ترجمة

القسوة في العقوبات يا معالي الوزير



د.محمد عبد العزيز الصالح

نشرت عدد من الصحف يوم أمس الأحد بأن معالي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة, وأثناء زيارته لمنطقة القصيم, قد لوح بعقوبة مغلظة للمخابز والمحال التي ترفع تسعيرة الخبز, مشدداً على توجه الوزارة إلى إغلاق المحل المخالف فوراً مهما كانت الأسباب.  
مع التأكيد على أن الدكتور توفيق الربيعة هو في اعتقادي أفضل من تولى حقيبة وزارة التجارة, وذلك بناء على توجه وحرص معاليه على حل ومعالجة أي معاناة للمواطنين بسبب ممارسات وتجاوزات البعض من التجار من جهة, ولحرص معاليه على بناء توجهات وسياسات وزارته على أنها وزارة تجارة وليست وزارة تجار, ولذا فإنني أرجو من معاليه بأن يضرب بيد من حديد على كل تاجر يتلاعب بالأسعار, وأن يتم إقرار أشد العقوبات بحق التجار المتلاعبين بالأسعار, فمن الأهمية التأكيد على أن الأنظمة واللوائح والقرارات المنظمة لشؤون التجارة والتجار لا تحترم من قبل التجار ما لم تتضمن العقوبات القاسية والكفيلة بردعهم, وما لم يكن هناك سرعة في تنفيذ تلك العقوبات الرادعة التي تتضمنها الأنظمة واللوائح, ولذا, فإننا نتمنى بأن يطبق ما أعلنه معاليه من توجه الوزارة بإغلاق المخابز المتلاعبة بالأسعار على جميع المحلات والتجار المتلاعبين بالأسعار وليس على المخابز فقط.
معالي الوزير, لقد عانى الموطنون كثيراً من تلاعب بعض الشركات والتجار بالأسعار, وخاصة في بعض السلع الأساسية كالألبان والأسمنت والحديد وغيرها, ولذا نتأمل من معاليكم وضع حد في وجه هؤلاء المتلاعبين, وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالضرب بيد من حديد والقسوة في العقوبات التي تتضمنها أنظمتنا ولوائحنا التجارية.   
أما ما يتعلق بالتجار والشركات التي تتلاعب بالأسعار وعانى منها المواطنون, فإننا لا نملك أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في ما تقومون به, ألا يكفيكم ما تقدمه الدولة لكم من إعفاءات جمركية و ضريبية, ألا يكفيكم ما قدمته الدولة لكم من قروض حسنة خالية من الفوائد حتى وصلتم إلى ما أنتم عليه, ألا يكفيكم بأن الدولة لا تفرض ضرائب على ما تحققونه من أرباح عالية, وذلك على غرار ما تقوم به غالبية دول العالم, وهل جزاء ذلك كله أن تقوموا بالقسوة على المواطن من خلال إرباك السوق بتلك الأسعار المبالغ فيها وإحراج الدولة.

           25/3/2013  م      العدد  14788

هل أصبحـنا نحترم الشيكات



د.محمد عبد العزيز الصالح

كشفت الشركة السعوديَّة للمعلومات الائتمانيَّة (سمة) مؤخرًا انخفاضًا كبيراً في عدد الشيكات المرتجعة في نهاية عام 2012 بلغت 27 في المئة مقارنة نهاية 2011 كما واكب ذلك انخفاض كبير في قيمة الشيكات المرتجعة بلغت 31 في المئة، حيث انخفضت من (5) مليار ريال لتصبح 3.8 مليار ريال مع نهاية 2012م.   
وأنا أقرأ هذا الخبر المفرح، عادت بي الذاكرة إلى مقالات عدة كتبتها من خلال هذه الزاوية عن جرائم الشيكات من دون رصيد، طالبت فيها مرارًا بالضرب وبقسوة على كلّ من يكتب شيكًا من دون رصيد، وطالبت فيها بإيقاف الإساءة لوطننا الغالي ولنا كسعوديين من خلال تمادي البعْض بكتابه شيكات من دون رصيد، حتَّى أصبح الشيك عندنا لا يحمل أيّ احترام من الجميع.      
وعندما تَمَّ تعديل الأنظمة وصدرت قرارات مجلس الوزراء بإدراج عقوبات رادعة لِكُلِّ من يكتب شيكًا من دون رصيد، حيث تضمنت العقوبات السجن لسنوات والعقوبة لمئات الآلاف من الريالات والتشهير، وعلى الرغم من ذلك، استمرَّ عدم احترام الشيك، وعدم الثِّقة بالتَّعامل به من قبل كافة الأوساط، وعلى الأخص الأوساط التجاريَّة، وكان سبب ذلك أن العقوبات المدرجة في النظام لا تطبق. مما يعني بأن تلك العقوبات لا أهمية لها طالما أنّها لا تُطبّق بحقّ المخالفين.     
وعندما توجه مجلس الوزراء للحدِّ من هذه الظَّاهِرَة الخطيرة، وجاءت التوجيهات السامية للأجهزة التنفيذيَّة بالعمل على تطبيق العقوبات المنصوص عليها في المادَّة 118 من نظام الأوراق التجاريَّة، تغير الحال تمامًا، وأصبحت عقوبات السجن والغرامات الماليَّة والتشهير تُطبّق بحقّ كل من يتجرأ بكتابه شيك من دون رصيد.       
لقد سعدنا كثيراً ونحن نرى كل من وزارة الداخليَّة ووزارة التجارة وهيئة التحقيق والادعاء العام والشركة السعوديَّة للمعلومات الائتمانية، تقوم بأدوارها على أكمل وجه، والتنسيق فيما بينهما في سبيل التصدّي لتلك الجريمة الاقتصاديَّة التي نخرت في اقتصادنا الوطني لعقود زمنية طويلة، وأساءت لنا كسعوديين.      
ختامًا لا نملك سوى أن نتوجه للمقام السامي على تلك التوجيهات التي دفعت بكافة الأجهزة التنفيذيَّة لتقوم بدورها في التصدّي لجرائم الشيكات من دون رصيد، وهو ما جعل الشيكات أكثر احترامًا.


في 4/3/2013م العدد 14767