ترجمة

أي جريمة أغلظ من هذه الجريمة!

د.محمد عبد العزيز الصالح
 
نشرت الصُّحف خلال الأيام الماضية خبرًا مفاده أن وزارة الشؤون البلدية بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض، ضبطت إحدى الشركات الغذائيَّة المشهورة الكبرى تمارس مخالفات جسيمة لها ضرر على صحة المستهلكين، وذلك بقيامها بتخزين وعرض منتجات فاسدة لصدور دجاج برازيلي زنة (51960) كيلو جرام غير صالحة للاستخدام الآدمي، وكذلك عرض جلد دجاج مجمد زنة (25375) كيلو جرام، وأيضًا صدور دجاج مجمدة زنة (32375)كيلوجرام جميعها مجهولة التاريخ والبيانات، مخالفة بذلك كافة قواعد ومعايير حماية المستهلك، وقامت الأمانة في حينه باتِّخاذ الإجراءات النظاميَّة اللازمة.

وأنا أقرأ هذا الخبر الذي تشمئز له النَّفس ويقشعر له البدن، تبادر للذهن تساؤلات عدة، منها:

* مهما يتخذ من عقوبات بحق من تسبب في تلك الجريمة، فلن تكون كافية، ويكفي أن نعلم بأن عقوبة مثل تلك الجرائم الإنسانيَّة في الصين هو الإعدام.

* على جميع الأجهزة ذات العلاقة أن تتعامل مع هذا الحدث على أنه جريمة جنائية وليس مخالفة تجاريَّة، خصوصُا أنها تُؤدِّي إلى إزهاق أرواح بريئة، فهل سننتظر من القائمين على هذه الشركة أن يكرروا تلك الجريمة لكي يتم تغليظ العقوبة بحقهم، ولنعلم جميعًا بأن الكثير من الضحايا والأنفس البريئة التي أزهقت أرواحها بسبب تلك الجرائم التي ترتكب من قبل بعض التجار عديمي الذمم، ولو كانوا يدركون بأنه سيطبّق بحقهم عقوبات رادعة تتوافق مع ما يرتكبونه من جرائم، لما تجرأ أحد منهم أن يسوق تلك السلع المغشوشة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي .

* من الأَهمِّيّة أن يَتمَّ التشهير عاجلاً باسم تلك الشركة وكافة أسماء المتسببين في تلك الجريمة، سواءً في المواقع الإلكترونية والغرف التجاريَّة وجمعية حماية المستهلك، وكذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما أن على المستهلكين أن يقاطعوا

منتجات تلك الشركة بعد أن يَتمَّ التشهير بها، حتَّى يكون ذلك رادعًا لغيرها من الشركات.

* في ظني أن تلك الأخبار مفرحة ومؤلمة في نفس الوقت، فهي مؤلمة عندما نرى انعدام الضمير لدى بعض التجار من خلال قيامهم بتسويق السلع الفاسدة لإخوانهم المواطنين من أجل زيادة ثرواتهم، ومفرحة عندما نرى الأمانات والبلديات قد بدأت تتصدى لتلك الجرائم الإنسانيَّة، ولذا فإنني اقترح أن تضع وزارة الشؤون البلدية تنظيمًا للمنافسة بين الأمانات البلدية في المناطق والمحافظات، بحيث يتم تركيز الضوء على الأمانة الأنشط في مجال التصدي لتلك الممارسات الفاسدة في الشركات والمحلات التجاريَّة، مع تقديم مختلف أنواع الحوافز لها، وذلك من خلال تخصيص جائزة تقدم للأمانة الأميز كل ثلاثة أشهر، وتسليط الضوء عليها.

ختامًا، إلى متى سنبقى نتساهل مع تلك الفئة الفاسدة داخل مجتمعنا على حساب مصلحة وطننا الغالي وصحة مواطنينا.
 
29/10/2012      العدد 14641

المباني المستأجرة والهدر المالي!

 

د. محمد بن عبد العزيز الصالح

نشرت صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الأحد 14/11/1433هـ، خبراً يتضمن بأن ديوان المظالم قد أنفق خلال العام الماضي أكثر من خمسة وسبعين (75) مليون ريال مقابل استئجار ستة عشر (16) مبنى تنوعت ما بين محاكم إدارية ومحاكم استئناف إضافة إلى المبنى الرئيسي للديوان، وتضمن الخبر بأن مبلغ استئجار إحدى المحاكم الإدارية التابعة للديوان يبلغ سبعة وعشرين (27) مليون ريال سنوياً. وأنا أقرأ هذا الخبر، تساءلت عن ذلك الاستنزاف والهدر غير المبرر لخزينة الدولة من جراء استمرار استئجار غالبية المرافق والمباني التابعة للأجهزة الحكومية، على الرغم من الوفر المالي الذي تشهده الموازنة العامة للدولة وبخاصة في الباب الرابع منها والمتعلق بإنشاء المشاريع، وفي ظل التوجيهات الصريحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتأمين كافة احتياجات الأجهزة الحكومية وخصوصاً ما يتعلق منها بإنشاء البنية التحتية لتلك الأجهزة كالمباني والمقرات.

كما تساءلت عن أسباب استمرار وزارة الصحة في استئجار المباني كمقار لمراكزها الصحية على الرغم من افتقار تلك المباني لأبسط مقومات المراكز الصحية، فيما تستمر وزارة التربية والتعليم في تعليم أبنائنا وبناتنا في مقار مستأجرة وغير صالحة للعملية التربوية.. كما لا يُستثنى من ذلك استمرار استئجار غالبية مباني ومقار الوحدات التابعة لوزارة الداخلية مثل مراكز الشرط والمرور وغيرها.

والأمر في مجمله ينطبق على أغلب مقار الأجهزة الحكومية التي تهدر أموالها كمبالغ إيجارية لمقار فروعها في مختلف المناطق والمحافظات.

بدورها ما زالت غالبية السفارات والقنصليات والمكاتب والممثليات في الخارج، تمارس أعمالها في مبانٍ مستأجرة أيضاً إذا ما علمنا بانخفاض أسعار العقارات بنسبة تزيد عن (50%) في غالبية دول العالم من جراء الأزمة المالية العالمية.

ختاماً، نرجو من كافة المجالس العليا بالدولة ونخص بالذكر المجلس الاقتصادي الأعلى ومجلس الشورى إعطاء هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحقه، كما آمل من وزارة المالية أن تعمل على تفعيل برنامج يقضي بتملك كافة أجهزة الدولة لجميع مقارها ومبانيها سواء داخل المملكة أو خارجها، وذلك خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات على أكثر تقدير.


8/10/2012  العدد 14620

ما هكذا يتم الاحتفال بيوم الوطن


د.محمد عبد العزيز الصالح


من منا لا يحب الوطن، ومن منا لا يحرص على الاحتفال بيوم الوطن، نعم فاليوم الوطني للمملكة هو مناسبة لكل مواطن بأن يعبر عن فرحته وشكره لله سبحانه وتعالى على ما تحقق لوطننا الغالي من منجزات تنموية خلال فترة قياسية عمرها فقط ثمانية عقود من الزمن. اليوم الوطني هو مناسبة لنا كسعوديين بأن ندعو لقادتنا وولاة أمرنا

وان يوفقهم الله بالبطانة الصالحة التي تعينهم على إكمال المسيرة التنموية التي أسسها موحد مملكتنا الغالية عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ.

وأن الاحتفال بيوم الوطن يجب أن يكون من خلال قيام كل مواطن منا، أياً كان عمله أو موقعه ، أن يتذكر كل ما قدمه للوطن خلال العام الماضي، وأن يعقد العزم على مضاعفة الجهد المقدم في سبيل الارتقاء بهذا الوطن.

المؤلم أن البعض منا عند احتفاله بيوم الوطن لا يتردد في الإساءة للوطن، وإن ما يقوم به بعض شباب الوطن من تصرفات شاذة إنما يسيء لنا جميعاً كسعوديين.

فهل يتمثل حب الوطن في تعطيل السير في الطرق الرئيسية ، وهل يتمثل حب الوطن في الاعتداء على المحلات التجارية وسرقة المطاعم ، وهل يتمثل حب الوطن في إشغال واستنفار الجهات الأمنية للدرجة التي يصل فيها عدد الدوريات 850 دورية وعدد الأفراد المكلفين بالآلاف في الرياض وحدها، وهل يتمثل حب الوطن في التهور المروري وارتكاب مخالفات السرعة والتفحيط ، وهل يتمثل حب الوطن في سرقة الإعلام الخضراء التي ترفرف أمام الأجهزة الحكومية، وهل يتمثل حب الوطن في رمي رجال الأمن والدوريات بالحجارة والهروب لداخل الأحياء السكنية، وهل يتمثل حب الوطن في طمس معالم السيارة بالألوان والاستكرات أو التظليل الكامل للزجاج، وهل يتمثل حب الوطن في الاستهتار ولبس الباروكات والملابس الغريبة، وهل يتمثل حب الوطن في مضايقة السيارات التي تقل العائلات والتحرش بركابها.

ختاماً ، كلمة أسوقها لإخواني رجال الأمن ، أن تلك التجاوزات والسلوكيات المشينة المصاحبة ليومنا الوطني والتي يرتكبها ، وللأسف بعض أبناء الوطن، قد يصحبها اندساس لبعض العناصر التي تريد تمرير بعض نواياها الخبيثة المضرة بالوطن ، كما أن تلك التجاوزات قد تتضمن العديد من المخالفات التي تصل أحياناً للجرائم الجنائية، وبالتالي فإن غض الطرف عن أولئك المتجاوزين بحجة الاحتفال بيوم الوطن غير مقبول على الإطلاق ، ولذا فإننا نناشدكم في جميع مناسباتنا الوطنية القادمة أن تضربوا بيد من حديد كل من يستخدم يوم الوطن للإساءة للوطن.
 
 
1/10/2012   العدد 14613