ترجمة

المتقاعدون طاقات مهدرة



د. محمد بن عبد العزيز الصالح

 كعادته في اقامة الندوات المميزة، يعقد معهد الادارة العامة يوم غد الأحد 16/11/1423هـ ندوة بعنوان «ادارة خدمات المتقاعدين والاستفادة من خبراتهم»، حيث تأتي هذه الندوة، والتي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة، هادفة الى الوقوف على واقع الخدمات المقدمة للمتقاعدين وما يتطلعون اليه من خدمات تتناول أوضاعهم المعيشية اضافة الى مدى امكانية الاستفادة من خبراتهم في مجال التعليم والتدريب ومجالات العمل الأخرى.
ومن المعلوم اننا نشهد سنوياً مع حلول شهر رجب احالة الآلاف من الموظفين الى التقاعد نظراً لبلوغهم سن الستين، ومن المعلوم أيضا ان أعداداً كبيرة ممن يتم احالتهم الى التقاعد يكونون في أوج نضجهم الفكري اضافة الى الخبرات المتعددة التي يتمتع بها كثير منهم نظراً لتدرجهم في الكثير من المواقع الوظيفية والعملية، وبالتالي فإن التساؤل هنا يتمثل في مدى قدرة تلك الفئة من المتقاعدين على القيام بالعديد من الأعمال التي يمكن ان توكل اليهم ثم ما مدى استفادة مجتمعنا بما تتمتع به تلك الفئة من تجارب وخبرات متعددة.
وما يجب التأكيد عليه هو انه إذا كان البعض منا قد يصعب عليهم مواصلة عملهم بمجرد اقترابهم من سن الستين، فإننا في الوقت نفسه نجد ان هناك الكثير من الناس ممن يبلغون سن التقاعد بل ويتجاوزونها بكثير ومع ذلك تجد لديهم الاستعداد الفطري والمهارات والقدرات الكفيلة بتسخير ما يتمتعون به من خبرات وتجارب لمصلحة كل جهاز يعملون أو يتعاونون معه.
ولذا فإنني اتمنى ان يتوصل المشاركون والباحثون في تلك الندوة التي يعقدها معهد الادارة غداً الى توصيات فاعلة قابلة للتنفيذ يمكن من خلالها التوصل لآليات يمكن بها الاستفادة من فئة المتقاعدين وتسخير ما يتمتعون به من خبرات لصالح وطنهم ومجتمعهم طالما ان لديهم القدرة على ذلك، ولو نظرنا مثلاً الى اللائحة المنظمة لشؤون أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لادركنا ان نصوص اللائحة قد أتاحت فرص الاستفادة من تلك الفئة بعد سن الستين إما من خلال التعاقد معهم أو من خلال تمديد خدمة كل من لديه الرغبة والاستعداد لذلك.
ختاماً، اعتقد بأنه حان الآوان لاعادة النظر في أنظمة التقاعد لكافة الفئات العاملة بحيث تتاح الفرصة لافادة المجتمع من قدرات وخبرات من لديه الرغبة من المتميزين من المتقاعدين، كما أنه قد حان الوقت للعمل على توفير كافة احتياجات تلك الفئة من المكتبات والجمعيات والأندية الرياضية والأدبية وغيرها والاستفادة من تجارب الكثير من الدول التي سبقتنا في هذا المجال.
18/1/2003m                         عدد 11069
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق