ترجمة

تجميل الثدي

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
تطالعنا مختلف صحفنا المحلية وباستمرار بنشر إعلانات لمستشفيات خاصة تستقدم أطباء أجانب متخصصين في عمليات التجميل.
وعندما نتحدث عن عمليات التجميل، فإننا نجد شيئا من العذر لمن يقدم عليها لتجميل أجزاء معينة من الجسم تعرضت لحوادث حريق مثلاً أدت إلى تشويهها، كما قد نجد شيئا من العذر لمن يكون لديه عيوب خلقية منذ ولادته.
أما أن يقدم البعض منا (رجالاً أو نساءً) على مثل تلك العمليات التجميلية لمجرد تحقيق شيء من الرفاهية والنعومة، فهذا غير مقبول على الإطلاق، فلا يجوز شرعاً أن يقدم الشخص منا على إجراء تعديل في خلق الله لمجرد الرغبة في الظهور بشكل أجمل وأكثر جاذبية.
وإن ما يؤسف له انتشار الاعلانات في مختلف وسائل الإعلام لدينا عن تلك العمليات التجميلية التي تقدمها المستشفيات الخاصة التي لا يحتاجها الإنسان العادي، ومن تلك العمليات شد الوجه، تجميل الأنف، وأيضاً عملية تجميل صوان الأذن، واندفاعاً مع هذا التيار أصبحنا نجد تلك الإعلانات تتضمن أيضاً إجراء عمليات لتجميل الشفاه وعمليات لتجميل الثدي التي بدأ في الانتشار بين أوساط النساء.
إنني أتعجب كيف تقدم بعض الفتيات والنساء المسلمات على إجراء مثل تلك العمليات التجميلية، وهي تعلم أن في ذلك مساس بخلق الله!!!، ثم نحن نعلم ان هناك الكثير من النساء المسلمات يمانعن أن يقوم الطبيب الرجل بإجراء بعض العمليات الضرورية لهن كالولادة وغيرها، ويبذلن ما في وسعهن لكي يجدن طبيبات من النساء ليقمن بذلك، فكيف تجرؤ بعض الفتيات على كشف معظم أجزاء جسدها أمام شخص غريب ليجري لها عملية (تجميل الثدي) لا لشيء سوى من أجل أن يكون صدرها أكثر جاذبية، أو من أجل أن يكون صدرها مشابها لإحدى الفنانات أو الممثلات.
ما من شك أن هناك جملة من الضوابط التي يجب توافرها لكي تقوم المرأة المسلمة بكشف جسدها أمام الطبيب الأجنبي، ومن تلك الضوابط الحاجة والضرورة القصوى لإجراء تلك العملية، وكذلك عدم وجود طبيبة امرأة تجري تلك العملية، وبكل تأكيد فإن تلك الضوابط لاتتوافر في عمليات (تجميل الثدي) مما يعني عدم الجواز الشرعي لإجراء تلك العملية.
وإن مما يحز في النفس أن البعض في المستشفيات الحكومية وفي ظروف معينة تقوم بإجراء تلك العمليات التجميلية أو الكمالية، وأعتقد أنه إذا كانت مستشفياتنا الحكومية لديها أموال فائضة فمن الأولى أن يتم تسخير تلك الأموال في توفير الاحتياجات الأساسية لها دون إضاعتها في عمليات تجميلية يكفي أنها تغضب رب العزة والجلال.
رسائل عاجلة
1- لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع لقد أصدر معاليكم قبل عدة أشهر قراراً يقضي بأن تكون الملابس التي يرتديها المرضى في غرف العمليات محتشمة بحيث يتم تصميمها بطريقة لا تكشف عورة المريض، وقد قصد معاليكم من ذلك المحافظة على عورات الناس فجزاكم الله خير الجزاء، كما نناشد معاليكم بوضع الضوابط الكفيلة لتلك العمليات التجميلية، وكذلك وضع ضوابط للاعلان عنها.
2- لأخواتي الفتيات اللواتي يفكرن في الإقدام على إجراء مثل تلك العملية التجميلية لتحمدن الله على الصحة والعافية، ولتعلمن أن إجراء أي عملية تجميلية لها مخاطرها من حيث التخدير والبنج وغيره (هناك عدد من النساء اللواتي فقدن حياتهن بسبب ذلك)، فلماذا إذاً تعرضن أنفسكن لمثل تلك المخاطر الصحية؟ ولماذا تعرضن أنفسكن إلى المحظور الشرعي سواء من خلال كشف أجسادكن أمام الطبيب الأجنبي دون مبرر لذلك، أو من خلال الاعتراض على خلق الله من خلال المساس والتعديل في أجسادكن؟.
3 /  9 / 2005م                  عدد 12028

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق