ترجمة

لماذا نحب أبا متعب؟

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
ترتدي عاصمة مملكتنا هذه الأيام أبهى حللها، كيف لا وقد أتيح لأهلها الاحتفال بمقام خادم الحرمين الشريفين بمناسبة توليه مقاليد الحكم. وعندما يبتهج أهالي العاصمة بمليكهم فإنهم يقومون بذلك تقديراً منهم لهذا الملك، واعترافاً منهم بجهوده العظيمة لما قدمه ويقدمه لهذا الوطن المعطاء، إنهم يعبرون ببساطة عن حبهم العميق المسيطر على وجدانهم لهذا الملك الإنسان. نعم إن أهالي منطقة الرياض لينتظرون هذه المناسبة ليعبروا بصدق عن مشاعرهم الجياشة تجاه مليكهم الذي جعل هموم شعبه أمام عينيه وأضحت شغله الشاغل فتعامل معها بعاطفة الأبوة راعياً لها بإحساس ولي الأمر المخلص لشعبه ودينه.
وفي ظل هذا الحب العامر في القلوب لأبي متعب، لا يحق لنا أن نتساءل لماذا؟ نعم لماذا هذا الحب لهذا الملك الإنسان؟ لماذا هذا الحب لأبي متعب؟
يحب الناس أبا متعب لما يتمتع به من كريم الخصال، وأخص منها بساطته وتعامله الإنساني وتواضعه الجم مع كافة أبناء شعبه فلماذا لا يحبه هذا الشعب؟
يحب الناس أبا متعب لأنه عندما يلتقي بأبناء شعبه يغلب على اللقاء الطابع الودي البسيط الذي يختلف عن لقاءات قادة العالم كافة بشعوبهم التي يغلب عليها البروتوكولات الرسمية، فلماذا لا يحب هذا الشعب أبا متعب؟
ويحب الناس أبا متعب لمواقفه الوطنية الرائعة في مختلف القضايا فهو دائماً ما يقف أمامها كالجبل الأشم، فقائدنا عبدالله لا يقبل المساومة على ثوابتنا وتعاليم ديننا وعاداتنا وقيمنا، فلماذا لا نحب أبا متعب؟
ويحب الناس أبا متعب لحرصه الدائم - حفظه الله - على الوجود بين أبناء شعبه وخاصة الطبقات الشعبية منها، فهو لا يتردد عن زيارتهم في أماكنهم وأسواقهم ، فتجده يصافح الكبير ويداعب الصغير ويتحدث مع الباعة ويتذوق أطعمتهم ويناقش أرباب المهن والخدمات. إنه باختصار يعيش هموم شعبه، فلماذا لا يحبه هذا الشعب؟
ويكن الناس كل الحب لأبي متعب لأن من أهم أولوياته - حفظه الله - توفير كافة احتياجات مواطنيه من الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات التنموية الأخرى، فلماذا لا يحبه هذا الشعب؟
وأخيراً - وليس آخراً - من الصعوبة بمكان استعراض جميع أسباب حب الناس لهذا الملك الإنسان، وهكذا هي عادة هذا الشعب الوفي، إنه تلاحم رائع بين القيادة والشعب، وحب دائم بين المواطن وولي الأمر. ولقد عودنا قادتنا بأن بعضهم يكمل بعضاً لتكتمل المسيرة وتعم النهضة ويستمر العطاء منذ عهد المؤسس - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله -.
ولا أنسى في هذه المناسبة الغالية أن نسجل كلمة تقدير وإنصاف في حق رجل الرياض الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والذي استطاع أن يجعل الرياض في مصاف المدن العالمية، فالشكر كل الشكر لسموه الكريم على إتاحته الفرصة لأهالي منطقة الرياض للتعبير عن الإجلال الذي في نفوسهم لهذا الملك الذي حن على شعبه وأحب رعيته وصدق في مسيرته، لهذا الملك الذي امتلك من حب المواطنين أحسنه ومن ودهم أعذبه ومن إجلالهم أطيبه ومن ثنائهم عليه أصدقه. وكل التقدير لسموه الكريم على إتاحته الفرصة لأهالي المنطقة للخروج في هذا اليوم الأغر ليقولوا للعالم أجمع إن شعب المملكة العربية السعودية متلاحم مع قيادته، وإننا نقف جميعاً سداً منيعاً ضد أوهام الطامعين، وحصناً حصيناً في مواجهة أفكار العابثين، وسيفاً مسلطاً ضد نوايا المنحرفين. فجزى الله أميرنا المحبوب خير الجزاء، وحفظ الله ولي أمرنا.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز من كل مكروه، وهنيئاً للرياض وأهل الرياض بهذا اليوم الأغر.
19 / 11 / 2005م   عدد 12105

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق