ترجمة

دعمنا للبحث العلمي خطوة للأمام وعشر للخلف

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
كشف تقرير صادر عن جامعة الدول العربية أن هناك نحو أربعمائة وخمسين ألفاً من العلماء والأطباء والمهندسين ذوي الكفاءات العالية من العرب موجودون حالياً في الدول الأوروبية والأمريكية بسبب أن مجتمعاتهم أصبحت طاردة بالنسبة لهم مما جعل ظاهرة هجرة العقول العربية للخارج كارثة حقيقية. كما أعد مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية دراسة أوضحت أن نسبة كبيرة من الطلاب العرب في الخارج لا يعودون لأوطانهم، وذكرت الدراسة أن نحو 34% من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب.
وفي اثنينة عبدالمقصود خوجة حيث تمت استضافة الدكتور زغلول النجار أستاذ علوم الأرض ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية في مصر ذكر الدكتور النجار أن أعداد العقول العربية التي تهاجر إلى العالم الغربي تقدر بألف عالم وتقني في اليوم الواحد، مشيراً إلى أن سبب ذلك يعود إلى غياب البيئة المناسبة للعلماء في العالمين الإسلامي والعربي.
كما تضمن تقرير اقتصادي بثته إحدى الفضائيات العربية مؤخراً أن هناك أكثر من مائتي وثمانين ألف عالم عربي متميز في مجالات الطب الأساسي الذي يعود إلى القصور الواضح والضعيف الملحوظ في المناخ البحثي وبيئة العمل العربية التي لا تحفز على الإنتاج ولا تهتم بالمبدعين.
ومن الإحصائيات التي ذُكرت أثناء استضافة المملكة للعالم المسلم العربي الأصل والأمريكي الجنسية أحمد زويل أن ما يزيد على الخمسمائة ألف من المتميزين في المجال العلمي والبحثي في الدول الإسلامية قد هاجروا خلال العشرين عاماً الماضية إلى دول العالم الغربي.
كما سبق أن صرح مدير مكتب براءات الاختراع في دول مجلس التعاون الخليجي بأن (5%) فقط في طلبات إصدار براءات الاختراع المرفوعة لمكتب براءات الاختراع في دول مجلس التعاون الخليجي هي من مواطني دول المجلس في حين أن بقية طلبات إصدار براءات الاختراع الأخرى (95%) هي من أشخاص لا ينتمون لأي من دولنا العربية والإسلامية بأي صلة.
وأمام تلك الأرقام والإحصائيات المخصصة لا نملك أن نقول سوى أن عالمنا العربي والإسلامي قد خسر الكثير من الباحثين والعلماء نتيجة أننا استخسرنا أن نوفر لهم احتياجاتهم البحثية بتقصيرنا غير المحمود في دعم البحث العلمي؛ ويكفي أن نعرف أن نسبة ما يتم تخصيصه للبحث العلمي في موازنات الدول ما تخصصه الدول الصناعية لذلك ما بين (2.5 - 2.9%) وقد نتج عن ذلك أن نسبة المتفرغين للبحث العلمي التقني في عالمنا الإسلامي لا يتجاوز ما نسبته 1.18% من مجموع المتفرغين للبحث العلمي في العالم.
وأمام تلك الحقائق المريرة فيما يخص قصورنا في دعم البحث العلمي الذي نتج عنه هجرة الكثير من العقول العربية والإسلامية، فإننا نتساءل عما إذا كان الدور السلبي في دعم البحث العلمي سيستمر سواء على مستوى الحكومات أو على مستوى القطاع الخاص، ولكن في ظني أننا سنظل نعاني كثيراً وطويلاً قبل أن نتمكن من الإجابة عن هذا التساؤل.
4 / 3 / 2006م         عدد 12210

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق