ترجمة

متى سنقضي تماماً على جرائم الشيكات بدون رصيد؟


د.محمد عبد العزيز الصالح

كشفت الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية «سمة» ولأول مرة في تاريخ الشيكات المرتجعة بالمملكة أن إجمالي عدد الشيكات بلغ تراجعاً حاداً خلال السنوات الأربع الماضية (2009 - 2012م) بنسبة 63 في المئة.          
وأنا أقرأ هذا الخبر المفرح عادت بي الذاكرة إلى مقالات عدة كتبتها من خلال هذه الزاوية عن جرائم الشيكات بدون رصيد طالبتُ فيها مراراً بالضرب بقسوة       
على كل من يكتب شيكاً بدون رصيد, وطالبتُ فيها بإيقاف الإساءة لوطننا الغالي ولنا نحن السعوديين من خلال تمادي البعض في كتابة شيكات بدون رصيد, حتى أصبح الشيك عندنا لا يحمل أي احترام من الجميع.  
لقد سعدنا كثيراً ونحن نرى كلاً من وزارة الداخلية ووزارة التجارة وهيئة التحقيق والادعاء العام والشركة السعودية للمعلومات الائتمانية تقوم بأدوارها على أكمل وجه, والتنسيق فيما بينها في سبيل التصدي لتلك الجريمة الاقتصادية التي نخرت في اقتصادنا الوطني عقوداً زمنية طويلة, وأساءت لنا نحن السعوديين.       
لكن إذا كانت وزارة التجارة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لا تتردد في تطبيق عقوبة الغرامات المالية، وكذلك عقوبة السجن بحق الكثير ممن ارتكبوا جرائم تحرير الشيكات بدون رصيد, فإن الملاحظة التي نود أن نسوقها لمعالي وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة هي أن يوجِّه معاليه الإدارات المختصة بتطبيق عقوبة التشهير بحق كل من يتجرأ على كتابه شيكات بدون رصيد, على ألا يستثني من عقوبة التشهير كائناً من كان, خاصة أن عقوبة التشهير تكون أكثر وقعاً على الكثير من السعوديين مقارنة بعقوبة الغرامات المالية.          
وإضافة إلى ذلك, فإن التقرير السنوي للشيكات المرتجعة تضمن أيضاً أن إجمالي قيمة الشيكات المرتجعة انخفض من نحو 15 مليار ريال في نهاية 2009 إلى نحو 3.8 مليار في نهاية عام 2012، وأن عدد الشيكات المرتجعة قد تراجع من 167 ألف شيك في نهاية 2009 إلى 45 ألف شيك في نهاية عام 2012م. وإذا كنا نقدر الجهود المبذولة التي أدت إلى هذا الانخفاض الملحوظ في عدد الشيكات المرتجعة إلا أن السؤال المطروح هنا هو: لماذا بقيت تلك الـ45 ألف شيك؟ ومتى سيتم القضاء على تلك الجريمة تماماً؟ فطالما أن العقوبات التي تضمنها النظام رادعة، وتتمثل في العقوبات المالية التي تصل إلى نصف مليون ريال, وعقوبة السجن التي تصل إلى خمس سنوات, فمتى إذاً سنصل إلى سوق تجاري خالٍ من جرائم الشيكات بدون رصيد تماماً؟

               الجزيرة  في  27/5/2013م    العدد 14851

حملة المطاعم وأهمية استمرارها وتعميمها



د.محمد عبد العزيز الصالح

ويستمر معالي المهندس عبدالله المقبل أمين منطقة الرياض في نهجه القائم على الضرب بيد من حديد لكل مطعم يسوق أغذية فاسدة أو منتهية الصلاحية, وكذلك لكل مقهى لا يراعي الاشتراطات الصحية في تقديم المشروبات لعملائه.
ذلك النهج الذي طالما طالبنا ومنذ سنوات بتطبيقه في حق جميع المطاعم التي لا تتردد بالأضرار بأرواحنا وصحتنا, تلك الحملة المشرفة التي شنتها أمانة منطقة الرياض خلال ثلاثة أيام الماضية أسفر عنها إغلاق أكثر من (350) مطعماً, منها الكثير من المطاعم الشهيرة, التي وللأسف وثقنا بها وكنا نعتقد أنها على درجة من النظافة, إلا أنه اتضح أنه ينطبق عليها المثل القائل (من برا الله الله ومن جوا يعلم الله)!        
لقد جاءت (حملة المقبل), إن كان لنا أن نسميها بهذا المسمى حازمة في إجراءاتها وعاجلة في قراراتها, لقد جاءت حملة المقبل ورجاله المخلصين واضعة صحة المواطن والمقيم هدفاً سامياً لأجله تم تجنيد كافة مراقبي الأمانة, لقد جاءت حملة المقبل فاضحة للمطاعم التي تتباهى بديكوراتها وأثاثها في الوقت الذي لا تراعي مطابخها في الداخل لأبسط معايير النظافة, نعم لقد جاءت حملة المقبل فاضحة للتجار الذين لا يترددون في المتاجرة بصحتنا من خلال تسويق الوجبات غير الصالحة للاستخدام الآدمي. لقد جاءت حملة المقبل مشهرة بكل من يتاجر بأرواحنا من أهل تلك المطاعم والمقاهي, فلم نكن نسمع بمن يشهر به من تلك المطاعم قبل تولي معاليه دفة أمانة المنطقة.     
ومن خلال هذه الزاوية, أرجو من معاليه أن يوجه المختصين في الأمانة بدراسة إمكانية تحقيق ما يلي:
* أن تستمر الحملة طوال أشهر السنة, بحيث يخصص لها ثلاثة أو أربعة أيام متفرقة في كل شهر دون أن يتم تحديد تلك الأيام مسبقاً.  
* أن يوجه معاليكم بعد قصر الحملة على أحياء العاصمة فحسب وإنما تشمل كافه محافظات منطقة الرياض على حد سواء.      
* الرفع بالأمر لسمو وزير الشؤون البلدية ليوجه سموه بتطبيق هذه الحملة على كافة مناطق المملكة الأخرى من قبل أمانات المناطق البلدية.    
* دراسة تغليظ العقوبات بحيث يكون الحد الأدنى إغلاق المطعم أسبوعاً كاملاً للمرة الأولى مع غرامات مالية كبيرة, وإغلاق نهائي في حال تكرار المخالفة, وأحيط معاليكم بأن عقوبة من يرتكب مثل تلك المخالفات (بل الجرائم) من أصحاب المطاعم في الصين هي الإعدام.       
* العمل على التوسيع في مساحة التشهير بالمطعم المخالف وذلك في مختلف وسائل الإعلام مع تعدد الإعلانات مدفوعة الثمن في الصحف على نفقة صاحب المطعم المخالف, حيث سيسهم ذلك في هجرة العملاء لمثل تلك المطاعم, التي لم يحترم أصحابها أنفسهم ولا عملاءهم.    
وأخيراً, إذا كان إقفال أكثر من مائتين وخمسين مطعماً خلال أيام قليلة هو إنجاز يسجل لمعالي المهندس عبدالله المقبل, فإنه من الأهمية أن نشيد بجهود رجال الأمانة المخلصين في الإدارات الرقابية كما أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية ودعمه اللا محدود لأمانة منطقة الرياض كبير الأثر في نجاح تلك الحملة والتي نتمنى من سموه تعميمها على كافة مناطق المملكة.

 

صحيفة الجزيرة في 20/5/2013م  العدد 14844

نرجوك التدخل يا سمو الوزير فلقد طفح الكيل



د.محمد عبد العزيز الصالح

قبل عده أشهر, صدر الأمر السامي القاضي بسعوده الوظائف التعليمية في مدارس التعليم الأهلي, وأن يكون الحد الأدنى للرواتب 5000 ريال, بحيث يدفع صندوق تنمية الموارد البشرية 50% من الراتب.       
وعلى الرغم من أن أصحاب المدارس الأهلية لم يتحملوا سوى 2500 من راتب المعلمة, وعلى الرغم أيضاً من التوجيهات المشددة من وزارة التربية والتعليم بعدم قيام المدارس الأهلية برفع الرسوم الدراسية من جراء ذلك, إلا أن الكثير من أصحاب المدارس الأهلية لم يترددوا خلال الأيام القلية الماضية من إخطار اولياء أمور الطلبة بفرض زيادات مبالغ فيها في الرسوم الدراسية التي سيدفعونها للمدارس عن العام الدراسي القادم, علماً بأن الزيادة على الرسوم الدراسية تجاوزت الثلاثة آلاف (3000) ريال!!!    
والسؤال المطروح هنا, أين وزارة التربية والتعليم عن تلك التجاوزات من قبل مالكي المدارس الأهلية؟ وما هو مبرر اندفاعهم إلى فرض تلك الزيادات الكبيرة على الرسوم الدراسية للطلبة والطالبات.؟        
وإلى متى سيستمر المواطن ضحية لجشع التجار في كل مره تعلن الدولة –حفظها الله- تقديم دعم للمواطنين من خلال دعم سعر سلعة معينة أو توفير وظائف لفئة معينة من المواطنين؟
سبق أن أكدت قبل أربعة أشهر, ومن خلال هذه الزاوية, على أهمية عدم إلحاق الضرر بأولياء امور الطلبة والطالبات بسبب توجه ملاك المدارس الأهلية المستمر زيادة الرسوم الدراسية في أعقاب هذا التوجه لوزارة التربية والتعليم, وسبق أن طالبت وزارة التربية والتعليم من خلال هذه الزاوية أيضاً بأن تلزم جميع ملاك المدارس الأهلية بتثبيت الرسوم الدراسية الحالية لمده خمس سنوات قادمة, ومن ثم يتم تقييم هذا القرار من قبل الوزارة, ومدى مناسبة استمرار العمل به لفترة مماثلة.      
ختاماً, مرة أخرى نطالب سمو وزير التربية والتعليم بالتدخل شخصياً لوضع حد لتلك الممارسات غير المقبولة من قبل ملاك المدارس الأهلية والتي يعاني منها المواطنون كثيراً بسبب المبالغة في الرسوم الدراسية المفروضة عليهم, مع التأكيد على سموه بأن لا يترك الأمر لأي مسؤول قد يكون له مصالح شخصية معينة من خلال التملك المباشر أو غير المباشر لمدارس أهلية, وإلا ماذا يعني أن تقوم المدارس الأهلية في مدينة الرياض بزيادة الرسوم بشكل مبالغ فيه على الرغم من التحذيرات المتكررة من عدد من المسؤولين بالوزارة لملاك المدارس الأهلية بعدم زيادة الرسوم.!!!!!!!

صحيفة الجزيرة  في  13/5/2013م   العدد 14837