من خلال تقييم دقيق لأصول وممتلكات الشركات وفق أسس اقتصادية سليمة على أن يكون ذلك تحت الإشراف المباشر للهيئة.
* فيما يتعلق بالمحللين الماليين سواء في الصحف أو القنوات الفضائية فقد لوحظ على تحليل البعض منهم للمراكز المالية للشركات أنه بعيد عن الأسس السليمة للتحليل، وأتمنى ألا يكون تحليل البعض منهم موجهاً لخدمة محافظ معينة. في ظني أن على الصحف والقنوات الفضائية أن تتأكد عن مدى قدرة وتمكن المحلل من الإدلاء بالمعلومات السليمة خاصة أن الكثير من صغار المتداولين يبنون قراراتهم بالبيع والشراء بناء على ما يدلي به هؤلاء المحللون. وإنني أتساءل عما إذا كان لدى هيئة سوق المال توجه لوضع القواعد المنظمة لما يقوم به هؤلاء المحللون.
29 / 7 / 2006م             عدد 12357

المكاتب الجوية في العاصمة السعودية


د. محمد بن عبد العزيز الصالح
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم أمس الأول (الخميس 10-6-1427هـ) أن معالي مدير الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم قد وجه بسرعة البدء في إجراءات افتتاح مكاتب مبيعات للخطوط السعودية في كل من شمال وجنوب وشرق الرياض وذلك تلبية للطلب المتزايد على خدمات الخطوط السعودية من قبل سكان وضيوف العاصمة.
بداية، أهنئ خطوطنا السعودية على إناطة الإدارة التنفيذية للمؤسسة بعقلية متميزة بمثل عقلية خالد الملحم، خاصة وأن المؤسسة مقبلة على خصخصة ما يعني أهمية إدارتها بمفهوم وعقلية القطاع الخاص، الذي يرتكز على تقديم أفضل الخدمات وتحقيق رضى العملاء وصولاً لكسب حصة أكبر في السوق في منافسة شركات الطيران الأخرى.
خالد الملحم نجح في خصخصة شركة الاتصالات؛ ولذا فنحن نتطلع منه إلى خطوات فاعلة متلاحقة في سبيل خصخصة الخطوط. وعندما وجه معاليه بفتح المزيد من مكاتب السعودية في مدينة الرياض، فلأنه يدرك ضخامة إعداد عملاء السعودية في العاصمة، ولأنه يدرك تعدد وتباعد الأحياء السكنية بالعاصمة ما يعني استحالة كسب رضى عملاء السعودية في مدينة الرياض من خلال مكتبين فقط كما هو موجود حالياً.
على الرغم من مطالبتي من خلال هذه الزاوية ولأكثر من مرة بفتح مزيد من مكاتب السعودية في العاصمة، وعلى الرغم من مطالبة الكثيرين غيري بذلك، إلا أن الإدارة السابقة للخطوط السعودية تجاهلت ذلك تماماً، وذلك على الرغم من إدراك تلك الإدارة للمشاهد غير الحضارية التي تنتج بسبب كثرة الزحام على مبنى الخطوط في حي المروج والمطار القديم.
ألم تكن تلك الإدارة تدرك بأن سكان العاصمة قد تجاوز الستة ملايين نسمة؟ ألم تكن تدرك بأن المدة الزمنية التي يقضيها عملاء الخطوط السعودية من سكان الكثير من الأحياء في جنوب وغرب وشرق الرياض تزيد عن المدة الزمنية التي تستغرقها الرحلة الجوية بين الرياض والدمام؟ فهل يتفق ذلك مع الراحة التي تتطلع خطوطنا السعودية إلى تحقيقها لعملائها!!. ألم تكن الإدارة السابقة للخطوط السعودية تدرك بأن مكاتب الخطوط السعودية في القاهرة وباريس ولندن وغيرها من المدن خارج المملكة يفوق عددها مكاتب السعودية في مدينة الرياض!.
وإذا كانت الإدارة السابقة للخطوط السعودية قد سمحت بوجود أكثر من عشرة مكاتب للخطوط السعودية في أحياء متفرقة من مدينة جدة، فما هو مبررها الذي قررت بموجبه تلك الإدارة الاكتفاء بمكتبين فقط في مدينة الرياض خاصة إذا ما علمنا بأن محطة الرياض هي الأضخم في المملكة من حيث أعداد الرحلات الداخلية والدولية.
ختاماً؛ أقول إن المنافسة شرسة، وشركات الطيران الأخرى تستحوذ على حصة كبيرة في السوق أعتقد بأن خطوطنا السعودية أولى بها، ولذا فنحن بانتظار المزيد من الخطوات السليمة في سبيل تحقيق الخصخصة المنشودة لخطوطنا السعودية التي سبق أن وجه بها رئيس مجلس إدارة المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله.
8 / 7 / 2006م                    عدد 12336

خافوا الله في أنفسكم يا صغار المتداولين

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
يعرف عن الإنسان الصغير عمراً بأنه غير ناضج وغير مدرك للكثير من التصرفات التي يقوم بها، وبالتالي فهو غير مسؤول عن ما يقوم به من تصرفات. وفي سوق الأسهم نجد الكثير من المتداولين البالغين والكبيرين عمراً ولكن للأسف نجد أنهم يقومون بالكثير من عمليات البيع والشراء غير المسؤولة وذات المخاطر الكبيرة. فكيف نفسر تهافت هؤلاء الصغار المتداولين على شراء أسهم شركة تبلغ خسائرها بالملايين ومع ذلك يصعد سهمها إلى زيادات فلكية خلال أشهر قليلة. ألا يمكن تصنيف هؤلاء المتداولين على أنهم صغار في نضجهم الاستثماري وصغار في قدرتهم على صنع القرار السليم بالشراء أو البيع.
خافوا الله في أنفسكم أيها الصغار من المتداولين، ولا أقصد بصغار المتداولين هنا أصحاب الأموال المحدودة والمحافظ الصغيرة، فكثرة أموال الشخص أو قلتها لا يفترض أن يزيد من قيمة الشخص أو يقلل من قدره، وإنّما المقصود بصغار المتداولين هنا هم المتداولون الذين لا يدركون مخاطر ما يقومون به من عمليات بيع وشراء في سوق الأسهم.
فالمتداول الذي لا يتردد في شراء أسهم شركة غارقة في الديون، ولا أصول مجدية لها هو من صغار المتداولين.
والمتداول الذي يتجاهل الخسائر الحقيقية التي تتضمنها ميزانية الشركة المعلنة كل ثلاثة أشهر ويبني قرار شرائه لأسهم تلك الشركات على إشاعات مفبركة هو من صغار المتداولين.
والمتداول الذي لا يزال يلجأ للاقتراض وتسهيلات البنوك بهدف شراء أسهم شركات تتفاقم خسائرها سنة بعد الأخرى هو من صغار المتداولين.
الأمر المحزن هو أن بعض صغار المتداولين لا يكتفون بإضاعة أموالهم الخاصة بشراء أسهم الشركات الخاسرة وإنما نجد أنهم يديرون أموال أناس آخرين ضعفاء وثقوا بهم، فما ذنب هؤلاء الضعفاء الذين تضيع أموالهم بسبب هؤلاء الصغار من المتداولين.
المؤلم أن هؤلاء الصغار لم يتعلموا من الدرس القاسي والنزول الحاد الذي تعرّض له السوق خلال الفترة الماضية وخاصة في أسهم الشركات الخاسرة. في السابق وعندما هبط السوق هبوطاً حاداً كان يمكن أن نوجد لكم عذرا بقلة الوعي ومحدودية التجربة وعدم الإلمام بآليات السوق، أما اليوم فلن يكون لكم عذر.
وصدقوني لو تعرّض السوق لنكسة أخرى فلن يتعاطف أحد معكم كما حدث في السابق ولن تستجيب هيئة السوق لمطالبكم وتوسُّلاتكم عندما تأتي الفأس في الرأس. ففي السابق كان السبب في خسارتكم هو (جهلكم)، أما لو خسرتم اليوم فسيكون السبب هو (تجاهلكم)، وشتان بين الجهل والتجاهل.
1/7/2006م               عدد  12329