ترجمة

خطاب المليك خارطة طريق لمستقبلنا الاقتصادي


 

إن من يتمعن في العبارات التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في كلمته خلال تدشين أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى, يدرك أن مليكنا ـ حفظه الله ـ قد وضع خارطة طريق لمستقبلنا الاقتصادي في ظل التقلبات الاقتصادية المتسارعه المحيطة بنا.  
لقد جاءت عبارات خادم الحرمين الشريفين مؤكدة على أهمية تحقيق آمال المواطنين وتوفير احتياجاتهم، خاصة وأن المواطن هو الغاية الأهم عند رسم السياسة التنموية والاقتصادية للمملكة, وهو ما دفع بخادم الحرمين الشريفين إلى التأكيد على مواصلة نهج الدولة الرامي إلى توفير كافة الاحتياجات التعليمية والاقتصادية وتوفير فرص العمل, وكذلك احتياجاته من الإسكان والصحة, وغيرها من الاحتياجات التنموية الأخرى.
كما جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين مؤكدة على الدور الاستراتيجي الذي يقوم به القطاع الخاص في عملية صنع التنمية السعودية, وقد حرص الملك سلمان على الإشارة إلى ذلك ليؤكد للجميع ثقة الدولة بالقطاع الخاص وأنه هو اللاعب الأساسي في بناء كافة القطاعات التنموية في الدولة.
إضافة إلى ذلك, فقد جاءت عبارات الملك سلمان مؤكدة على توجه الدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل, وهو توجه محمود يهدف إلى تجنيب المواطن المخاطر الاقتصادية التي قد تواجهنا بسبب هبوط أسعار البترول, وفي سبيل ذلك تم إنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وولي العهد, حيث يضع المجلس على قمة أولوياته أهمية التنوع في مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لخزانة الدولة.
هذه العبارات لمليكنا سلمان جاءت أيضاً لتؤكد على الدور الذي سيلعبه مجلس الاقتصاد والتنمية في سبيل تنويع مصادر الدخل في ضوء الانحدار الشديد في أسعار النفط والتي انخفضت خلال أشهر قليلة بأكثر من 60 % من قيمتها.
لقد جاءت عبارات سلمان لتؤكد لنا بأن اعتماد اقتصادنا على منتج واحد لا يمكن أن يضمن تحقيق التطلعات التنموية للمواطن, حتى وأن أصبحنا بسببه من الدول العشرين العظمى اقتصادياً, ولذا فإنه ـ حفظه الله ـ يوجه بهذه العبارات مجلس الاقتصاد والتنمية بأن يجعل من الصناعة ودعم التصدير للعالم الخارجي عاملاً مؤثراً في ناتجنا المحلي وإيرادات ميزانيتنا العامة.
ختاماً, نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا وطننا في ظل قيادته الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، حفظهم الله.

             الجزيرة 28/12/2015م         العدد 15796

متى سنقضي على السرعة الجنونية يا مرورنا العزيز





 
في الوقت الذي تتضاعف فيه الجهود من قبل الإدارات المرورية للحد من تزايد حوادث السير, وفي الوقت الذي نعتقد ان هناك زيادة في الوعي المروري مما يفترض أن ينعكس معه وقف نزيف الأرواح البريئة التي تزهق يومياً بسبب تلك الحوادث, إلا أننا نشهد في كل عام وبكل حزن تحقيق أرقام قياسية في أعداد الوفيات بسبب الحوادث والمجازر المرورية, حيث لا زالت الإحصائيات الرسمية تكشف لنا الآلاف من الوفيات والضحايا بشكل سنوي من تلك الحوادث المرورية.
وما من شك أن عامل السرعة الجنونية للكثير من سائقي السيارات إنما يمثل السبب الرئيسي المسبب لتلك المجازر المرورية, حيث تؤكد لنا الاحصاءات عن المرور من وقت لآخر, وكذلك عن الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، بأن السرعة تمثل السبب الرئيس في تزايد أعداد الحوادث المرورية القاتلة وفقدان الآلاف من الضحايا بسبب تلك المجازر المرورية.
وتساؤلي هنا: إذا كانت الإدارات المرورية على اطلاع تام وعلم بكل الحلول القابلة للتنفيذ والكفيلة بالقضاء على ظاهرة المجازر المرورية لدينا, فلماذا فشلت تلك الإدارات في وقف نزيف الحوادث المرورية المميتة؟ كلنا يشهد وبشكل يومي تلك السرعة الجنونية والتي تتجاوز 160 كيلومتراً في الساعة لبعض السائقين في مدينة الرياض وفي الكثير من الطرق السريعة مما تسبب في ارتكاب العديد من الحوادث المروعة، وفقد العديد من الأنفس البريئة, وكلنا نشهد الكثير من الجنائز في عدد من مساجد الرياض والتي نصلي عليها بشكل يومي ويكون السبب في وفاتها السرعة الجنونية لبعض السائقين المتهورين والذين عجزت إدارة المرور عن إيقافهم عند حدهم.
تساؤلي الموجه للإدارات المرورية: إلى متى تسمح تلك الإدارات قيام العديد من سائقي السيارات بقيادة سياراتهم بسرعة جنونية؟ وإلى متى ستصمت تلك الإدارات عن زهق الكثير من الأرواح البريئة لدينا بسبب تلك السرعة وذلك على خلاف ما يحدث في جميع دول العالم؟.
فهل أنظمتنا المرورية لا تتضمن العقوبات الرادعة والكفيلة للحد من السرعة الجنونية التي لا يتوقف عنها بعض قائدي السيارات؟ أم أن العقوبات موجودة ولكن الإدارات المرورية لا تطبقها؟.
ختاماً, في ظل عجز الإدارات المرورية عن وقف السرعة الجنونية القاتلة، والتي تصل إلى مائتي كيلومتر في الساعة من قبل بعض المتهورين، والتي ازهقت الكثير من الأرواح البريئة, فإنني أقترح أن يتم إلزام جميع وكالات السيارات والمستوردين بعدم استيراد أي سيارة تزيد سرعتها على 140 كيلومتراً في الساعة, خاصة وأن السرعة القصوى المسموح بها في طرق المملكة السريعة لا تتجاوز 120 كيلومتراً في الساعة. وأقترح أن يتم دراسة هذا المقترح من قبل كل من وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس والإدارة العامة للمرور, وعلى أن يتم إلزام جميع وكالات السيارات والموردين بالتنسيق مع الشركات المصنعة بتحديد سرعة جميع السيارات التي يتم استيرادها، على أن يتم معاقبة كل من يقوم باستيراد سيارة تخالف ذلك.
في ظني أن هذا هو الحل الوحيد للحد من السرعة الجنونية المؤدية لحوادث ومجازر مرورية مميتة.

 

 

   الجزيرة    21/12/2015م         العدد 15789

كيف يكون المواطن عين الدولة في كشف المخالفات؟!


 

دائماً ما يتبادر إلى ذهني التساؤل التالي: هل لدى الأجهزة الحكومية الخدمية القدرة على توفير التفتيش والرقابة اللازمة على جميع الأنشطة المقدمة للمواطنين من قبل مؤسسات وشركات القطاع الخاص كلِّ في مجاله وفي جميع مناطق المملكة؟
فهل لدى وزارة التجارة الإمكانات البشرية الكافية لتوفير الأعداد اللازمة من المراقبين على جميع المنشآت التجارية.؟ ومع خالص تقديرنا للجهود التي تبذلها وزارة التجارة في هذا الخصوص مؤخراً, إلا أنني أجزم بأنها لن تتمكن من ضبط جميع الأسواق في جميع المناطق لأن الأمر يحتاج لتوفير الآلاف من المراقبين والمفتشين.
وبالنظر إلى ما ترتكبه الكثير من العيادات الخاصة والصيدليات والمستوصفات والمستشفيات الأهلية من تجاوزات ومخالفات صحية, كل ذلك يجعلنا نجزم بصعوبة الأمر على وزارة الصحة لإحكام الرقابة على كل ما يقدم من خدمات من قبل تلك المنشآت الأهلية المنتشرة في مختلف محافظات ومناطق المملكة, لأن الأمر يحتاج أيضاً إلى توفير الآلاف من المراقبين والمفتشين الصحيين, وهو ما لا تستطيع الوزارة توفيره.
كذلك نجد أنه قد يصعب على وزارة البلديات إحكام الرقابة على مختلف الأسواق والمحلات في مختلف المناطق والمحافظات, مما قد يترتب على ذلك انتشار المخالفات البلدية على مختلف أشكالها, وسبب ذلك تعذر توفير الأعداد الكافية من المفتشين ومراقبي البلدية والذين نحتاج إلى الآلاف منهم إذا ما أردنا أن نحكم الرقابة على مختلف الخدمات البلدية المقدمه للمواطنين.
ما تم ذكره عن صعوبة ضبط ومراقبة التجاوزات في الأنشطة التجارية والصحية والبلدية, يمكن أن يقال أيضاً عن التجاوزات التي تحدث من المنشآت الصناعية والزراعية والنقل وغيرها من المنشآت الأخرى المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.
واقتراحي هنا يتمثل في إتاحة الفرصة للاستفادة من أكبر شريحة ممكنة من المواطنين لتتولى دور الرقيب, وتكون عين الدولة في كشف التجاوزات والمخالفات التي تحدث من كافة المؤسسات والشركات الأهلية على مختلف تخصصاتها وفي كافة مناطق المملكة, وعلى أن يكون ذلك مقابل مكافآت مجزية تقدم للمواطن عند الإبلاغ وكشف أي مخالفة أو تجاوز.
اقترح أن يُدرس هذا المقترح لدى الجهات العليا في الدولة كمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية ذات العلاقة, وأن يتم وضع الأنظمة واللوائح التي تتيح الفرصة لكل مواطن بالإسهام في الكشف عن أي مخالفة تُرتكب من قبل أي مؤسسة أو شركة في جميع الأنشطة وفي مختلف المناطق مقابل مكافآت مالية مجزية, وأن يتم إنشاء مكتب في كل منطقة يرتبط بإمارة المنطقة ويتلقى اتصالات المواطنين المبلغين عن المخالفات, وعلى أن يخصص أرقام هواتف موحدة لتلك المكاتب, كما اقترح أن يكون هناك لجنة إشرافيه عليا في كل منطقة أو منطقة تشرف على ذلك وترفع تقرير دوري لأمير المنطقة والذي بدوره يرفعه للجهات العليا في الدولة, واقترح أيضاً وضع لائحة بالمكافآت مع أهمية أن تكون المكافآت مجزية وكبيرة, وعلى أن يتم تحصيل واقتطاع كامل مبالغ المكافآت من مبالغ المخالفات التي يتم فرضها على المؤسسات والشركات التي يتم التبليغ عنها وبحيث لا يتم تحميل خزينة الدولة شيئا منها.
ختاماً, مع خالص تقديري لكافة الجهود التي تبذلها الأجهزة الحكومية في مجال التفتيش والرقابة على المخالفات التجارية والصحية والبلدية والزراعية وغيرها من المخالفات التي ترتكبها المؤسسات والشركات, فإن هذه الجهود لن تكون كافية لكشف غالبية تلك المخالفات، خاصة إذا ما علمنا بأن مساحة المملكة (25و2 مليون كيلومتر مربع) وتقسيمها إلى ثلاث عشرة منطقة إدارية, كل منها شاسعة المساحة وكثيفة السكان ومكتملة بعناصرها التنموية, وهو ما يجعل الكثير يرى بأن المملكة عبارة عن قارة وتتكون من ثلاث عشرة دولة. ولذلك أوكد على أهمية مشاركة جميع المواطنين في التصدي لتلك المخالفات, وما لم يتم ذلك, سوف تستمر تلك المخالفات الجسيمة دون إحكام, كما سوف تسهم في تعطيل مسيرتنا التنموية, وهو ما يعني عدم تمكن وطننا الغالي في اللحاق بركب الدول الأكثر تقدماً.

   الجزيرة 7/12/2015م العدد 15775

متى سنقضي على السعودة الوهمية؟




نشرت صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر يوم أمس الأول السبت 16 صفر 1437هـ أن مفتشي وزارة العمل قد أحالوا مؤخراً 692 مخالفة متعلقة بالتوطين الوهمي إلى لجان التوطين في إمارات المناطق, التي ستعمل على التحقيق وإصدار العقوبات اللازمة بشأنها وفق الأنظمة المتبعة.
مخالفة السعودة الوهمية أو التوطين الوهمي تعني قيام التاجر أو مدير المؤسسة أو الشركة باستغلال هويات المواطنين، وتوظيفهم وهماً دون علمهم, من أجل رفع نسبة السعودة لديهم، ومن ثم الحصول على حوافز نقل الخدمات، وتجديد رخص العمل، وخلافه.
شخصياً, أعتقد أن مخالفات التوطين التي يرتكبها القلة من التجار إنما تعد من أكثر المخالفات التي تنم عن عدم مسؤولية ونكران للجميل من قِبل تلك القلة من التجار تجاه الدولة والمواطنين على حد سواء؛ فالدولة لم تقصّر معهم في كثير من الأمور، وذلك من خلال تقديم مختلف الحوافز, فضلاً عن عدم إخضاع تجارتهم للكثير من الرسوم الضريبية العالية التي تطبقها الكثير من دول العالم.

وعلى الرغم من ذلك, وبدلاً من وقوف هؤلاء القلة من التجار مع الدولة، وتلبية هذا المطلب من خلال الإسهام في توظيف أبناء وبنات الوطن، الذي له من أبعاد اجتماعية وأمنية واقتصادية على حد سواء, خاصة أن الدولة قد تكفلت بجزء كبير من مكافآت من يتم توظيفهم من السعوديين من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية، نجد عكس ذلك.
في أوساط القانونيين هناك إجماع بأنه ما لم يتضمن النظام أو اللائحة أو القرار العقوبات الرادعة والكفيلة بدفع من سيطبق بحقهم تلك اللائحة أو ذلك القرار إلى احترامها وتنفيذها فإننا سنتوقع الكثير من حالات التمرد على ذلك القرار أو تلك اللائحة. وأقترح في هذا الخصوص على وزارة العمل أن تقوم بإعادة النظر في العقوبات المطبقة حالياً بحق من يرتكب مخالفات (بل جرائم) التوطين الوهمي, من خلال ما يأتي:
- إيقاف طلبات الاستقدام وطلبات نقل الخدمات عن المنشآت التجارية المخالفة لمدد أطول عما هو مطبق حالياً.
- فرض الغرامات المالية الكبيرة على المنشآت التجارية عن كل مخالفة توطين وهمي.
- إلزام المنشآت التجارية بدفع تعويض مالي لا يقل عن ثلاثة آلاف (3000) ريال عن كل شهر لصاحب الهوية الذي قامت المنشأة باستغلال هويته وهمياً وتوظيفه على الرغم من عدم علمه بذلك.
- تخصيص مكافآت مالية مجزية لكل مواطن يبلِّغ عن أي حالة توظيف وهمي بحيث يتم تحميلها على المنشأة التجارية المخالفة.
- طالما أن لهذه المخالفة (أو الجريمة) أبعاداً اجتماعية وأمنية واقتصادية فإنني أقترح على وزارة العمل التنسيق مع وزارة الداخلية لإدراج عقوبة السجن بحق التاجر أو مدير المؤسسة أو الشركة الذي يثبت تورطه في مخالفات توطين وهمي, وبحث إمكانية إدراج تلك المخالفة؛ لتصبح ضمن جرائم التزوير؛ إذ إنها تتضمن تقديم المعلومات الخادعة للأجهزة الرسمية.

     الجزيرة 30/11/2015م    العدد 15768

 

كبوة جواد قبل اجتماع الجمعية العمومية للمتقاعدين


 


ستعقد الجمعية الوطنية الخيرية للمتقاعدين اجتماع الجمعية العمومية العادية وغير العادية صبيحة يوم الاثنين القادم الموافق 18 /2 /1437هـ في رحاب جامعة الأمير نايف، وذلك لمناقشة النظام الأساسي لها بعد مرور ما يزيد عن عشر سنوات من عمرها «المتعثر»، والنظام يستحق لوحده أكثر من جمعية، مع ضرورة تعميمه لأخذ المرئيات عليه بوقت كاف من اعضاء الجمعية العمومية، بالإضافة الى مناقشة العديد من الأمور التي تنظم مسارها الإداري والتنظيمي،

وبعد اطلاعي على ما دار في الجمعية العموميه غير العادية الماضية ومسودة النظام الذي سيناقش في الجلسة القادمة، وكذلك اطلاعي على مسودة النظام الذي تم تقديمه من خلال لجنة النظام في الدورة الثالثة التي لم تتح الفرصة لها لتقديم إضاءاتها في مسيرة الجمعية، فإنني اسوق المرئيات التي أستبق بها انعقاد الجمعية العادية وغير العادية التالية:-

1 / إن أهم العوائق التي تواجه جمعية المتقاعدين هي وصفها بالخيرية لأن المفهوم من ذلك انها مخصصة للمتقاعدين اصحاب الحاجات، ولذا فهي بيئةٌ طاردة لأصحاب الكفاءة والخبرة والرتب والقيادات، والذي من الواجب ان تكون تحت مظلة وزارة الخدمة المدنية أو وزارة العمل.

2 / تم الاتفاق في الجمعية العمومية الماضية على ان الهدف ليس زيادة المسجلين بالجمعية من خارج المتقاعدين وإنما من داخل المتقاعدين الذين تجاوزوا مليون ومئة متقاعد، وفي هذا العام تقاعد من الباب الاول ما يزيد عن 42 ألفاً لأننا ان سعينا الى زيادة قاعدة مستخدميها من غير المتقاعدين , فإن العضويات الجديدة تعارض اهدافها التي من أجلها أُنشئت قبل عشرة اعوام.

3 / تم الاتفاق في الجمعية العمومية الماضية على إعادة النظر في رسم الاشتراك الخاص بالعضو الدائم، فمن غير المعقول اذا كان الرسم السنوي 300 ريال ان يؤخذ رسم اشتراك 333 سنة وطرح رأيٌ في ذلك الاجتماع ان يكون رسم الاشتراك لـ 30 سنة حتى يحصل العضو على عضويةٍ دائمة دون الالتفات لرأي اعضاء الجمعية العمومية.

4 / تم الاتفاق في اجتماع الجمعية العمومية السابقة على إفراد برنامج الرعايات لأنشطة وبرامج الجمعية وعدم اعتبار الراعي عضواً مع إبراز منافع الرعاية (الرئيسية والبرونزية والذهبية والفضية والمشارك والداعم) مع منطقية قيمتها بالمقارنة بمنافعها، إلا ان ذلك لم يلتفت له وأُعيد ادراجه بالنظام مثل ما طُرح سابقاً.

5 / في كل مؤسسات النفع العام يجري على الفرع مثل ما يجري على المركز الرئيسي و أُقر في مسودة النظام الجديد الانتخاب في مجلس الإدارة في المركز الرئيسي والتعيين في مجلس الفروع، وهذا سيخلق التبعيةَ لا الديمقراطية، وهو ما يخالف ثقافة مؤسسات المجتمع المدني.

6 / أُقر في جمعية عمومية سابقة ان تُمثل المرأة في مجالس الإدارة ومجالس الفروع بنسبة لا تتجاوز 33% من عدد الاعضاء، وهو الامر الذي اختُزل في مسودة النظام الذي سيعرض الاسبوع القادم وهذا يخالف توجهات وسياسات الدولة في الاهتمام بالعنصر النسائي وفتح المجال لهن لتتحدث النساء في مشاكلهن واقتراح الحلول والمعالجات التي تناسبهن وهذا ما لم يلمس في مسودة النظام الجديد.

7 / وعد المجلس المعين ان ينطلق بالنظام من حيث مسودة النظام الذي انجز سابقاً ولم يصدر رسمياً وتستكمل الإضافات عليه لأنهُ بُذل فيه جهدٌ كبير بعضوية اكاديميين ورجال تسويق وإدارة وقيادات عسكرية كي لا تعاد صناعة العجلة من جديد، الا ان الملاحظ ان ذلك الجهد بقي رهين أذهان من قام به، ولو تحقق الوعد لتجاوز المتقاعدون الكثير من الجهد والانتظار في إخراج نظام شامل يكفل صلاح مستقبلهم.

8 / عدم مناسبة ما يطرح في اللقاء القادم حول تشكيل مجلس الإدارة من مرشحين من مجالس الفروع لأنهُ لا يمكن المساواة في تمثيل منطقة بها أكثر من 400 ألف متقاعد بمنطقة اخرى لا يتجاوز عدد متقاعديها 10 آلاف متقاعد، ويمكن ان نبقى على طريقة الانتخاب المعتادة في مجالس الادارة في ترشيح من يرغب ذلك، والتصويت بناءً على برنامجه الانتخابي، ويمكن تشكيل مجلس استشاري تمثل فيه المناطق وينقل همومها إلى مجلس الإدارة.

9 / أزيل من مسودة النظام الجديد ما يخص اللجنة العليا للانتخابات وأسلوب الصرف عليها، ولا يرغب المتقاعدون إعادة ما حصل في انتخابات الدورة الثالثة وأسلوب الصرف عليها.

10 / وجود الكثير من النقص بين المسودة السابقة والجديدة فيما يخص أهداف الجمعية وإلغاء الهيئة الاستشارية والتباين في الصلاحيات والمسؤوليات للإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة والفروع بين مسودتي النظام.

11 / اختصار فقرات النظام من 61 مادة في المسودة السابقة الى 42 مادة في المسودة الجديدة وهذا يعني إبعاد أكثر من 33% من المواد التي تنظم العمل والعلاقة التقاعدية.

12 / حاجة المسودة الجديدة الى إعادة صياغة من الناحية اللغوية والقانونية والتى أرى أنها أقل من ثقافة وقدرة وقناعة منسوبيها المتقاعدين و المتقاعدات ( بيت الخبرة ).

13 / لم يتضح السبب حول إغفال المجلس لاستعراض نتائج تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك براءة الذمة المالية لمجلس الإدارة في الدورتين الثانية والثالثة.

14 / نتطلع ان لا يكون الهدف استصدار اللائحة فقط وإن كان فيها نقص لأن القادم سيشقى بها، ولا نأمل أن تؤجل الجمعية العمومية بسبب عدم اكتمال النصاب النظامي لعقدها، وبالتالي تعقد مرةً اخرى بمن حضر، كما نرجو ان يُستفاد من اجتماع مدراء الذي يسبقُ اجتماع الجمعية العمومية في تدوين ملاحظات على النظام فهم أهل خبرة.

أخيراً، نحن لا نريد إلا الإصلاح ما استطعنا، ولعل الشاهد في ذلك تقديرنا لما تم إنجازه في فترة وجيزة من عمر المجلس المعين، وكنت من أوائل المطالبين عبر هذه الزاوية من التجديد له ولكنني كنت مستغربا من مسودة النظام وتجاهل المسودة السابقة وعدم الاستكمال عليها والبدء من حيث انتهى من قبلهم، وكذلك كثافة برنامج الاجتماع وقصر الوقت، ولذا فإنني أرى قبول ذلك مع تشكيل لجنة لإعادة الصياغة والتعديل والإضافة وينشر على الموقع للتأكد من استكمال التعديلات.

    الجزيرة 23/11/2015م    العدد 15761

هل سيكرر وزير البلديات نجاحات هيئة تطوير الرياض في بقية المناطق؟




عندما نتحدث عن الهيئات العليا لتطوير المناطق في المملكة فإننا لا بد أن نعود بالفضل في إنشائها ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ إلى الفكر الاستراتيجي الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميراً لمنطقة الرياض, وذلك عندما وجَّه عام 1394هـ بإنشاء أول هيئة تطوير عليا في المملكة، وذلك في منطقة الرياض. لقد جاء هذا التوجُّه عند سلمان بإنشاء الهيئة ليعكس الحس التنموي العالي لديه - حفظه الله -، وذلك عندما وجَّه بأن تنشَأ سلطة تتولى مسؤولية التطوير الشامل بأبعاده الحديثة للعاصمة السعودية. ولقد انطلق ـ حفظه الله ـ في إنشاء الهيئة من حرصه على توفير أرضية مشتركة، وتنسيق جماعي من قِبل الأجهزة كافة ذات العلاقة عند إنشاء وتنفيذ المشاريع التنموية في العاصمة؛ إذ كان ـ حفظه الله ـ يدرك أهمية التنسيق المشترك، ليس بين الأجهزة الحكومية فحسب وإنما بمشاركة القطاعات الأهلية أيضاً، كالغرف التجارية. وإذا كان النجاح المنقطع النظير الذي حققته الهيئة العليا لمنطقة الرياض خلال السنوات الماضية قد أدى إلى تكرار هذه التجربة المميزة في بعض المناطق، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل والشرقية, فإنما هذا يدفعنا إلى المطالبة بتكرار هذه التجربة الرائعة في جميع مناطق المملكة. ونرجو هنا من معالي وزير الشؤون البلدية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ، الذي أبدع لسنوات طويلة في ترجمة فكر سلمان إلى مشاريع استراتيجية مرموقة في مدينة الرياض، طالما افتخر بها سكان العاصمة، وذلك عندما كان يشغل مديراً لمركز المشاريع في الهيئة العليا لتطوير منطقه الرياض.. نرجو من معاليه أن يبادر بتوجيه الدعوة لأمراء المناطق كافة التي لا يوجد بها هيئات تطويرية, وأن ينسق معهم لإنشاء هيئة تسهم في تطوير كل منطقة من تلك المناطق، على أن يوجه معاليه بتكرار تلك التجربة الناجحة للهيئة العليا لتطوير منطقه الرياض في تلك المناطق. نعم، إننا نتطلع من معالي المهندس عبداللطيف آل الشيخ التوجيه بتكرار خطة التطوير الاستراتيجي التي رسم ملامحها سلمان، وأبدع معاليه في تنفيذها على أرض الواقع هو وزملاؤه في مركز المشاريع بالرياض.. تلك الاستراتيجية التي تمثل مخططاً شاملاً، يعالج مختلف القضايا الاقتصادية والحضرية والبيئية وقضايا النقل والمرور، وغيرها من القضايا التنموية للعاصمة. نريد من معاليكم التوجيه بتكرارها في مختلف مناطقالمملكة, خاصة أن أيام الطفرة الاقتصادية التي كانت تعالج كل شيء وقتياً قد ولَّت، وجاء زمن التخطيط للمستقبل، وتقدير الأمور مسبقاً.

  الجزيرة في 9/11/2015م   العدد 15747

الدكتور الربيعة والتشهير بالمتجاوزين




نشرت الصحف مؤخراً أن محكمة الاستئناف بديوان المظالم أيدت أكثر من خمسة عشر حكماً لصالح مجلس المنافسة، وذلك بالغرامات المالية الكبيرة والتشهير بالمؤسسات والشركات التجارية المخلة بالمنافسة النزيهة في السوق المحلية. وقد بلغ إجمالي الغرامات الصادرة مؤخراً ضد تلك المنشآت أكثر من أربعين مليون ريال. وسيقوم مجلس المنافسة قريباً بإبلاغ تلك المؤسسات والشركات بهذه العقوبات، والتشهير بها في الصحف الرسمية. علماً بأن مخالفات تلك المؤسسات والشركات تركزت على الاتفاق فيما بينها على خداع وغش المستهلك من خلال تثبيت الأسعار، واحتكار وتقاسم السوق.

الجدير بالذكر أن مجلس المنافسة يعد مجلساً مستقلاً، يرأسه معالي وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة, ومعنياً بحماية وتشجيع المنافسة العادلة ومكافحة الممارسات الاحتكارية التي تؤثر في المنافسة المشروعة. وقد أوضح معالي الدكتور توفيق الربيعة تجاوز إجمالي قيمة المخالفات على المؤسسات والشركات ذات العلاقة بنظام المنافسة العادلة 350 مليون ريال، غالبيتها تتركز في الخدمات والسلع الاستهلاكية الضرورية. وقد أكد معاليه أنه سيتم التشهير بتلك المؤسسات والشركات المخالفة. وفي ذلك يؤكد معاليه أن هذا يأتي في إطار حرص الدولة على إيجاد بيئة استثمارية مبنية على أسس المنافسة العادلة.

في السابق، وقبل تولي معالي الدكتور توفيق الربيعة دفة وزارة التجارة, كانت أسواقنا المحلية تعج بمختلف الممارسات الاحتكارية من قِبل العديد من المؤسسات والشركات, إضافة إلى تفشي ظاهرة قيام تلك المؤسسات والشركات بتسويق السلع منتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستخدام الآدمي.. وعلى الرغم من فظاعة جرائم الغش التجاري المرتكبة في الكثير من أسواقنا إلا أن العقوبات المطبقة بحق تلك الفئة من التجار لم تكن تتضمن العقوبات الرادعة، وكانت تخلو من عقوبة التشهير, إلا أنه بعد تولي معالي الدكتور الربيعة دفة الوزارة بدأ معاليه يركز على تضمين أنظمتنا التجارية العقوبات الرادعة للتجار المتجاوزين, وعلى الأخص عقوبة التشهير؛ وذلك إيماناً من معاليه بعدم وجود ما يمنع من نشر أسماء التجار المتجاوزين وغير المبالين بمصلحة وطنهم، الذين لا يترددون في ارتكاب مثل تلك الجرائم الإنسانية بحق إخوانهم المواطنين. كما أن حرص معالي الدكتور توفيق الربيعة على تطبيق عقوبة التشهير في الكثير من المخالفات التجارية إنما يأتي لإيمان معاليه بأن عقوبة التشهير تفوق في مفعولها الغرامات المالية، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا.

ختاماً, نبارك الخطوات الرادعة كافة التي اتخذها الدكتور توفيق الربيعة في سبيل التصدي لبعض التجار المتجاوزين، الذين لا يترددون في المتاجرة بصحة البشر وسمعة الوطن. وما من شك أنها خطوات حظيت بمباركة ولاة الأمر وثقة المجتمع.

            الجزيرة في 6/11/2015م  العدد 15754

مساجد الطرق وتنميتنا الحضارية




لهذا الملف ارشيف قديم في السوء وعدم المعالجة وألم من اخلاقيات بعض المستثمرين، واللامبالاة منهم بهذا الهم، لأن فائدته في الآخرة ولا يمكن أن يستثمر في الدنيا بمقابل مادي, وكذلك في تنازع الصلاحيات فيه بين وزارات الشؤون الاسلامية والبلدية والقروية والدفاع المدني والنقل وهيئة السياحة وبترومين, وإن كنت اجزم بأن اكبر المآسي في هذا الملف يتحملها المستثمر الذي قام ببناء المحطة على الطريق وترك الحبل على الغارب دون أن يُلزم من استأجر المحطة ومرفقاتها بأن عليه صيانة المسجد ومرفقاته وتخصيص عامل لنظافته والعناية به ولا شيء يردعه اذا لم يلتزم بذلك، فلا غرامة تفرض على المقصر، ولا اغلاق لمحطته، ولا شك أن لبلديات المحافظات وأمانات المدن دور في هذا السوء والتقصير.
كما تلام وزارة الشؤون الإسلامية لعدم تبنيها لهذا الملف، كونها المعنية بالمساجد واماكن العبادة، ولا يمكن أن نقبل منها تعذرها ببعد هذه المساجد وأن صلاحيتها تقتصر على داخل المدن، اما خارجها فهو خارج نطاق إشرافها، ولذا تبرأت منها الوزارة, كما أنها لم تدعم اللجنة التي صرحت لها الوزارة كي تتولى هذا الملف الذي اكسب وجهنا الحضاري بالسواد والتنموي بالتخبط, واعتقد بأنه لا يوجد ما يمنع الوزارة من الدعم إلا خوفها من أن يوكل لها ملف مساجد الطرق ويضاف الى نطاق صلاحياتها لأنها لم تغطِ مساجدها الـ 96000 مسجد داخل المدن بفعالية ( 15000 جامع + 81000 غير جامع ) فكيف ستتمكن من تغطية المساجد خارج المدن !!!!! علما بأن عددها قليل لا يتجاوز 4000 مسجد، أي ما يعادل 4% من طاقتها الحالية وهو عدد قليل اذا وزع على فروع الوزارة بالمناطق.
وقد صرَّح معالي وزير الشؤون الإسلامية السابق بأن مشروع الملك عبدالله لتطوير المساجد لم يصرف منه ريال واحد وهو الذي رصد له 500 مليون ريال, كما تستطيع الوزارة أن تصحح وضع مساجد الطرق بإنشاء صندوق مع وزارة البلديات وترصد له ما تراه من مبالغ كمرحلة اولى والباقي تتولاه البلديات والمستثمر، على أن تفرز مساحة المسجد من المحطة وتخصص ملكيتها للوزارة كغيرها من المساجد الاخرى, او أن تعمل الوزارتان على استهداف بعض المساجد الكبيرة في محطات الطرق، بحيث نضمن وجود مسجد نظيف كل 20 كلم متر، وتوضع عليه لوحة وكذلك على المحطة بأن هذا المسجد ومرفقاته تحت عناية الوزارة المختصة، وهذا سيؤثر ايجاباً على استثمار المحطة وكثرة روادها وبالتالي زيادة الدخل من تفاصيلها المتعددة, ويبقى الدور المهم على وزارة البلديات في المراقبة وايقاع الغرامات المناسبة وفق آلية دقيقة على صاحب المحطة الذي لم يطبق التعليمات التي اهمها تخصيص عامل دائم وعاملة دائمة لصيانة المسجد ونظافته, مع ضرورة التوأمة مع اللجنة المعنية بهذا الامر ( المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق «مساجدنا» ) والتي صرحت لها مشكورة وزارة الشؤون الاسلامية وتركتها دون دعم مالي يمكنها من اداء رسالتها وانما اوكلتها لدعم المحسنين وتبرعاتهم لها.
لماذا لا نستفيد من تجارب دول العالم التي جعلت من محطات الوقود التي على الطرقات متنزهات مكتملة الخدمات من اعاشة وسكن وترفيه وتسويق، فلا تجدك تعاني من عناء الطريق وإن طالت بك المسافات ودول شرق اسيا اقرب الامثلة لأن الحديث عن واقع الدول الاوربية والامريكية ربما يقع في عداد الاحلام وليس الاماني, ألسنا من ندعو في كل سفر الله ونعوذ به من وعثاء السفر وكآبة المنظر ونجدها دوماً تصاحبنا في اسفارنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, اين انتهت ركاب المشروع الخيري الذي كان احد اوقاف الشيخ سليمان الراجحي، ولماذا وضعت العراقيل في طريق إقامته بعد أن جهزت مخططاته وصرف عليها الكثير من المال والجهد ولم يبق الا تحديد الاراضي التي ستقوم عليها المشروعات الخيرية لتنقلنا الى عالم ارحب من الإنسانية وقيمة الإنسان فيها ويُبرز عنايتنا بالمسجد ومرفقاته ويجعل من هذا المشروع قيمة مضافة لإنسان هذا الوطن الكريم, ولماذا قتلت معه الاستثمارات الخيرية التي ستعود على مفردات كثيرة من احتياجات الاسر والمجتمعات عبر عمل مؤسسي دقيق باركه في وقته جميع المخلصين وتوقعوا أن يدعم هذا التوجه على مختلف المستويات لأنه محقق لأماني المواطنين والوافدين إلا أنه اجهض بالكامل.
ختاماً, بقي على المهلة التي وافق عليها مجلس الوزراء لإصلاح حال محطات الطرق ومرفقاته (بما فيها المساجد) قرابة الخمسة أشهر من المدة التي كانت سنتين ولم يتغير في الأمر شيء سوى منح تصاريح لشركات تتولى تشغيل وتطوير محطات الطرق ومرفقاته والترتيب لتصاريح اخرى، ولكن هذا يعني أننا سنحتاج لأعوام عديدة حتى نرى شيء يسرنا ويغير واقعنا المحزن, وإن كنت ارى أن بمقدور وزارة الشؤون البلدية أن تغير الواقع خلال شهر او شهرين بالإعلان عن غرامات لأصحاب المحطات التي يرد من تقارير المتابعة عن إهمال في المسجد ومرفقاته والعناية بها مع منح شهر لإصلاح الحال او البدء في تطبيق الغرامة التي قد تصل للإغلاق. إن جميع القادرين على تغيير الحال مطالبون أن يقدموا ما يستطيعون لتغيير الواقع.

  الجزيرة في 26/10/2015م    العدد 15733

مدى نجاحنا في تسويق أنظمتنا التجارية




أثناء زيارته للمملكة مؤخراً, قال روبرتواز يفيدو مدير عام منظمة التجارة العالمية إن السعودية ستستفيد من انضمامها إلى اتفاقية تجارة منتجات المعلومات حتى مع كونها دولة غير صناعية, ولكنه أكد أن المملكة ستجني فوائد أكثر إذا اتجهت لتعزيز التصنيع.
وما من شك أنه عندما يتحدث شخص بحجم وثقل مدير منظمة التجارة العالمية بمثل ذلك, فإنه من الأهمية أن نتوقف عنده كثيراً, وبكل وضوح، فإن ما يقصده هو أن المملكة وعلى الرغم من توافر كافة المحفزات لبناء قواعد صناعية صلبة كتوافر ورخص المواد الخام, ورخص الأيدي العاملة, وغيرها من العوامل المحفزة للاستثمار الصناعي في المملكة, إلا أن إسهام القطاع الصناعي بالمملكة لا زال أقل بكثير من المتوقع منه, ويكفي أن نشير في هذا الخصوص إلى أن اقتصادنا الوطني لا زال يعتمد على سلعة النفط بما يتجاوز90% من قيمته, وهذا ما دفع بمدير منظمة التجارة العالمية للقول بأن المملكة ستجني فوائد أكثر إذا اتجهت لتعزيز التصنيع, مؤكداً بأن كل منتج صناعي، ولو كان بسيطاً، يصنّع بالسعودية، سينعكس إيجابا بتوافر منتج بسعر أرخص وجوده أكثر، ومن ثم تنمية الاقتصاد ودعمه.
إضافة إلى ذلك, أكد مدير منظمة التجارة العالمية خلاله لقائه مع وزراء التجارة للدول العربية بأن السعودية بحاجة للمزيد من تسويق القوانين والإجراءات التي تمتلكها المملكة، خاصة وأن المملكة تعتبر اقتصادية بطبيعتها، وتمتلك عناصر جذب للمستثمرين, ولكنه أكد أن المملكة ودول الخليج الأخرى لم تضع إصلاحات كافية بتنظيمها لجذب المستثمرين, كما أكد على أهمية أن تركز الأنظمة لدينا على التجارة الرقمية لكونها تشكل90% من أنواع التجارة، خاصة وأن التجارة الرقمية قادرة على محاربة الفساد لأنها تخلو من وجود وسطاء بين البائعين والمشترين, ولذا فإنه وعلى الرغم من الجهود المميزة التي بذلتها وزارة التجارة والصناعة بقيادة وزيرها النشط الدكتور توفيق الربيعة في مجال تطوير أنظمة وإجراءات التجارة والاستثمار في المملكة, إلا أن ما ذكره مدير منظمة التجارة العالمية في هذا الخصوص يجعلنا نطالب بمزيد من الجهود, حيث ذكر في معرض حديثه بأن السعودية لم تبنِ إصلاحاتها وقوانينها بشكل جيد مما قد لا يمكنها من تحقيق كامل الاستفادة المرجوة؛ كونها عضواً في منظمة التجارة العالمية، موضحاً في ذلك الفرق بين الدول التي تحتاج إلى يومين فقط لتأسيس شركة مثل دولة سنغافورة, وبين الدول التي تحتاج إلى ستة أشهر لتأسيس نفس الشركة، ولم يضرب هنا مثلا بدولة معينة, ولكن هل (المعنى في بطن الشاعر).
ختاماً، وجه مدير منظمة التجارة العالمية حديثه للقطاع السعودي الخاص قائلاً بأن المنظمة تسعى الآن للاستماع والتعاون مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وذلك بعد تعاون المنظمة مع القطاع الحكومي, وفي ظني بأن من الأهمية على رجال القطاع الخاص أن يتفاعلوا مع هذه الدعوة, كما أن عليهم أن يدركوا أن عضوية المملكة في هذه المنظمة التجارية العالمية سيزيد من فرصتهم في الوصول بمنتجاتهم إلى مزيد من الأسواق الجديدة في الدول الأخرى، حيث إن الأسواق العالمية ستفتح أبوبها أمام الصادرات السعودية بدون عوائق أو حواجز جمركية.

   الجزيرة 19/10/2015م   العدد 15726

حقوق أعضاء الجمعية العمومية المهدرة في الجمعيات الخيرية



لأن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تولي اهتماماً كبيراً للوائح وأنظمة الجمعيات الخيرية، ولا لسياسات وصلاحيات الصرف المالي فيها، وتركت كل ذلك بحكم الشخصية الاعتبارية المستقلة للجمعيات الخيرية لاهتمام تلك الجمعيات بإصدار لوائحها وأنظمتها بنفسها، في حين أنه يجب أن يكون هناك تصريح ابتدائي بمزاولة النشاط واستقطاب الأعضاء للجمعية العمومية وبدء مرحلة التأسيس التي ربما تستغرق كحد اقصى عاماً واحداً ويصرف لها الاعانة المعتادة خلال ثلاثة اشهر من الموافقة على إنشائها حسب نظام الجمعيات الخيرية الصادر من وزارة الشؤون الاجتماعية، وبعد ذلك يجب ألا يصدر التصريح النهائي لها الا بعد اكتمال نظامها المالي والاداري ولوائحها التنفيذية، وكذلك الاتفاق على الرسالة والرؤية والاهداف بعد ممارسة العمل خلال عام كامل، والالتزام بخطة استراتيجية لدورة واحدة هي دورة مجلس الادارة، وكذلك خطط تشغيلية وتنفيذية وخطط تنمية الموارد والاستثمار والاستدامة وخطط اعلامية ومجتمعية وما لم يتم ذلك، فيجب ان توقف عنها الاعانات، وتخاطب البنوك بتجميد حساباتها المالية وصلاحية التوقيع التي تعطى عادة لاثنين من اعضاء المجلس، أحدهما المشرف المالي، وتلزم بعد ذلك مجالس الادارة المتعاقبة بخطة إستراتيجية وخطط تنفيذية للدورة التي فازوا بالانتخاب فيها كأعضاء لمجلس الادارة حتى نضمن بذلك ان العمل في الجمعيات الخيرية كلها وليس بعضها اصبح عملا مؤسسيا، ويحكم بأنظمة وقوانين وليس للاجتهاد في دورته الادارية أي سبيل ، مع الالتزام الكامل بوجود محاسب قانوني يضمن الدورة المالية النظامية في كل امر صرف مع ربطها بصاحب الصلاحية وتوافر المستندات المطلوبة لإتمامها واجازتها حتى يمكن التأكد من سلامة استخدام المال العام ، وسهولة تبرئة ذمم مجالس الادارة التي ربما ان الكثير منها يخالف التعليمات دون قصد، ولكن يبقى المال العام أمانة كبيرة في عنق من ولي امره، علماً ان وزارة الشؤون الاجتماعية تتعاقد سنوياً مع محاسب قانوني يراجع اعمال الجمعيات، وعلى المتضرر أن يسأل بعنوان المقال (من يملك صلاحية اخلاء الطرف للمجالس الخيرية).
وطالما ان وزارة الشؤون الاجتماعية تقول ان صلاحية اخلاء طرف المجالس الخيرية وتبرئة ذمتها المالية هو من صلاحية اعضاء الجمعية العمومية ، وليس لاحد غيرهم ان يقر ببراءة الذمة ، فكيف بها تقفل ملف إحدى الجمعيات وتسمح بتسديد القيود على مخالفات مالية واضحة وقفت عليها الوزارة ضمن فريق عمل مكلف من قبلها وصدر عنها تقرير رسمي تم رفعه الى جهات عليا قبل ان تصدر قراراً بشأنه يخص مجلس ادارة تلك الجمعية الخيرية، وقد اقرت الوزارة في تقريرها بعدم وجود مستند نظامي من المجلس او من الجمعية العمومية على صرف مبالغ بمئات الآلاف من الريالات على الانتخابات والناخبين والنظام لا يجيز ذلك، وثبت عدم صحة الاجراء في يوم انعقادها وبحضور ممثلي الوزارة لأن النتيجة كانت محسومة.
هذا بالإضافة الى التغيير في عقود الموظفين والزيادات لهم دون مستندات نظامية بحسب ابسط قواعد الهيكلة الادارية وانظمة الحوافز المالية، والكثير من المخالفات التي لا يملك العفو فيها عن مجلس الادارة او تبرأ به ذمته الا أعضاء الجمعية العمومية وليس لغيرهم أن يتمتع بتلك الصلاحية ، علماً ان الوزارة قد التزمت ان تطلع اعضاء الجمعية العمومية على التقرير والافادات حول المخالفات الادارية والمالية بأول جمعية عمومية تعقد والالتزام الكامل بالشفافية في عرض التقرير وما تم التوصل اليه لأنه مال عام جمع من أجل ان يستفيد منه من جمع له وليس لغير اهله حكم الفصل فيه.
ختاماً، رسالة الى من اعاد استنبات العمل الخيري بثقافة مختلفة وحضور فاعل ورسالة اكثر إشراقاً، معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، الجميع يتطلع يا معالي الدكتور الى ان يعاد فتح ملف المخالفات لتلك الجمعية، وان لا يغلق هذا الملف الا بموافقة اعضاء الجمعية العمومية، بحيث تعرض كامل الملابسات عليهم، والاستفادة من الوثائق المحفوظة لدى المشرف المالي للجمعية، وهو الذي ساهم بكشف مخالفات مجلس الادارة، واستعداد اعضاء في مجلس الادارة المذكور الشهادة على تلك التجاوزات، فإن كان هناك حق سلب دون مستند نظامي ، فيجب اعادته لخزينة الجمعية ، وان كان هناك خطأ اداري حمل ميزانيتها مبالغ مالية، فيجب اعادة الاموال التي صرفت من اموال خصصت للجمعية وبرامجها وانشطتها ومصلحة اعضائها واحتياجاتهم، اما ما يخص المخالفات الادارية غير المالية ، فأمرها الى الله لأنها ناتجة عن ضعف خبرة الادارة التنفيذية بالأمور الادارية لاختلاف التأهيل او لأحادية القرار في مجلس الادارة وسكوت الادارة التنفيذية.

    الجزيرة في 12/10/2015م   العدد 15719

 

الأمل بمجلس الاقتصاد والتنمية: متى يصبح النفط منتجاً اعتيادياً وليس اعتمادياً ؟


 

ابتهج الجميع حينما اجتمعت شتات الاقتصاد والتنمية في مجلس واحد كي تصبح النظرة أشمل لحاضر الوطن ومستقبله وبالتالي حاضر المواطن ومستقبله, وهو المجلس الذي سيصبح قادراً على بحث الحلول للمشكلات والازمات قبل حدوثها, كذلك هو القادر على دراسات افضل سبل الاستثمار وجعلها بدائل جاهزة للانتقال من حال الى حال، مع ضمان عدم تأثر دخل الفرد او التأثير على احتياجاته من السلع والخدمات، لأن تأثر الفرد في ذلك سيؤثر على المجتمع ، فهو شريك تنمية وطنية وناتج محلي ونماء أسري.
إن المعول على مجلس الاقتصاد والتنمية ان يصبح اكثر قرباً للقضايا التنموية والاقتصاديه العالمية من خلال قراءاته للأحدث وتأثير الدول وتوجهاتها وقدرتها في التحكم على رواج السلع الاساسية او انخفاض قيمتها في السوق العالمي وبالتالي مدى تأثير ذلك على اقتصاديات المملكة وناتجها المحلي خاصة وان مصدر دخلها مرتبط بمنتج وحيد ، وقد سعت الكثير منالدول الى اختراع البدائل التي تغني عنه كي لا تكون أسيرة لتذبذباته ونجحت في ذلك كثيراً ولا زالت تصرف على البحوث والابتكارات والاختراعات ميزانيات ضخمة، ولا تتراجع في ذلك لأنها ستستفيد لاحقاً من هذا الصرف الضخم لإنتاج مبادرات بديله من اجل ان لا تقيد نفسها بمصدر طاقة واحد او سلعة يتحكم فيها المنتجون الكبار صعوداً وهبوطاً بمصالحهم البحتة.
هذا المدخل يقودنا الى الاستفسار من مجلسنا الشاب ونقول متى يصبح النفط مصدراً ومنتجاً اعتيادياً كأحد مصادر الدخل بدلا من كونه مصدراً اعتمادياً، حيث اننا نعتمد على اكثر من 90% من قيمة اقتصادنا وايراداتنا على النفط، وما من شك ان لذلك مخاطر جمه في مدى القدره على توفير السيولة اللازمة للصرف على مشاريع التنمية والبنى التحتية التي نفتقد بعضها في بعض مدننا, كما أن لذلك تأثير سلبي على الخطط الاستراتيجية التي تم بناء ارقامها على توقعات بسعر اصبح اليوم اشبه بالحلم, ويكفي ان نشير الى ان سعر برميل النفط حاليا قد انهار بما نسبته 60% من قيمته قبل عدة أشهر.
السؤال هنا: هل يمكن ان تتحقق تطلعاتنا التنموية في ظل منتج واحد حتى وان كنا بسببه نؤثر عَلى الاقتصاد العالمي، وحتى وان أصبحنا بسببه من الدول العشرين، اليس واقع الحال مع اسعار النفط الحالية يجعل اقتصادنا متذبذب مثلما هو سعره, ثم كيف سيكون الامر في الاشهر القادمة فيما لو واصلت أسعار النفط انحدارها ، لا نرغب ان نكون متشائمين ولكن المعطيات لا تدعو الى التفاؤل مطلقاً ، لأننا نعيش حرب اسعار سنكون اول ضحاياها لاعتمادنا الاستراتيجي الطويل عليها.
سوالي هنا ايضا: أهي المرة الأولى التي نقع فيها فريسة لذلك، ونبدأ بسياسة حزم البطن كي نتكيف مع انخفاض سعر النفط وتأثيراته, وما تضطر به الدولة إلى رفع بعض الاسعار او رفع الاعانة عن بعض السلع او اقرار رسوم للخدمات التي هي من حقوق المواطن على دولته او رفع لرسوم اخرى لمواكبة هذه الدورة المزعجة التي قيدتنا لها، لأننا نعتمد في اقتصادنا على منتج واحد، نصعد حين يصعد ونتأخر حين ينخفض، ونجعل انفسنا أسرى لضعف التخطيط وقراءة المستقبل وانتظار الأحداث المؤلمة حتى تقع.
سؤالي هنا أيضا، لماذا لا نأخذ العبرة من الآخرين في بناء اقتصادياتهم وهم الذين كانوا يعتمدون على النفط مثلنا، لقد حققوا ذلك لان تفكيرهم خارج الصندوق البيروقراطي، وقد حققوا ذلك لأنهم اتفقوا على رؤية واضحة وبمدة زمنية محددة بأن يكون اعتمادهم على النفط ثانوياً.
هل يمكن لنا أن نجعل من الصناعة ودعم التصدير للعالم الخارجي عاملاً مؤثراً في ناتجنا المحلي وايرادات ميزانيتنا العامة، وهل يمكن لمجلس الاقتصاد والتنمية أن يضع الخطط الكفيلة التي لا تتجاوز الخمس سنوات، ويمكن من خلالها بأن يعتمد اقتصادنا على الصناعة والتصدير وبحد أدنى لا يقل عن 30%, اين يقع الاهتمام باستثمار الغاز الذي تبشرنا شركة ارامكو كل فترة بالعثور على كميات تجارية منه كي يكون عاملاً مؤثراً في ناتجنا المحلي الاسير للنفط, هل يمكن ان نجعل من السياحة صناعة ونهتم بها كي تكون رافداً اقتصادياً أكثر فاعلية وتأثير, كيف لنا أن ندير الاستثمار الاجنبي وراس المال المستورد بفاعليه تحقق لنا مصدر دخل قومي مؤثراً بدلا من ان ندعمها لتكون مصدر دخل لاقتصاديات اجنبية,كيف لنا ان نقنن التحويلات المالية التي تجاوزت 150 مليار في اشد الاحصائيات تحفظاً، وهذه ليست دعوة لمنعها ولكن دعوة لاستثمارها بما ينفعنا ولا يضرهم , وكيف نحقق في الداخل معادلة التصدير النافع بدلاً من الاستيراد الضار لنصبح شركاء في دولة تتنوع فيها مصادر دخلها ، ويتفاعل معها مواطنوها بشراكة مثالية.
سؤالي الأخير، كيف لنا محلياً ان نقلل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة والعالم من حولنا يتمنى ان يجد الصحراء والشمس التي لدينا كي يعتمد على الطاقة الشمسية كمصد ر تنمية مستدامة, أليس هناك دول أخرى تنتج من الماء والتبخير طاقة كهربائية تعمل على تشغيل صناعتها بها وكذلك مدن سكنية شاسعة مأهولة بالبشر , ودول اخرى تستفيد من حرق النفايات واعادة تدويرها كمصادر للطاقة تقلل بها الاعتماد على النفط كمصدر وحيد , ونحن لا نزال على مصدر واحد بالرغم من انه يوجد لدينا شركات سعودية تقدم الطاقة الشمسية البديلة في دول كثيرة من العالم ولم تتح لها الفرصة هنا لعدم ايماننا بهذا البديل.
بهذه البدائل وغيرها الكثير الا نستطيع تشكيل الصناعة وتصدير تلك البدائل لتكون رافداً لناتجنا المحلي وايرادات ميزانياتنا السنوية حتى لا تتباطأ خططنا التي تحتاج الاجيال القادمة الى التسارع في تحقيقها لينعموا بها في وطنهم.
اخيراً المستقبل لا يرحم المتخاذلون أو غير المستعدون للأزمات، ولكن في كل منتج فرص ومخاطر ونواحي قوة وضعف ومن يستطيع قراءتها والاستعداد المبكر لها، فإنه دون شك سيحقق النجاح, ومن يدرس البدائل في اتخاذ القرار ويضع الالويات بأوزانها الدقيقة فإنه سيحقق الأفضل منها ثم ينتقل لما بعدها لأن الصورة واضحة وبياناتها دقيقة وهو الأمل الذي يحدونا في مجلس الاقتصاد والتنمية بقيادة أميرنا الشاب محمد بن سلمان، كما لا يفوتني ان أشير الى ان الحمل الاكبر في الخروج من الازمات يقع على عاتق وزارة التخطيط والاقتصاد لان هذا دورها الفعلي وتأثرنا الدائم او تذبذب اقتصادنا المحلي وايرادات الميزانية يقع دون شك على تلك الوزارة ودراساتها المستقبلية وتوأمتها مع الوزارات المؤثرة في هذا الهم الاستراتيجي للدولة المواطن.

   الجزيرة في 5/10/2015م    العدد 15712

في جمعية المتقاعدين: على قدر أهل العزم تأتي العزائم (3/3)




لا يشك أي مخلص في أن الجمعية الوطنية للمتقاعدين قامت لخدمة المتقاعدين، وتسويق خبراتهم، واستثمار قدراتهم، والسعي في تحقيق متطلباتهم، إضافة إلى الأهداف التي أقرها مجلس إدارتها الأول، وحصلت على التصريح الرسمي بموجب تلك الأهداف، إضافة إلى رسالتها ورؤيتها التي تسعى لتحقيقها في خدمة منتسبيها من المتقاعدين. وإضافة إلى ذلك، فقد سعى الأعضاء المؤسسون لجعلها منارة وطنية لخدمة الوطن ومؤسساته، وتقديم التجربة الناضجة من منسوبيها في باب من أبواب زكاة العمر والعمل. ولا يمكن لمخلص أن ينفي الأمل في نفسه بمشاهدة هذه الجمعية وهي ملء السمع والبصر؛ كي تكون البيت الثاني للمتقاعدين عبر الأجيال؛ ليجدوا فيها ضالتهم، ويمارسوا مع برامجها هواياتهم، ويقدموا للمجتمع ومؤسساته العامة والخاصة عصارة تجربتهم ونتائج خبراتهم؛ لذا فإن بإمكان من يقدم المصلحة العامة، ويتمنى أن يكون له بصمة، أن يساهم في تطوير وتنمية هذه الجمعية. ويسرني من خلال هذه الزاوية أن أطرح بعض التصورات التي يأمل المتقاعدون من المجلس المعين تحقيقها، خاصة أن وزارة الشؤون الاجتماعية قد حققت الرغبة بالتمديد للمجلس. وهي على النحو الآتي:
حسب نظام الجمعيات الخيرية الذي وافق عليه مجلس الوزراء الكريم، فإن بإمكان عضو الجمعية العمومية الاطلاع على ما يدور في جمعيته، ومتابعة محاضر الاجتماعات، والتعرف على الإنجازات والإخفاقات ومؤشرات الأداء.. وهذا يدفعني إلى الدعوة للشفافية الكاملة مع أعضاء الجمعية، وتمكينهم من الاطلاع على الإنجازات التي تمت في تلك الفترة، مع الإشادة بالوضوح الذي تم في اللقاء الأخير المفتوح عندما تأجل انعقاد الجمعية العمومية لعدم اكتمال النصاب، واستثمار ذلك الوقت بمثالية لحضور العشرات من أعضاء الجمعية العمومية وإحاطتهم بالإنجازات التي تمت في لقاء أخوي رائع، لم تعهده الجمعية ولا منتسبوها، وكان معه رقي في الحوار، وحضور في الذهن، وإحاطة بكل ما أُنجز لهم.
- ضرورة مخاطبة جميع وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية والصوتية والمشاهَدَة، وتسمية الناطق الرسمي للجمعية، وعدم أخذ تصريح أو معلومة إلا من خلاله، وإيقاف العبث بمشاعر المتقاعدين في السنوات الخمس الماضية، وبث رسائل غير صحيحة تتعلق بالحد الأدنى والعلاوة السنوية، وأنها معروضة على مجلس الوزراء، ومرة أخرى مرفوعة إلى مجلس الاقتصاد الأعلى قبل حله، وثالثة سُلمت بيد سمو الرئيس الفخري، إضافة إلى تخفيض فواتير الكهرباء أو إلغائها عن المتقاعدين، والنفي الذي أصدرته هيئة الكهرباء بهذا الخصوص، فضلاً عن التخفيضات الوهمية والاتفاقيات غير الواضحة التي كثر الحديث عنها وانعدمت الفائدة منها، وبتجارب جميع فئات الأعضاء من الجنسين.
- ضرورة تدخل المجلس لإيقاف الهزل الذي يدور في منتديات المتقاعدين، ومحاسبة كل من يسيء لغيره أو يفتعل خلق المشكلات والتشويش على مسيرة الجمعية والطعن في مصداقية المخلصين والمخلصات من أعضائها السابقين في مجالس الإدارة أو مديري الفروع والناشطين فيها، وإصدار بيانات متتابعة من مجلس الإدارة، ونفي ما لم يثبت، ومحاسبة المتسبب، وسحب العضوية منه، خاصة أن النظام حدد عمن تسقط العضوية، وإن كان أستاذاً أكاديمياً يقودها.
- الاستثمار الأمثل لقيمة الرئاسة الفخرية في الحضور المثالي الدائم للجمعية في حفلات التقاعد، التي غالباً ما تأتي بعد تاريخ 1 / 7 من كل عام لبث رسالة الجمعية ورؤيتها وأهدافها، وكذلك برامجها، واستقطاب المزيد من المتقاعدين. وقد يكون من الأفضل التواصل مع جميع المصالح العامة والخاصة من أجل المشاركة في تهيئة المتقاعد للمرحلة القادمة، وسرعة التكيف معها، خاصة إذا وجد من يساهم في نقلة حضارية لعالم أكثر نفعاً وأقل جهداً وأعظم عند الله أجراً.
- بالشكر تدوم النعم، ولا بد أن تنتهج الجمعية نهجاً يؤكد الإحسان لصاحبه بشكره علناً، وتكريمه من الحاكم الإداري أو سمو الرئيس الفخري، إضافة إلى الإشادة به في حفلات الوفاء التي تتم في الفروع، والتي نتأمل بأن تعطى المزيد من العناية لدوامها؛ لأنها رسالة للوفاء مع رموز في المجتمع صدقوا في العطاء، وأخلصوا في البناء, ويمكن إعداد صياغة وثيقة خاصة بهذه التظاهرة، تعمم على الفروع، وتسلم نسخة منها لسمو أمير المنطقة؛ لأنها بمنزلة الجائزة التكريمية.
- الاهتمام بالفروع؛ لأنها أهملت في الماضي، وقلصت صلاحيتها، والعمل على إيجاد علاقة تنافسية بينها، وفتح المجال لها كي تعتمد على نفسها، واستثمار الأراضي الخاصة بها في بناء أوقاف، وجمع التبرعات من رجالات الأعمال فيها.
- إطلاق جوائز دورية لأفضل متقاعد وأفضل فرع وأفضل فكرة وغيرها، في سبيل جذب المتقاعدين للجمعية، وخلق تواصل مثالي معهم، مع تفعيل قنوات التواصل بأخبار الجمعية ومنسوبيها وما يكتب عنها، والدعم الذي يأتيها.
- المرأة تمثل نصف المجتمع العامل والمتقاعد، وتحتاج إلى المزيد من العناية من الجمعية حتى ولو لم تمثل في المجلس المؤقت لاعتبارات المرحلة، مع التأكيد حسبما وردني أنها شبه مغيبة في بعض الفروع أو مقصاة في فروع أخرى.
- قيادة الجمعية لفكرة إنشاء إدارات تواصل بالمتقاعدين في جميع المصالح العامة والخاصة مثلما هو في القطاعات العسكرية؛ لأن المتقاعد يشكو سوء الخاتمة ونسيان الماضي من قِبل الدوائر العامة والخاصة التي عمل فيها جل عمره.
- إطلاق ورشة عمل بكل الفروع تحت إشراف وحضور الإدارة التنفيذية لبحث مسببات عزوف المتقاعدين عن التسجيل في عضوية الجمعية، والحلول التي يجب الأخذ بها، فالمتحقق لم يتجاوز 1 % من عدد المتقاعدين في النظاميين.
أخيراً, ستظل الاهتمامات معلقة بهذه الجمعية التي إن صلحت ووجدت الدعم والمساندة من وزارة الشؤون الاجتماعية فهي رسالة إيجابية بصلاح العمل الخيري؛ لأنها ستكون ولادة للكفاءات التي ستدعم هذا التوجه، وستكون بمنزلة الانطلاقة الثانية لتفعيل العمل الخيري بتراكم الخبرات من قيادات ساهمت في بناء ونماء وطن، ولن تعجز مطلقاً عن المساهمة في بناء ونماء ما سيقود إلى جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين، وهو ما يؤكده المخلصون من أبناء وطننا الغالي. كما نجدها فرصة ونلتمس من معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي المختلف والمتميز فكراً وعملاً ألا تعامل هذه الجمعية كمعاملة الجمعيات الخيرية في مخصصاتها والإعانات المقدمة لها؛ لأنها ليست جمعية بر تستهدف المتقاعد المحتاج الذي بالإمكان أن تخدمه جمعية أخرى، لكنها جمعية تضم الكفاءات والخبرات؛ لذا فإن برامجها مختلفة، وفعالياتها متباينة، تستلزم المزيد من المرونة وتفهم الرسالة؛ حتى ينتج منها عطاء آخر تحمده الأجيال المتقاعدة المتعاقبة للوزارة عامة، وللوزير التنموي خاصة.
وختاماً, فإن كل ما طرحته في زاوية اليوم، وكذلك في الأسبوعين الماضيين، يمثل صدق الإيمان بأهمية هذا الكيان الرائع «الجمعية الوطنية للمتقاعدين»، الذي بالإمكان - إن أردنا - أن يكون مكان جذب للكفاءات والقدرات والرواد من رجال الوطن، وسيكون مصدراً لتعزيز الثقة في النفس، ومنبعاً للعطاء الدائم للوطن والمواطن؛ لأن الإيجابية لا تتوقف إلا بتوقف نفس صاحبها, وإذا أحسنا صنع البيئة في هذا الكيان فإننا سنجني ثمار ما زرعنا، وستجني الأجيال المتقاعدة القادمة نتائج ما صنعنا، وستكون لنا بصمة في حياتهم المستقبلية. كما أتطلع إلى ألا يسيس هذا الطرح، وأنه انتقاد لأحد بقدر ما هو رغبة مني في أن يرى المجتمع كافة هذه الجمعية وقد أصبحت بحق سيدة مؤسسات النفع العام؛ لأنها جمعية الخبرة والكفاءة، ويجب أن تكون كذلك جمعية الإيثار والعطاء الدائم.

      الجزيرة في 14/9/2015م العدد 15691

في جمعية المتقاعدين: على قدر أهل العزم تأتي العزائم (3/2)



تطرقنا في مقال الأسبوع الماضي إلى إنجازات المجلس المعين، الذي أقل ما يقال عنه أنه مجلس نخبوي، ترى المنافسة بين أعضائه على أفضل المبادرات، وهو ما نراه طريقاً للتميز في العمل الخيري. ومع هذه الإنجازات الرائعة التي سيجني مجتمع المتقاعدين الحالي والقادم ثمارها فإنه يسرني أن أورد بعض التوصيات التي أرجو من المجلس الحالي أن يضعها في الاعتبار, وذلك وفق ما يأتي:
o الإسراع بإنجاز لوائح النظام الخاص بالجمعية، الذي لم يصدر عن الدورتَيْن الأولى والثانية، وصدرت مسودته في الدورة الثالثة, وإضافة ما يراه المجلس النخبوي على مواده، وسرعة عرضه على أعضاء الجمعية العمومية للتصديق عليه وإقراره قبل أن تتم الانتخابات الإلكترونية التي أقرتها الوزارة بجهود المجلس المعين مع ضمان الآلية الدقيقة لتنفيذه. وقد أحسن المجلس بتنسيقه مع هيئة المهندسين السعوديين للاستفادة من تجربتهم في الانتخابات الإلكترونية.
o إعادة النشاط للجنة المشكَّلة برئاسة معالي وكيل وزارة الداخلية حول مطالب واحتياجات المتقاعدين الأساسية التي رفعتها الدورة الأولى، والتركيز على المهم منها؛ لأن ما لا يدرك كله لا يترك جله, وجعل الأولوية لما يمس حياة المتقاعد اليومية, خاصة العلاوة السنوية، وربطها بمتوسط غلاء الأسعار وقراءة الأرقام التي تبثها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات؛ لأنها دقيقة، وتأخذ صفة الرسمية، وكذلك الحد الأدنى لراتب المتقاعد، ودعم رفعه إلى 3000 ريال أسوة بالحد الأدنى لراتب الموظف, مع الاستفادة من توجيهات خادم الحرمين الشريفين عندما كان وزيراً للدفاع، وتوجيهه بدراسة أن يكون الحد الأدنى لراتب العسكري المتقاعد 4000 ريال, وعند إقرار أحدهما سيكون للآخر سبيل الموافقة.
o فتح المجال لمن يريد التطوع من أعضاء الجمعية، والاستفادة من تقارير الإنجاز التي سُلمت لأعضاء المجلس, على ألا يتم إقصاء الأعضاء السابقين؛ فهم قادة إصلاح ودعاة تغير، ويحملون فكراً غير تقليدي، ولهم بصمة إيجابية في فترة قصيرة.
o تصميم برامج ذات رسالة ورؤية وأهداف لخدمة المتقاعدين، والتوجه مباشرة للكيانات الاقتصادية الكبيرة التي تؤمن بالمسؤولية الاجتماعية ثقافة وواجباً؛ لأنها قد خصصت صناديق عدة لمثل هذه البرامج المجتمعية.
o إعداد برامج للرعاة حسب تصنيفاتها المختلفة وقيمتها المدروسة، وتحديد المنافع لكل رعاية ومدتها، والعمل على أساس المشاركة والوضوح والاستفادة المتبادلة بين طرفي الرعاية. وسيضمن ذلك إيراداً ثابتاً للجمعية، وكذلك للفروع.

o إعداد خطة إعلامية دقيقة, وكذلك تصميم الخطاب الإعلامي بما يضمن التواصل بين الجمعية ومنتسبيها، ومع المصالح التي لها علاقة مباشرة بها، وبقية مصالح القطاعَيْن العام والخاص؛ لأن المرتقب من منسوبيها المتقاعدين كثير.
o مثلما تم إقرار النظام الانتخابي لمجلس الإدارة يقر أيضاً للفروع؛ لأن ما يطبق على الأصل من باب أولى أن يستفيد منه الفرع، والعمل على إلغاء التوجيه بالتعيين في الفروع؛ لأنها كانت سياسة تضمن التبعية للإدارة التنفيذية أو مجلس الإدارة.
o العمل على إقرار ضوابط دقيقة لمن يترشح لعضوية مجلس الإدارة أو لجان الفروع، وضرورة التقيد بالعمر المناسب والتأهيل النافع والخبرة المختارة، مع ضرورة التفصيل في السير الذاتية وإجراء مقابلات شخصية قبل رفعها نظاماً.
o إن حسن الاختيار للإدارة التنفيذية سيحمل عن المجلس والمجالس الأخرى أكثر من 90 % من الجهد, ولا ينبغي أن يقتصر الاختيار على إداري متقاعد, مع الابتعاد عن القيادي التقليدي، سواء عسكرياً أو مدنياً؛ لأن الجمعية تميل إلى سرعة الحركة والإنجاز، وهذا يستلزم نشاطاً وهمة وتواصلاً، لا تجدها فيمن تقاعد نظاماً، مع التفرغ التام لأعمال الإدارة التنفيذية ومتابعة الفروع، ويلزم بمؤشرات وأهداف، ويطالب بتقارير أداء شهرية، وتعرض على المجلس نتائجها.
o من الأولويات بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أن يواكب موقع الجمعية هذه النقلة، ويتم تحديثه بما يعكس الخبرة، وتفعيل بقية الأدوات التي تضمن التواصل الدائم مع منتسبيها الحاليين أو المرتقبين، وهذا إحدى وسائل الجذب لها.
o التواصل مع مركز المعلومات الوطني ومصلحتَيْ معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية من أجل بناء قاعدة معلومات دقيقة خاصة بالمتقاعدين، وإعداد خطة دقيقة للتواصل معهم؛ كي يكونوا أعضاء عاملين أو مستفيدين.
o إعداد خطة للتواصل مع المجتمع لإبراز دور الجمعية في مسؤوليتها الاجتماعية، سواء مع منسوبيها المسجلين أو غير المسجلين، مثلما نراه مع العديد من مؤسسات النفع العام والتواصل والزيارات والفعاليات التي تقوم بها في المجتمع.
o أن لا يركز المجلس والإدارة التنفيذية على زيادة أعداد المنتسبين من غير المتقاعدين؛ فالجمعية ما وضعت إلا لهم.
أخيراً, إن هذا الإيضاح من أجل ضمان مصداقية الرأي، وأن يحفظ للمحسن إحسانه فيما قام به المجلس المعين من أعمال تذكر له، ويُشكر عليها. علماً بأننا لم نأتِ في المقال السابق إلا على أعمال ونتائج الدورتين الأولى والثانية، التي استهلكت من عمر الجمعية أكثر من تسع سنوات، وعمر الدورة الثالثة التي لم يتجاوز 8 أشهر، وهي الدورة التي أوضحت للوزارة خلل الدورة الثانية، وكانت سبباً في تغيير الطريق نحو عمل مؤسسي دقيق لرائدة الجمعيات الخيرية التي هي بيت الخبرة ودار الكفاءة، وعليها يعول في استمرار الحياة والعطاء بعد التقاعد. ونتطلع مع المجلس المبارك إلى استنبات دقيق للمصلحة العامة، ونكران للذات، وتدوير للخبرات وتسويق لها؛ كي يتم الاستفادة من التأهيل الذي يكتنف عقول المتقاعدين على مختلف مستوياتهم, أو أن نعود إلى المقترح الذي طُرح في مقال لي قبل أسبوعين، واقترحت فيه إنشاء هيئة للمستشارين السعوديين من أجل الاستفادة من خبرات المتقاعدين، وإعادة استثمارها. كما يجب على المجلس ألا يستمر على النهج السابق الذي حول الجمعية إلى جمعية استجداء, وأن كل منسوبيها محتاجون، بل الأغلب أصحاب خبرة وكفاءة, ويجب أن يُطلق مشاريع للعطاء من خلال ثقافة المسؤولية الاجتماعية والدور الواجب على قطاعات الأعمال نحو برامج تنموية للمتقاعدين, وطرح أفكار مبتكرة تقود إلى الدعم من جهة، ومن جهة أخرى تعيد استنبات الهمم بعد السبات العميق الذي كانت فيه جمعيتهم الغالية، وتحولها جميعاً إلى جمعية تنموية لكل مناحي الحياة. وعلينا أن نهتم بكل الفئات المتقاعدة، ونخدمهم كي يخدموا أنفسهم وزملاءهم، سواء المحتاجون أو المستغنون، وزرع هذا الشعور؛ ليصبح ثقافة مجتمعية، وألا نقطع الطرق في التعاون، سواء لصاحب المال أو صاحب الفكر أو صاحب الجهد، وهذا لن يكون إلا إذا كانت بيئة الجمعية بيئة جاذبة مثلما نراها مع المجلس النخبوي المؤقت الذي نتطلع للتمديد له باسم كل المتقاعدين؛ لأنه يملك رؤية علمية في إدارته، وبعداً اجتماعياً في أهدافه، وأسلوباً إنسانياً في طرح برامجه.. وسوف نرى نتائج أكثر عند التمديد له فترة أخرى.

     الجزيرة في 7/9/2015م    العدد 15684