ترجمة

ما يُفترض على المتداولين في السوق القيام به

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
مع التذبذب الحاد الذي يشهده مؤشر سوق الأسهم حالياً، ومع القلق الذي ينتاب المتداولين في السوق خاصة الصغار منهم ترقباً للمستوى الذي سيستقر عليه المؤشر، ومع استمرار التهم المتبادلة حيال من تقع عليه مسؤولية ما حدث للسوق، وهل تتحمله هيئة السوق أم كبار المستثمرين، أم أن الجميع بما فيهم صغار المتداولين يشتركون أيضاً.
وحيث تطرقت في زاوية الأسبوع الماضي إلى ما يفترض على هيئة السوق أن تقوم به من خطوات قد تسهم في الحد من تكرار ما تعرض له السوق من انتكاسة فإنني سأستعرض اليوم عدداً من الجوانب التي أرجو أن يأخذها المتداولون في السوق، وخاصة الصغار منهم، حتى يجنبوا أنفسهم ويلات ما قد تجرهم السوق إليه، ومن تلك الجوانب ما يلي:
- يجب تجنب اقتناء أسهم الشركات الخاسرة مع أهمية اقتناء أسهم الشركات ذات العوائد الربحية، نعم يجب الابتعاد عن شراء أسهم الشركات التي يكون سعرها السوقي لا يعكس المركز المالي الحقيقي للشركة، ومن السهل لكل متداول في السوق أن يطلع على المركز المالي للشركة عن طريق الإنترنت، إضافة إلى ما تعلنه جميع الشركات كل ثلاثة أشهر، أما أن نعمي أبصارنا ونتجاهل كل ذلك ونقوم بالشراء في أسهم شركات خاسرة، وعندما تأتي (الفاس بالراس) نأتي ونوجه اللوم على الهيئة أو على غيرها، ففي ظني أن ذلك غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن نتعلم مما تعرضت له السوق.
- نظراً لارتفاع حدة المخاطرة في أسواق الأسهم فإنه ينصح بعدم استثمار كل ما يملكه الشخص في سوق الأسهم، فمن الحكمة أن يتم توزيع رأس مال الشخص (مهما صغر حجمه) إلى قنوات استثمارية متعددة، كما أن من الحكمة أن يبقي الشخص جزءا من ماله كسيولة في حسابه يستفيد منه عند تعرض السوق لهبوط حاد.
- من الأهمية أيضاً أن لا يضع الشخص أمواله المستثمرة في سوق الأسهم في شركة واحدة أو اثنتين، فمن الحكمة أن يتم توزيع المال المستثمر في السوق على الشركات الرابحة في قطاعات مختلفة، وذلك من خلال اقتناء سهم الشركات الرابحة في مختلف قطاعات السوق الصناعية والبنكية والخدمات والاتصالات... وهكذا.
- من الأهمية أن يتجنب المتداولون في السوق، وخاصة الصغار منهم، الحصول على أي تسهيلات بنكية بأي حال من الأحوال. إن درجة المخاطرة والتذبذب في سوق الأسهم مرتفعة جداً، وقد شاهدنا كيف أن بعض الشركات فقدت أكثر من 70% من قيمتها السوقية خلال أقل من شهر، وإذا كنت ذكرت سابقا أن قيام الشخص باستثمار كل مدخراته الأساسية التي يأكل بها قوت عيشه في سوق الأسهم ضرب من الجنون، فإنني أؤكد أن دخول الشخص في تسهيلات بنكية إنما هو قمة الجنون.
- من الأهمية أن يبتعد المتداولون في السوق عن الإشاعات وأيضاً تجنب بعض المواقع ومنتديات الإنترنت التي تقوم بخدمة بعض المحافظ الكبيرة في السوق، وعلى صغار المتداولين عدم الاعتماد على أي معلومة عن السوق أو عن إحدى شركات السوق إلا إذا كانت تلك المعلومة موثوقا من مصدرها.
25 / 3 / 2006م             عدد 12231

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق