ترجمة

احتفالات التخرج والرعاية الكريمة من ولاة الأمر



د. محمد بن عبد العزيز الصالح

احتفلت جامعة الملك سعود يوم أمس بتخريج الدفعة (الخامسة والأربعين) من طلابها في مختلف الدرجات العلمية. ولعل ما يميز احتفال هذا العام أنه يأتي متزامناً مع مرور خمسين عاماً على إنشائها تمكنت الجامعة من خلالها من تزويد المجتمع بشكل عام بالكوادر السعودية المؤهلة، حيث أصبحنا نرى الكوادر السعودية وهي تسدّ حاجة المجتمع في مجالات الطب والهندسة والصيدلة والحاسب الآلي وغيرها من التخصصات الحيوية؛ لذلك فإن جامعة الملك سعود بحق اعتلت قمة الريادة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وذلك بما نشاهده من تسنم خريجيها للقيادات الإدارية في الدولة. كما أن ما يميز احتفالات الجامعات بخريجيها هو تلك الرعاية الكريمة من قيادة هذا البلد، حيث يحرص أمراء المناطق على رعاية حفل تخريج طلاب الجامعات في مناطقهم بل تأتي الرعاية في بعض المناسبات من رأس القيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. ولا شك أن هذا دليل على ما يوليه ولاة الأمر لتكريم أبناء هذا الوطن ومشاركتهم فرحة حصادهم العلمي، كما أنه علامة مميزة لتلاحم القيادة مع المواطنين. لقد تعودنا في هذا الوقت من كل عام أن نرى مشاركة ولاة الأمر أبناءهم في فرحتهم يهنئونهم ويحثونهم على مواصلة العطاء والبذل، كما أنها فرصة لتلاقي القيادة السياسية مع القيادة الفكرية في البلد. ولكون المناسبة تخص احتفال جامعة الملك سعود بخريجيها هذا العام، فإنه يسرني أن أعبّر عن خالص شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض على استجابته الكريمة والدائمة - حفظه الله - لرعاية هذه المناسبة من كل عام. حيث يحرص - حفظه الله - أن يشارك أبناءه فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة، ويسرّه أن يرى ثمار رعايته وحرصه على شؤون الجامعات بعامة وفي منطقة الرياض بخاصة. إنها فرصة مناسبة ليلتقي أمير الرياض بأبنائه الطلبة وإخوانه أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من منسوبي الجامعة ليستمع إليهم ويناقشهم ويسهم في حل مشكلاتهم. إن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بشؤون الجامعات ومنسوبيها ليس وليد اليوم، وإنما يعود لفترة زمنية سابقة حيث يعرف الجميع جهوده الكبيرة في دعم الجامعات في جميع المناطق وبخاصة جامعة الملك سعود، كذلك يشهد له الجميع مواقفه الداعمة لمشروعات الجامعة ومنشآتها ومناسباتها. فما تنعم به الآن من مدن جامعية في مدينة الرياض وحدها لكل من جامعة الإمام، وجامعة الملك سعود خير شاهد على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة خدمة للتعليم ومنسوبيه، ودور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في هذا الجهد واضح للعيان، لذلك فإن هذه الجهود محل تقدير واعتزاز كافة منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والإداريين. إن جميع منسوبي الجامعة انتظروا هذا اليوم بكل شوق، وتعتبره الجامعة من أعزّ أيامها وذلك لتشريف سموه - حفظه الله - هذا الحفل، وإن فرحتنا جميعاً كمنتسبين لقطاع التعليم تكتمل اليوم برؤيتنا لأميرنا المحبوب بيننا وتشجيعه لنا. إنه ليُسَرُّ منسوبو الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها بجني ثمار ما غرسوه طوال أربع سنوات من التحصيل والدراسة، ويُسرُّ فيه طلاب الجامعة لأنهم يتوجون حصيلة تعبهم ومثابرتهم على التحصيل بالحصول على شهادة التأهيل العلمي والوظيفي لينطلقوا بها إلى آفاق العمل وخدمة الوطن كل في مجال تخصصه. أخيراً يسرني أن أهنئ أبنائي وإخواني الطلبة في جميع مستوياتهم العلمية ومباركاً بنجاحهم وحصولهم على المؤهلات العلمية التي سعوا لتحقيقها، داعياً العلي القدير أن يوفقهم لما فيه خيرهم وخير وطنهم وخير أمتهم، متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح في حياتهم العملية الجديدة، ومؤكداً على حاجة بلدهم إلى خبراتهم وبذل كل ما يستطيعون لخدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم.

والله الموفق.

 

 

17 / 4 / 2006م          عدد 12254

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق