ترجمة

صيدليات تنهش جيوب المواطنين


د.محمد عبد العزيز الصالح

عندما يذهب أحد منا لشراء علاج ما, فإنه يندر أن يجد ذلك العلاج بنفس السعر في صيدليتين مختلفتين حتى وإن كانتا متجاورتين, ولا أبالغ القول إن بعض الصيدليات تقوم ببيع بعض الأدوية بأسعار أعلى بكثير مقارنه بسعر تلك الأدوية في صيدليات أخرى.        
وأمام هذا التفاوت الكبير بين الصيدليات في تسعير الأدوية, يتبادر إلى الذهن عدد من التساؤلات ومنها: لماذا هذا التجاهل من قبل الجهات ذات العلاقة على استمرار مثل تلك التجاوزات؟     
ولماذا لا يتم إلزام كافة الصيدليات بوضع التسعيرة المحددة على كافة الأدوية؟ وكيف يمكن توفير الحماية اللازمة للمستهلكين في حال إغفال الجهات المعنية لمثل تلك التجاوزات؟ وإلى متى سيستمر المستهلكون ضحية لجشع بعض أصحاب الصيدليات الذين لا يترددون في المبالغة في أسعار الأدوية دون رقيب أو حسيب؟    
نعلم أن كافة الأدوية في جميع أسواق دول العالم تكون ملزمة بوضع التسعيرة على كافة السلع المباعة. فلماذا لا يتم تطبيق ذلك على كافة الصيدليات لدنيا دون الاقتصار على البعض منها؟      
لنتفق جميعاً بأن عدم وضع التسعيرة وعدم إبرازها على الأدوية محل الشراء سيكون له أثره المباشر في التلاعب بأسعار تلك الأدوية من قبل أي من العمالة في تلك الصيدلية, ومما لا شك فيه أن المستهلك سيكون هو الضحية الأولى من جراء ذلك, نظراً لكونه سيدفع مبلغاً أكثر مما يجب لقاء شرائه تلك الأدوية, كما أن صاحب الصيدلية سيكون قد يكون هو الضحية الأخرى, وذلك نظراً لتنفير المشترين من العودة مره أخرى لتلك الصيدلية , نظراً لارتفاع تكلفة شراء الأدوية من هذه الصيدلية نتيجة لقيام الصيدلي (عديم الذمة) بالتلاعب ووضع ما يرضي جشعة من تسعيرات مبالغ فيها.        
نعلم بأن هناك توجيهات صريحه من كل من وزارة الصحة و وزارة التجارة بالزام جميع الصيدليات بوضع التسعيرة على كل ما يتم بيعه في الصيدلية من أدوية وغيرها من السلع التي تسوقها الصيدليات, الا أن الحقيقة التي يعلمها الجميع هو أن إما أن لها معاملة خاصة, أو انها عدد من الصيدليات لا تبالي بتوجيهات وزارتي الصحة والتجارة, ويكفي أن أشير إلى أن هناك صيدليات في المملكة. وأكثرها انتشاراً لا تلتزم كثير من فروعها بوضع التسعيرة على الأدوية التي تبيعها, ومن أراد التأكد من ذلك فليذهب إلى أحد فروع تلك الصيدليات القريبة من المسجد الحرام بمكة المكرمة أو إلى العديد من فروعها في مدينة الرياض ليتأكد من ذلك.          
والسؤال المطروح هنا, لمصلحه من يتم غض الطرف عن تلك الصيدليات التي لا تلتزم بتوجيهات وزارتي الصحة والتجارة بوضع التسعيرة على الأدوية التي يتم تسويقها فيها؟      
كلنا رجاء في معالي وزير الصحة ومعالي وزير التجارة بالتحرك العاجل للقضاء على تلك الظاهرة والتي تسيء للوطن وتنهش في جيوب المواطن.

21 / 1 / 2013م  العدد 14725

لماذا تأخرنا في إنشاء المحاكم التجارية؟!


د.محمد عبد العزيز الصالح

على الرغم من الدور المهم الذي يلعبه اقتصاد المملكة في الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من ضخامة القطاع التجاري السعودي مقارنة ببقية دول المنطقة، وعلى الرغم من صدور التوجيهات السامية عام 1428هـ بالموافقة على آلية العمل التنفيذيَّة والموافقة على نظامي القضاء وديوان المظالم، اللتين تقضيان بسلخ الدوائر التجاريَّة بديوان المظالم بقضاتها ومعاونيهم وتحويلها إلى محاكم تجارية، لقد تضمنت التوجيهات السامية تخصيص سبعة مليارات لتطوير مرفق القضاء، ومن ضمن جوانب التطوير إنشاء المحاكم التجاريَّة في مختلف مناطق المملكة.      
أقول على الرغم من كل ذلك، إلا أن المحاكم التجاريَّة لم ترَ النُّور حتَّى يومنا هذا.!!! فما سبب ذلك.؟
من الأَهمِّيّة الإشارة إلى أن عدد كلِّيات وأقسام الشريعة والقانون قد تضاعفت عدّة مرات خلال العشر السنوات الماضية، وذلك مع التوسُّع في إنشاء الجامعات في مختلف المناطق، مما يعني تضاعف أعداد الخرجين المؤهلين الشرعيين والقانونيين للعمل كقضاة في المحاكم التجاريَّة.
ولذا فإننا نطالب مجلس القضاء الأعلى بأن يسارع بإنشاء محكمه تجاريَّة في كلِّ منطقة من مناطق المملكة، بحيث يتم تعيين القضاة فيها من حملة المؤهلات الشرعيَّة أو القانونية، خاصه إذا ما علمنا بأن المادَّة الحادية والثلاثين من الفصل الأول من الباب الرابع من نظام القضاء قد نصت على أن يتولى القضاء من هو حاصل على شهادة كلية الشريعة بالمملكة أو شهادة أخرى معادلة لها، مما يعني مناسبة تعيين خريجي أقسام الأنظمة والقانون كقضاة في المحاكم التجاريَّة، وذلك بعد حصولهم على دبلوم عالٍ بعد البكالوريوس في الجوانب القضائيَّة والقانونية والتجاريَّة والاقتصاديَّة.   
ولذا فإنني أرى أنّه من الأَهمِّيّة التنسيق الكامل بين كل من الجهات القضائيَّة من جهة ممثلة بمجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل من جهة وبين وزارة التَّعليم العالي والجامعات من جهة أخرى.
بهدف تصميم المناهج والخطط الدراسية الشرعيَّة والقانونية والكفيلة بتخريج قضاة ومحامين تجاريين قادرين على النُّهوض بالمحاكم التجاريَّة. مع التأكَّد على قصر الترافع أمام المحاكم التجاريَّة على المحامين المرخص لهم من قبل وزارة العدل.  
ختامًا، إن من أهم عوامل جذب الاستثمارات الأجنبية للمملكة وجود محاكم تجاريَّة متمكنة من البتِّ في كافة المنازعات التجاريَّة والاستثماريَّة بأسرع وقت، من أجل ذلك، فإننا نرجو من معالي الدكتور محمد العيسى رئيس مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل، الذي تمكن من إحداث نقلات نوعية في مرفق القضاء خلال فترة وجيزة، بأن يصدر توجيهاته لكافة المعنيين بالمسارعة في إنشاء المحاكم التجاريَّة.

14 / 1 / 2013م العدد 14718

ميزانية الخير أعلنها ملك الخير



د.محمد عبد العزيز الصالح

ابتهج الشعب السعودي بالإعلان عن الميزانية العامة للدولة، وعم الفرح أرجاء الوطن بقرارات الخير التي أعلنت ضمن تفصيلات الميزانية الجديدة للدولة، والتي تواصل من خلالها حكومتنا الرشيدة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية وتعميق التنمية المتوازنة في البلاد، وتنويع الاقتصاد والصرف على المشاريع التنموية التي تلبي حاجات المواطنين.
إن بوادر ميزانية هذا العام تبشر بالخير في بلد الخير في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث وجد المواطن فيها ضالته من المشاريع الخدمية التي يحتاج إليها، سواء الصحية أو في مجال الشؤون الاجتماعية أو التوظيف أو خدمة المجتمع، وفي مرحلة من أهم المراحل في بناء الإنسان، وهي مرحلة القضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل لأبناء وفتيات الوطن، الأمر الذي من شأنه دفع وتيرة التنمية الاقتصادية والحفاظ على مقدراته.         
ومما لا شك فيه أن الأرقام الكبيرة التي تضمنتها الميزانية هي بشائر خير معززة لمسيرة النماء المباركة التي تعيشها بلادنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، في شتى المجالات وبخاصة في مجال التعليم العالي.
إن القراءة المتأنية لبنود الميزانية تؤكد على أن التعليم بشكل عام يمثل أولوية مطلقة لخادم الحرمين الشريفين، حيث حظي قطاع التعليم بتخصيص مبلغ (204) مليارات ريال وهو ما يعادل نسبة (25%) زيادة عن المقدر بالعام السابق للصرف على التعليم بشكل عام.
وفي مجال التعليم العالي تحديداً يتضح توسع البنود المالية المخصصة لهذا القطاع في كافة أبوابه حيث بلغ ما تم تخصيصه للجامعات أكثر من خمسين مليار ريال، نعم لقد حظيت كل جامعة من الجامعات السعودية بميزانية ضخمة قادرة أن تستكمل بناها التحتية وكافة احتياجاتها وتغطية مصروفات العديد من الكليات والأقسام العلمية التي وافق مجلس التعليم العالي على إنشائها فيها خلال العام المالي الماضي، علاوة على الدعم السخي المخصص لمشاريع وبرامج الوزارة، وهو ما سيعين على تحقيق مخرجات إيجابية تعود بالنفع على الوطن المواطنين.
إن مما لا شك فيه أن ما تم تخصيصه من مبالغ مالية ضخمة في هذه الميزانية لهذا القطاع لم يأتِ من فراغ، فقد حقق هذا القطاع الكثير من الإنجازات وذلك بدعم مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مجلس التعليم العالي، وولي عهده الأمين، لقد جاءت تلك الأموال الضخمة لتسهم في زيادة القدرة الاستيعابية للجامعات والكليات المتخصصة، إضافة إلى إكمال بناء مشاريع البنية التحتية للجامعات الأربع الجديدة التي وافق مجلس التعليم العالي مؤخراً على إنشائها وهي: جامعة الدمام، وجامعة المجمعة، وجامعة الخرج، وجامعة شقراء.

كما جاءت الموازنة العامة لهذا العام كسابقاتها من الميزانيات، داعمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي سبق أن وافق عليه مجلس التعليم العالي، حيث سيتم تخصيص ما جاء من دعم مالي في الميزانية لطرح برامج ابتعاث جديدة في تخصصات حيوية يحتاجها سوق العمل كالتخصصات الصحية والهندسية وغيرها من العلوم التطبيقية. كما أن المبالغ المخصصة لهذا القطاع سوف تسهم في اكتمال إنشاء المدن والمستشفيات الجامعية في عدد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة. إضافة إلى ذلك فقد جاءت هذه الموازنة داعمة لأعضاء هيئةالتدريس بالجامعات حيث تم اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ مساكن لهم بالجامعات، هذا بالإضافة إلى استمرار تقديم البدلات المالية الإضافية لهم بواقع ( 25%) بدل تعليم، و(40%) بدل ندرة، و(40%) بدل يصرف لأعضاء هيئة التدريس العاملين في الجامعات والكليات الناشئة، إضافة إلى عدد من البدلات المالية المقدمة لأعضاء هيئة التدريس عن إنتاجهم البحثي وتميزهم العلمي. وما من شك أن هذا الدعم من قبل الدولة لأعضاء هيئة التدريس سوف يسهم في تحقيق نقلة نوعية في العملية التعليمية والبحثية في مؤسسات التعليم الجامعي.
إضافة لذلك، فقد جاءت الموازنة العامة للدولة داعمة لمشاركة القطاع الخاص للمشاركة في قطاع التعليم العالي حيث يتضح ذلك من خلال ما يخصص لهذا القطاع من مبالغ تقدم على هيئة قروض حسنة للمستثمرين الراغبين في افتتاح كليات جديدة وذلك بدعمهم بما نسبته (50%) من تكلفة إنشاء المشروع، بمبالغ تصل إلى (خمسين) مليون ريال.
كما أن تخصيص منح داخلية تصل إلى (50 %) من طلبة وطالبات الكليات والجامعات الأهلية إنما يمثل قناة أخرى من قنوات الدعم الذي يحظى به هذا القطاع من قبل الدولة، حيث يتوقع أن يتم إلحاق أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات بهذا البرنامج، مما أسهم في التوسع في إنشاء (9) جامعات أهلية، وكذلك أكثر من (30) كلية أهلية، إضافة لعدد كبير من طلبات إنشاء الكليات الأهلية والتي هي في طور الترخيص النهائي بوزارة التعليم العالي.      
ختاماً، يبقى لأهل التعليم ومنسوبي المؤسسات التعليمية كافة كلمة شكر وعرفان لقيادة هذا البلد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين لما يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة من دعم ملحوظ، ومما لا شك فيه أن هذا الدعم اللامحدود الذي خصصته الدولة لقطاع التعليم العالي يلقي مزيداً من المسؤولية على كافة منسوبي هذا القطاع من أجل مواصلة النجاحات والإنجازات الملحوظة التي تم تحقيقها لهذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية
.

 
         7 / 1 / 2013م   العدد  14711