د. محمد بن عبد العزيز الصالح
نشرت صحيفة الرياض في عددها الصادر يوم 15-12-1426هـ خبراً يشير إلى أن اللجنة الوطنية لشؤون الحج والعمرة قد ضبطت سبعين شركة ومؤسسة وهمية غير مرخصة، كما تم القبض على أربعين وافداً من جنسيات مختلفة من سماسرة الحج استهدفوا جمع أموال المواطنين والمقيمين والهروب بها في موسم حج هذا العام.
وأنا أقرأ هذا الخبر تبادر إلى ذهني جملة من التساؤلات منها:
إلى متى سيستمر البعض ممن هم في موقع المسؤولية بمحاباة أصحاب تلك المؤسسات والشركات الوهمية وبالتالي تغليب المجاملات والعلاقات الشخصية على المصلحة العامة للوطن والمواطنين؟ ثم لماذا نجد الكثير من المؤسسات والأفراد والشركات لا يترددون في مخالفة الكثير من الأنظمة واللوائح والقرارات؟ وإلى متى ستستمر العقوبات التي تطبقها مختلف الأجهزة الحكومية ومنها وزارة الحج على المخالفين غير رادعة؟ وإلى متى سنظل نقرأ كل عام عن تواجد أمثال تلك المؤسسات والشركات المتجاوزة والمتمردة التي لا يعاني منها سوى حجاج بيت الله؟ ثم إلى متى ستستمر وزارة الحج في موقفها السلبي تجاه تلك الممارسات؟
وإزاء استمرار مثل تلك الممارسات غير المقبولة وانتشار العديد من المؤسسات والشركات الوهمية التي يتضرر منها ضيوف بيت الله سنوياً، فإن عتبنا على وزارة الحج كبير فكيف تقبل الوزارة أن تتكرر معاناة حجاج بيت الله سنوياً من جشع ولا مبالاة من قبل أصحاب تلك الحملات الوهمية دون أن يكون هناك عقوبات كفيلة بردعهم عن تكرار مثل تلك المخالفات.
ثم إنني أتساءل عن الدافع الذي يجعل أصحاب تلك الحملات الوهمية للحج يحترمون أنظمة وقرارات وتعليمات وزارة الحج طالما أن تلك الأنظمة لا تتضمن العقوبات الكفيلة بردعهم، نعم فالعقوبات المقررة لا تتضمن عقوبة التشهير، كما أن العقوبات المالية ضئيلة حيث لا تتجاوز جزءاً بسيطاً مما يحققه أصحاب تلك الحملات الوهمية من أرباح طائلة بغير وجه حق، ناهيك عن عدم وجود العقوبات الرادعة الأخرى.
معالي وزير الحج، الجهود الملموسة التي تبذلها كافة أجهزة الدولة لراحة حجاج بيت الله ملحوظة أمام العيان مما انعكس إيجاباً على إجماع الرأي بنجاح الدولة في خدمة الحج والحجيج، وإن كان لنا عند معاليكم رجاء فهو أن تحظى مثل تلك المخالفات التي تسيء لضيوف بيت الله من جهة، كما أنها تمس الجهود التي تقدمها الدولة من جهة أخرى، أن تحظى باهتمام معاليكم وأن تصدروا توجيهاتكم بسن وتطبيق العقوبات القاسية والرادعة عاجلاً على أصحاب تلك المؤسسات والشركات المتجاوزة وفي هذا الخصوص، فإنني أوضح لمعاليكم أن سلسلة العقوبات التي تضمنها مقال الأخ عبد الرحمن آل الشيخ في مقاله المميز والمعنون ب(حملات الوهم من عقوبات الوهم) الذي نشر في صحيفة الرياض بتاريخ 20-12-1426ه إنما تمثل عقوبات مناسبة وكفيلة بالقضاء على مثل تلك الممارسات والمخالفات فنرجو من معاليكم توجيه من ترون بدراسة تلك العقوبات المقترحة والعمل على تطبيقها.
28 / 1 / 2006م عدد 12175