ترجمة

جمعية حماية المستهلك: ما أطولك ياليل


د. محمد عبد العزيز الصالح

بعد معاناتنا الطويلة السابقة مع إدارة حماية المستهلك بوزارة التجارة، والتي شهدت أسواقنا فيها مختلف أنواع الغش التجاري، ومختلف التجاوزات من بعض التجار والتي عانى المستهلكون منها كثيراً، تفاءلنا بصدور قرار مجلس الوزراء قبل أربع سنوات (2007م) بإنشاء جمعية حماية المستهلك ، وكنا نظن أنه مع ولادة تلك الجمعية، ستكتب نهاية معاناة المستهلكين من تجاوزات البعض من التجار، إلا أننا صُدمنا بسبب استمرار تفشي مختلف جرائم ومخالفات الغش التجاري، ومن ثم استمرار معاناة المستهلكين من جراء ذلك طوال الأربع سنوات الماضية دون تحرك ملموس من الجمعية للحد من ذلك.   
ولا أُخفيكم أعزائي القراء أنني قد أُصبت بخيبة أمل بعد سماعي لما قاله مدير إدارة العلاقات العامة بالجمعية خلال استضافته من قبل أحد الصوالين الثقافية بمدينة الرياض خلال الأسبوع الماضي عندما قال : (إن الجمعية تحمل إرثا بسبب إدارة حماية المستهلك في وزارة التجارة)، وقوله : (إن الجمعية حديثة النشأة وتعاني من قلة مواردها البشرية مقارنة بكبر حجم مساحة المملكة وكثرة أعداد المحلات والأسواق مشيراً إلى أن الجمعية تحتاج إلى جيش من الموظفين والمتعاونين)، وقوله: (إن وزارة التجارة أسقطت مسمى إدارة حماية المستهلك وغيرتها لتصبح وكالة شؤون المستهلك مشيراً بأن الوزارة قد تخلت من موضوع حماية المستهلك وألصقته بالجمعية).
ولتسمحوا لي أعزائي القراء أن أُعلق على بعض ما قاله مدير إدارة العلاقات العامة بالجمعية، فعندما يتضجر من أن الجمعية تحمل إرثاً سلبياً ثقيلاً ورثته من إدارة حماية المستهلك بوزارة التجارة، ففي ظني أنه لم يأت بجديد، فالجميع يعلم بالفشل الذريع الذي كانت عليه إدارة حماية المستهلك، والجميع يعلم أنه بسبب ذلك الفشل، طالب الجميع بإنشاء الجمعية، ولكن الطامة أنه وبدلاً من أن تقطع الجمعية شوطاً في توفير الحماية للمستهلكين، نجد أن القائمين عليها وبعد أكثر من أربع سنوات على إنشائها يحملون الفشل الذريع للجمعية إلى كونها حملت إرثا سلبيا من إدارة حماية المستهلك بوزارة التجارة !!!!
وعندما يقول سعادته بأن الجمعية حديثة نشأة، ففي ظني أنه جانب الحقيقة، حيث مضي على نشأت الجمعية أكثر من أربع سنوات (2007م)، وبكل المعايير فإن هذه المدة لا تعتبر قصيرة خاصة ونحن نتحدث عن جمعية مستقلة لها مطلق المرونة ولا تخضع لأي أنظمة أو لوائح بيروقراطية قد تعيق انطلاقها.
وعندما يذكر سعادته بأن الموارد البشرية للجمعية محدودة قياساً بكبر حجم مساحة المملكة، وبأن الجمعية تحتاج إلى جيش من الموظفين والمتعاونين، عندها أيقنت بأن الجمعية سيكون ليلها طويل وأنها ستكون امتداد لفشل إدارة حماية المستهلك السابقة، فهل يعقل بعد أربع سنوات من إنشاء الجمعية، أن يأتينا مسؤوليها بمثل هذا الكلام. هل يعتقد سعادته بأن الدولة ستوفر له الأعداد الكافية من الموظفين والجمعية ليست حكومية، وهل يعتقد سعادته بأن حماية المستهلكين في مختلف مناطق المملكة يمكن أن تتحقق بفزعة متعاونين.   
ثم هل يعقل أن القائمين على الجمعية وبعد أربع سنوات من إنشائها ليس لديهم تصور واضح عن توفير العدد الكافي من المراقبين على التجاوزات التجارية والسلع المغشوشة، وليعلم الأخوة في مجلس إدارة الجمعية أن يدركوا بأن غالبية أفراد المجتمع لديهم الرغبة في العمل في الجمعية كمراقبين ومفتشين عن السلع المغشوشة والتجاوزات التجارية، وكل ما يحتاجه الأمر أن تعمل الجمعية على استصدار عقوبات مالية رادعة بحق أي تجاوزات أو غش تجاري، وان يعلن للجميع وعبر مختلف وسائل الإعلان بأن كل مواطن أو مقيم سيمنح له مكافأة مالية بنسبة لا تقل عن 25 أو 30% من أي عقوبة مالية يتم تطبيقها بحق أي تاجر متجاوز أو مرتكب لمخالفة الغش التجاري، صدقوني عندها سيتم القضاء على مختلف أشكال الغش التجاري.


        الجزيرة 30/5/2011م      العدد 14123

تدريس الإنجليزية في المرحلة الابتدائية بين الترف والضرورة



د. محمد عبد العزيز الصالح

وافق مجلس الوزراء الموقر مؤخراً على ما رفعته وزارة التربية والتعليم بأن يبدأ تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية بدءاً من الصف الرابع وذلك ابتداءً من الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي القادم (1432 - 1433هـ), وبكل صراحة أعزائي القراء, لن أُضيع وقتكم ووقتي في مناقشة مدى إيجابية أو سلبية تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية, حيث أجزم بأننا نعيش في مرحلة زمنية توجب علينا ليس إقرار تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية فحسب وإنما الاستعجال في هذا القرار, ومن ينادي بغير ذلك, فهو يغرد خارج السرب, ولا يدرك بأن هناك عشرات الآلاف من الشباب والفتيات الذين حرموا من الحصول على فرصة عمل بسبب محدودية التأهيل والمهارات المطلوبة والتي يأتي في طليعتها مهارة إتقان اللغة الإنجليزية.        
وإزاء هذا القرار الهام لمجلس الوزراء والذي سيكون له انعكاساته الإيجابية على خريجي المؤسسات التعليمية وذلك وصولاً لإزالة الفجوة بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل, وأود أن ابدي بعض المرئيات حيال هذا القرار:        
- قبل تسع سنوات تقريباً, صدر قرار لمجلس الوزراء يقضي بأن يتم تدريس اللغة الإنجليزية على طلبة الصف السادس فقط, وعلى أن تقوم الوزارة بالرفع إلى مجلس الوزراء للنظر في تدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة مبكرة (قبل الصف السادس) حين تتوفر للوزارة الاستعدادات الضرورية لذلك.  
وفي الوقت الذي كنا نعتقد فيه بأن الوزارة ستقوم بإقرار تدريس اللغة الإنجليزية على مستوى جديد بشكل سنوي أو على الأكثر كل عامين مما يعني أن تدريس اللغة الإنجليزية حالياً سيكون مقراً على جميع مستويات المرحلة الابتدائية (من المستوى الأول وحتى السادس), إلا أننا لا نعلم ما الذي جعل الوزارة تتناسى الأمر تماماً ولمدة تسع سنوات (علماً بأن توجه الوزارة عندما رفعت الأمر قبل (9) سنوات كان يقضي بتدريس اللغة الإنجليزية على المستوى الرابع والخامس والسادس دفعة وحدة).
وحيث يقول المثل (أن تحل المشكلة متأخراً خير من أن لا تحلها), فإنني أرجو من الإخوة في وزارة التربية والتعليم أن يبدؤوا العمل من الآن من أجل إقرار اللغة الإنجليزية على صف جديد كل عام, وأقترح أن يتم البدء من السنة الأولى الابتدائية, مما يعني أن تدريس اللغة الإنجليزية سيكون في كافة سنوات المرحلة الابتدائية خلال أربع أو خمس على أكثر تقدير, وذلك على غرار ما هو مطبق في المدارس الأهلية.      

- تضمن قراري مجلس الوزراء الحالي والسابق بأن تحرص وزارة التربية والتعليم بأن يكون مدرس اللغة الإنجليزية من المؤهلين المتمكنين من اللغة الإنجليزية, والتأكد من ذلك من خلال لجان من المتخصصين, والسؤال هنا هل تم التأكد من أن المعلمين الذين سبق أن تم تعيينهم لتدريس المستوى السادس من المؤهلين فعلاً, وهل ستبدأ وزارة التربية والتعليم من الآن البحث عن المؤهل فعلاً لتدريس اللغة الإنجليزية في بقية المستويات الابتدائية.  
هل بدأت الوزارة بالتنسيق مع الجامعات لوضع المنهج المطلوب في أقسام اللغة الإنجليزية والذي سيضمن تخريج مؤهلين بالفعل لتدريس اللغة الإنجليزية, وهل بدأت الوزارة بتشكيل فرق عمل متمكنة من استقطاب المتميز فعلاً من الدول الأخرى لتدريس اللغة الإنجليزية؟ أتمنى ذلك.        
- بدأت غالبية الجامعات بإقرار ما يمسى بالسنة التحضيرية والتي يتضمن منهجيتها جرعات مكثفة من اللغة الإنجليزية, كما تتوجه العديد من الجامعات إلى تكثيف اللغة الإنجليزية في غالبية خططها الدراسية, ويلاحظ بأن الكثير من طلبة الجامعات يواجهون مصاعب كبيرة من ذلك, ويعود السبب في ذلك لضعف ومحدودية اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم العام, فأرجو من الإخوة في وزارة التعليم العالي أخد ذلك في الا
عتبار.

 

الجزيرة  23 /5/2011م   العدد 14116

جامعة نورة إضافة نوعية للتنمية السعودية



د. محمد عبد العزيز الصالح

يشهد التعليم في المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - المزيد من المنجزات والقفزات العملاقة على امتداد الوطن اقتناعاً من قيادة هذا البلد بأن التعليم يُعَدّ ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم، ومواكبة التطورات العلمية والتنفيذية في العالم.        
لذلك نجد أن الدولة - وفَّقها الله - اهتمت اهتماماً كبيراً بتطور التعليم وانتشاره في جميع محافظات ومدن المملكة، كما أتاحت فرصة التعليم سواء على مستوى التعليم العام أو الجامعي لجميع فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً.
ولكون حديثي في هذا السياق يخص التعليم الجامعي للفتاة السعودية من خلال جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فإن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بهذا الجانب واضح للعيان، وذلك من خلال تطوير تعليم المرأة في المملكة؛ حيث يلاحَظ أن تعليم المرأة قفز قفزات هائلة؛ فهو بدأ كتعليم جامعي خاص بالمرأة بإنشاء كلية التربية للبنات عام 1390هـ، إلى أن صدرت الموافقة السامية عام 1425هـ بضم كليات البنات وكليات المعلمين لوزارة التعليم العالي تمهيداً لإلحاق هذه الكليات بالجامعات، وتلا ذلك - وبالتحديد عام 1427هـ - صدور الموافقة السامية على إنشاء «جامعة البنات بالرياض»، ثم صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتغيير اسم الجامعة ليصبح «جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن»، كما أن دعم الدولة للتعليم الجامعي للمرأة لم يقتصر على إنشاء الكليات وتطويرها بإعادة هيكلتها، بل تعداه لإنشاء المدينة الجامعة الخاصة بالجامعة؛ لتكون أعظم إنجاز تحظى به الفتاة السعودية تعزيزاً لدورها ومشاركتها الإيجابية في التمنية وخدمة المجتمع في ظل القيم الإسلامية السمحة؛ حيث تفضَّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في شهر شوال من عام 1429هـ برعاية حفل وضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لإنشاء أكبر مدينة جامعية للبنات على أرض مساحتها 8 ملايين متر مربع، ولإقامة مبان تبلغ مساحتها قرابة 3 ملايين متر مربع.   
كما أن الجامعة تطوَّرت تطوراً هائلاً خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث أصبحت تضم 13 كلية، منها 11 كلية جديدة تضم تخصصات لم تكن متوافرة من قبل، يدرس بها أكثر من 23.000 طالبة، وكذلك في مجال الابتعاث؛ حيث توسعت الجامعة منذ إنشائها في تعيين المعيدات والمحاضِرات في التخصصات الموجودة في الجامعة، وأتاحت لعدد لا بأس به منهن للابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا لمواصلة دراستهن العليا والحصول على الماجستير والدكتوراه.
أما من ناحية تطوير أعضاء هيئة التدريس بالجامعة فقد اهتمت الجامعة بهذا الجانب اهتماماً كبيراً؛ حيث أتاحت لعضوات هيئة التدريس بالجامعة المشاركة في العديد من المؤتمرات، سواء داخل المملكة أو خارجها.  
وفي مجال خدمة المجتمع أدركت الجامعة أن رسالتها تتحقق حينما تحقق أهداف خطط التنمية في المملكة، تلك الخطط التي تستند إلى القوى البشرية؛ لذلك نلاحظ أن الجامعة أعطت خدمة المجتمع أهمية كبيرة، ولم تصبح هذه المهمة جزءاً من وظائف الجامعة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافها بل صارت هدفاً وغاية تحاول الجامعة تسخير جميع إمكاناتها لخدمة هذا الجانب، بل إن المتتبع لأخبار الجامعة ونشاطها يلاحظ بوضوح أن الجامعة تحاول الاستفادة من إمكاناتها التدريسية، والبحثية، ومعاملها، ومراكز بحثها لبناء مجتمع فاعل، ولعل خير شاهد على اهتمام الجامعة بهذا الجانب إنشاء وكالة خاصة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقد أثمرت هذه الجهود تنفيذ العديد من البرامج، وعقد الاتفاقيات مع مؤسسات المجتمع المدني.
كذلك خطت الجامعة خطوات واسعة في مجال الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين استجابة للرغبة الملحة في عقد برامج توأمة وشراكة حقيقية مع الجامعات المميزة عالمياً لمواصلة تطوير التعليم العالي في المملكة ونقل الخبرات والبرامج المميزة إليها؛ حيث قامت بتوقيع العديد من مذكرات التعاون بينها وبين بعض الجامعات العالمية في كوريا وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة؛ وذلك بهدف تبادل الخبرات، والزيارات المتبادلة في مجال الطالبات وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى التعاون العلمي بين الطرفين. ولا شك أن عقد مثل هذه الاتفاقيات يُعطي مؤشراً قوياً على ما وصلت إليه الجامعات السعودية بصفة عامة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بصفة خاصة من حيث السمعة العلمية والإمكانات الكبيرة المتوافرة لديها، وذلك بفضل الله ثم بفضل ما تلقاه من دعم ومساندة من قِبل الدولة.
ختاماً، لا بد من تأكيد أن افتتاح خادم الحرمين الشريفين بالأمس القريب المدنية الجامعية الجديدة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إنماء يمثل دعماً للجامعة؛ لتواصل مسيرتها في بناء التنمية السعودية، وذلك بإشراف مديرة الجامعة الأستاذة الدكتورة هدى بنت محمد العميل.

 

الجزيرة  16/5/2011م    العدد 14109

معلمات نظام الساعات يا سمو الوزير



د. محمد عبد العزيز الصالح

أوضحت وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي أن هناك دراسة لاحتساب مدة خدمة معلمات البند (105) لأغراض التقاعد المدني. وكذلك احتساب خدماتهن كخبرة ومن ثم منحهن درجات إضافية.
وإزاء هذا التوجه المحمود الذي يسجل لوزارة التربية والتعليم، خاصة وأن في ذلك حفظاً لحقوق المعلمات العاملات على البند (105)، فإنني ومن خلال هذه الزاوية، أرجو من سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله أن يصدر توجيهاته للقائمين بهذه الدراسة بأن يشملوا بدراستهم المعلمات اللواتي كنَّ يعملن على نظام الساعات أيضاً، واللواتي سبق أن وجه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عام 1416هـ بتثبيتهن على وظائف رسمية. فهؤلاء المعلمات لم تحتسب لهن سنوات الخدمة التي عملن خلالها على نظام الساعات وذلك على غرار زميلاتهن المعلمات المعينات على البند (105).  
إن رجائي يا سمو الوزير بدراسة احتساب مدة خدمة المعلمات اللواتي كنَّ يعملن ولسنوات على نظام الساعات لأغراض التقاعد، ليس من أجل مصلحة هؤلاء المعلمات فقط، وإنما من أجل مصلحة العملية التعليمية في مدارسنا في الوقت الحاضر، ناهيك عن الوفر المالي الذي سيتحقق للوزارة من جراء ذلك.
سمو الوزير،إن عدداً ليس بالقليل من هؤلاء المعلمات وصلن إلى سن معين ولم يعد لديهن نفس العطاء الذي كنَّ عليه قبل خمسة عشر عاماً تقريباً. كما أن عدداً كبيراً منهن يواجهن صعوبة في استيعاب مستجدات العملية التعليمية، حيث إنهن لم يتعلمن وسائل التقنية الحديثة التي تحتاجها العملية التعليمية في مدارسنا اليوم، وذلك بخلاف المعلمات حديثات التخرج، وبالتالي فإنه من مصلحة العملية التعليمية أن يتم احتساب مدة خدمات المعلمات اللواتي كنَّ يعملن على نظام الساعات لأغراض التقاعد المدني فقط، حتى يتاح لهن التقاعد المبكر وتتاح الفرصة لغيرهن من المعلمات حديثات التخرج والقادرات على التعايش مع المستجدات التي تتطلبها العملية التعليمية الحديثة.                                                                       
سمو الوزير، إن فائدة احتساب مدة خدمات معلمات نظام الساعات لا تقتصر على البعد التعليمي فقط، وإنما تتجاوز ذلك إلى البعد الاقتصادي أيضاً، حيث إن متوسط الراتب الذي تتقاضاه أيٌّ من هؤلاء المعلمات يبلغ (13) ألف ريال وعند إحالتها إلى التقاعد المبكر، فإنها ستوفر للوزارة (50%) من راتبها أو ما يعادل (7500) ريال، في حين أن ما تتقاضاه المعلمات الجدد يبلغ حوالي (5000) ريال، مما يعني أن توفير الوظائف للمعلمات حديثات التخرج لن يترتب عليه أعباء مالية على الدولة، إضافة إلى ذلك، فإنه يمكن أن يشترط على معلمات نظام الساعات الراغبات في التقاعد المبكر، أن يقتصر احتساب الخدمة التي قضينها في نظام الساعات على أغراض التقاعد فقط دون أحقيتهن في المطالبة بأي علاوات أو فروقات مالية بسبب عدم ترقيتهن خلال تلك الفترة.

 

      الجزيرة 9/5/2011م   العدد 14102