ترجمة

فوضى الليموزين والحاجة إلى تنظيمه

د.محمد عبد العزيز الصالح
 
نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 10 شوال 1433هـ تحقيقاً أوضح ارتفاع أسعار التنقل بسيارات الأجرة العامة بما نسبته 25%، حيث أوضح أحد المسؤولين في إحدى شركات الليموزين إلى أن سبب هذا الارتفاع يعود إلى قيام شركات الأجرة العامة برفع المبلغ اليومي الذي تتقاضاه تلك الشركات بشكل يومي من كل سائق ليموزين من 120 ريالاً إلى 180 ريالاً، وقد دفعت تلك الزيادة سائقي الليموزين

على رفع التسعيرة على مستخدمي سيارات الليموزين في تنقلاتهم إضافة إلى ذلك، فقد درج الكثير من سائقي الليموزين مؤخراً إلى البحث عن أحد العمالة غير النظامية لكي يشاركه في قيادة سيارة الليموزين على الرغم من أن هذا الشخص ليس على كفالة شركة الليموزين، مما ينذر بمخاطر أمنية غير محمودة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، نشرت عدد من الصحف بأن وزارة النقل سوف تبدأ في السادس من شهر ذي الحجة القادم بتطبيق اللائحة المنظمة لممارسة نشاط الأجرة العامة في مدن المملكة.

وأنا أقرأ تلك الأخبار، تساءلت عن السبب الذي جعل وزارة النقل تغط في نوم عميق وتهمل تنظيم نشاط الأجرة العامة طوال السنوات الماضية. فعلى الرغم من الفوضى العارمة التي تسببها سيارات الأجرة العامة طوال الفترة الماضية، وعلى الرغم من الهدر الاقتصادي، وانتشار مختلف أنواع المخالفات الأمنية التي تصدر عن سائقي سيارات الأجرة العامة، مما أساء لنا كسعوديين، إلا أن الوزارة ظلت متجاهلة تنظيم هذا النشاط.

والسؤال الذي نود أن نطرحه على الإخوة في وزارة النقل هو أنه وقبل أكثر من أربع عشرة سنة توجهت الوزارة لطرح مشروع لائحة شاملة لنشاط الأجرة العامة، وتم التنسيق مع كافة الأجهزة ذات العلاقة حيالها مثل وزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور، وكذلك مع أصحاب شركات الأجرة العامة، وعلى الرغم من تميز ذلك المشروع اللائحي، حيث جاء منظما لكافة الجوانب المتعلقة بالأجرة العامة سواء ما يتعلق منها بالسائق أو بالسيارة أو بصاحب المؤسسة، إلا أن ذلك المشروع لم ير النور، فما السر في طمس معالمه طوال هذه السنوات على الرغم من الإيجابيات المتعددة التي كانت ستتحقق فيما لو تم تطبيق تلك اللائحة، وأتذكر بأن معالي الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات في ذلك الوقت قد شرفني بالمراجعة القانونية لهذه اللائحة في تلك الفترة حيث كنت أعمل مستشاراً قانونياً لمعاليه. وأتذكر بأن مشروع اللائحة جاء متضمناً تنظيماً رائعاً لكافة الجوانب المتعلقة بنشاط الأجرة العامة، كما جاء متضمناً للكثير من العقوبات القاسية في حال وجود أي مخالفة تتعلق بهذا النشاط سواء من قبل سائق الليموزين أو من قبل صاحب المؤسسة.

والسؤال المطروح هنا للأخوة في وزارة النقل، هل سيتم البدء الفعلي في تطبيق اللائحة الجديدة للأجرة العامة خلال شهر ذي الحجة كما أكدوا على ذلك، أم أننا سنحتاج إلى أربعة عشر عاماً أخرى لكي ترى اللائحة النور.
 
 
17/9/2012         العدد14599

الدكتور الربيعة سيقضي على جرائم الشيكات بدون رصيد

 د.محمد عبد العزيز الصالح
 
أكد الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة مؤخراً أن عقوبة محرر الشيك بدون رصيد هي السجن، وذلك بعد تقديم خطاب اعتراض وإبلاغ للشرطة من الطرف الآخر المستلم للشيك، موضحاً معاليه بأن هذه العقوبة ستطبق أيضاً على الشيكات المحررة قديماً، وأنا أقرأ هذا التصريح للدكتور الربيعة أيقنت بأن معاليه قد جاء ليحرك الجمود والمياه الراكدة التي ابتليت بها وزارة التجارة والصناعة لسنوات طويلة، وأيقنت أيضاً بأن وزارة التجارة والصناعة قد حظيت بوزير يضع مصلحة المواطنين قبل مصلحة التجار.

وقبل يومين وصلتني الرسالة التالية من موقع سبق: (تمكنت الجهات المختصة بالرياض من القبض على رجل أعمال سعودي معروف لإدانته في قضية نصب واحتيال تمثلت في تحرير شيك بدون رصيد بقيمة 47 مليون ريال، وذلك أثناء خروجه من قصره بأحد أحياء العاصمة الراقية، وبعد (4) تعاميم قبض لم تثمر عن الإطاحة به خلال الأشهر الماضية).

لا أخفيكم أعزائي القراء وأنا أقرأ هذه الرسالة، تمنيت لو أن اسم رجل الأعمال قد كُتب وعرفناه جميعاً، وهذا ليس من باب (الشفاحة) وإنما لأن أمثال هذا التاجر يجب أن يشهر به وأن يعرف الجميع حقيقته، وأن أمثال هذا التاجر قد أساء لسمعتنا كسعوديين طوال السنوات الماضية.

وأنا أقرأ تصريح الدكتور الربيعة وكذلك خبر القبض على رجل الأعمال، أيقنت بأن معالي الدكتور توفيق قد توصل لعلاج المشكلة الأزلية التي طالما عانت منها وزارة التجارة، ألا وهي عدم التحرك الفاعل لتنفيذ وتطبيق العقوبات الرادعة التي تتضمنها أنظمتنا التجارية، نعم فجميع الأنظمة مثل نظام الأوراق التجارية ونظام الغش التجاري وغيره من الأنظمة التجارية التي تقع تحت مظلة وزارة التجارة مليئة بالعقوبات الرادعة كالسجن والغرامات والتشهير، وعلى الرغم من ذلك فقد تفشت مختلف أنواع المخالفات والجرائم التجارية والتي أساءت لمملكتنا الغالية ولنا كسعوديين بسبب فشل وزارة التجارة في التنسيق مع الجهات الأخرى في تطبيق وتنفيذ تلك العقوبات.

إلا أنه ومع تعيين معالي الدكتور توفيق وزيراً للتجارة والصناعة، وضع معاليه ضمن أولوياته تطبيق العقوبات الرادعة والتي تضمنتها الأنظمة التجارية، حيث ظلت ولسنوات طويلة حبيسة الأدراج دون تطبيق أو تنفيذ، مما ساعد على تفشي مختلف أنواع المخالفات والجرائم التجارية، والتي يأتي في مقدمتها جريمة تحرير الشيك بدون رصيد.

ونتيجة للسياسات الحازمة في التصدي لتلك الجرائم التجارية والتي فرضها معالي الدكتور الربيعة، حرصاً من معاليه على عدم الإضرار بالاقتصاد السعودي، نجد بأن عدد قضايا الشيكات بدون رصيد (وفق ما صرح به معاليه) قد انخفضت في مدينة الرياض خلال عام واحد فقط، من (2603) قضايا لتصل إلى (1122) قضية، كما هبط إجمالي قيمة الشيكات المرتجعة في نهاية الربع الثالث من العام 2011 بنسبة 80% مقارنة بنفس الفترة من العام الذي قبله، حيث بلغت نحو 594 مليون ريال مقارنة بنحو 2961 مليون ريال، ولم يكتف معالي الدكتور الربيعة بالتنسيق مع الجهات المختصة لتطبيق عقوبتي السجن والغرامة فحسب، وإنما أكد معاليه عزم وزارة التجارة على التشهير بمصدري الشيكات بدون رصيد، وذلك إيماناً من معاليه بأهمية عقوبة التشهير في التصدي لمثل تلك الجرائم الاقتصادية والمالية.

ختاماً، وقفة إعجاب وتقدير لمعالي الدكتور توفيق الربيعة على ما تحقق من إنجازات في هذا الخصوص خلال فترة قياسية، وكذلك كلمة شكر لشركة (سمة) ورئيسها النشط الأستاذ نبيل المبارك على ما يبذل من جهد في التصدي لجريمة الشيكات بدون رصيد.

وختاماً، كلمة نداء إلى الإخوة بوزارة الداخلية بأن يكونوا خير داعمين لوزارة التجارة في التصدي للمتلاعبين بحقوق الآخرين وقبل ذلك بسمعة الوطن من خلال جرائم الشيكات بدون رصيد.
 
 
10/9/2012    العدد 14592

خط البلدة غير صالح للاستخدام الأدمي

د.محمد عبد العزيز الصالح
 
لا يختلف اثنان على أن مختلف وسائل النقل العام في المملكة تعتبر هي الأسوأ مقارنة بغالبية دول العالم، ولا يختلف اثنان على أن هذا السوء في وسائل النقل العام لدينا قد أسهم في تأخير عجله التنمية السعودية، ولا يختلف اثنان في تزايد معاناة القطاع الخاص وتضخم خسائرنا الاقتصادية بسبب بدائية مختلف وسائل النقل العام لدينا.

فالنقل الجوي الداخلي أثبت فشله الذريع في تأمين احتياجات المواطن في التنقل بين مناطق المملكة المتباعدة، أما بالنسبة للنقل الجوي الدولي، فقد كبدتنا خطوطنا السعودية خسائر اقتصادية فادحة بسبب تفضيل المواطنين والمقيمين والزوار لكافة الشركات الجوية الناقلة الأخرى عليها، حيث لا زالت مؤسسة الخطوط السعودية بعيدة كل البعد عن أبسط مبادئ الخصخصة، ناهيك عن عدم قدرتها على منافسة شركات الطيران الأخرى في تقديم ما يحتاجه المسافر من خدمات، مما أفقدنا حصة كبيرة في سوق النقل الجوي الدولي.

أما النقل بالقطارات، فعلى الرغم من اتساع الرقعة الجغرافية للوطن حيث تبلغ مساحة المملكة مليونين وربع المليون من الكيلو مترات أي أكثر من ضعف مساحة بريطانيا بأكملها مرتين وأكثر، وعلى الرغم من تسارع وتيرة التنمية السعودية في كافه جوانبها، وعلى الرغم من ثبوت الجدوى المالية والاقتصادية للتوسع في شبكة السكك الحديدية بين مناطق المملكة، والتي أثبتتها دراسات البنك الدولي قبل خمسة عشر عاماً (بتكليف من وزارة المواصلات)، إلا أننا لازلنا عاجزين عن تجاوز حدود خط الرياض - الدمام بكل ما يحمله من رداءة وتواضع في الخدمات المقدمة لركاب هذا القطار.

أما ما يتعلق بالنقل بالباصات داخل المدن، فعلى الرغم من اكتظاظ العديد من مدن المملكة بالسكان، إلا أن وزارة النقل لازالت عاجزة عن تقديم شيء غير اوتوبيسات (خط البلدة) على الرغم من عدم صلاحيتها للاستخدام الأدمي، وعلى الرغم من إساءة اوتوبيسات خط البلدة للوجه الجميل للعديد من مدن المملكة، ولسنوات طويلة، إلا أن وزاره النقل لا يعنيها الأمر مطلقاً.

أما بالنسبة لسيارات الأجرة العامة، فعلى الرغم من أن معالي وزير النقل (المواصلات سابقاً) الدكتور/ ناصر السلوم قد أصدر بتاريخ 5-8-1417هـ، اللائحة المنظمة لممارسة نشاط الأجرة العامة، حيث كانت تلك اللائحة (لو تم تنفيذها) كفيلة بالارتقاء بنشاط الأجرة العامة، أقول على الرغم من كل ذلك، إلا أن سيارات الأجرة العامة لا زالت وبما تحمله من تجاوزات سائقي الأجرة العامة، تسيء للوجه الحضاري للمملكة.

السؤال المطروح: إلى متى ستستمر وسائل النقل العامة عاجزة عن مواكبة النقلات التنموية والحضارية التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات؟.
 
3/9/2012                   العدد 14585