ترجمة

المراعي..والريادة الدائمة

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
لا ريب أن التّقدم والتّطور، هما نتيجة التخطيط السليم والرؤى الصائبة، وحين تكون مقومات أي مشروع على مثل هذا الوعي الواسع، والإدراك الحصيف بأهمية التخطيط والمنهج العلمي القويم، فإنه مما لا شك فيه أن النجاح سيكون حليفاً دائماً لكافة توجُّهات ذلك المشروع.
واليوم نقف على شاهد حاضر لما سبق ذكره وهو شركة المراعي المحدودة، والتي استطاعت في بضع عقود من الزمن أن تحفل بمنجزات سبقت الكثير من الشركات القائمة والمنافسة، وما ذلك السبق الفريد في مجالات التصنيع والإنتاج إلا نتيجة حاصلة، نظراً لوجود أُسس النجاح لهذه الشركة، ونشاطها الحيوي، وهدفها الإستراتيجي الذي يتفق، ومتطلبات كافة المراحل. فهذه الشركة لم تتوقف عند المكاسب الاقتصادية البحتة، التي هي الهدف الأساس للمشاريع الخاصة، بل تجاوزت هذا المكسب بكثير، حيث عملت على تحقيق أهداف أخرى تخدم الحركة العلمية والبحثية، فضلاً عن الأنشطة الخيرية والاجتماعية والثقافية التي ترعاها، وهذا يعود في تقديري لوعي الإدارة التي أدركت القيمة الحقيقية من ذلك، كما أن في رعايتها مثلاً للباحثين في مجالات البحوث التطبيقية الخادمة لكفاءتها الإنتاجية المتعددة في مجال تصنيع الغذاء وتسويقه على مستوى العالم. وما يشهد على هذا السعي الصحيح، شواهد كثيرة، منها ذلك التعاون المستمر بين شركة المراعي، وبين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ذلك التعاون الذي أثمر عن جائزة المراعي للإبداع العلمي، التي كانت بادرة وطنية بحتة لدعم وتشجيع العلماء في بحوثهم ودراساتهم العلمية التطبيقية في المملكة العربية السعودية، وتقدِّم الشركة هذه الجائزة سنوياً لتكريم الرواد في مجالات البحث المحققة لأهدافها. هذا ما ألفناه من هذه الشركة الوطنية ومن جهودها المستمرة، ولم يتوقف دورها عند ذلك الحد من التعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز، بل أبدت إدارة الشركة الواعية أفكاراً جديدة نيّرة في ذات السياق المرسوم، حيث وقَّع مؤخراً صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، رئيس مجلس إدارة الشركة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج اتفاقية تقضي بتمويل الشركة لجائزة التفوق العلمي لطلاب الدول الأعضاء في المكتب لمدة ست سنوات، وذلك دعماً منها للحركة التربوية والتعليمية في المنطقة. وهذا الدور الذي تلعبه شركة المراعي لم يأت مصادفة، وإنما لكونها مستثمراً فاعلاً في المنطقة، ومستثمراً قادراً على التوسع والوصول إلى أكبر رقعة من المستهلكين والمستفيدين من نتاجها وإسهاماتها الفاعلة في التنمية الوطنية والإقليمية، فهذه الجائزة التي سترعاها الشركة لمدة سنوات خير دليل على كونها حاضرة في الأسواق العالمية، وقادرة على استقطاب الكفاءات العلمية المتميزة على مستوى العالم، لذلك فهي أهل لرعاية طلاب الخليج المتميزين.. محققة بذلك هدفاً جديداً من أهدافها النبيلة، وهو المساهمة في تحقيق تنمية مجتمعية منشودة على المستوى المحلي والإقليمي، والحثّ على البحوث النافعة وتمويلها. وإن كررت في إشادتي الدائمة بهذه الشركة الرائدة فإنه لمن دواعي سروري بذلك لمعرفتي بالإدارة القائمة عليها، وبالمسؤول الأول الذي يدرك تماماً دوره أمام وطنه ومواطنيه، فلم يتحقق هذا النجاح إلا بقدرة هذا الرجل الذي كان أهلاً ومحلاً لكل تقدُّم وريادة، وهو صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، الذي جنى ثمار كل الجهود الصادقة، وحققت مساعيه المراد المطلوب على أحسن أوجه، ولا أبالغ ان رأيت بأن منهج هذا الرجل القيادي أدعى للاحتذاء به، كما أنه من بليغ الامتنان ان يشكر رجال العلم والمعرفة هذه الشركة التي ترعاهم دائماً وأبداً، كما أنه من جميل العرفان أن تكون هذه الشركة مثالاً متميّزاً لكافة شركات ومؤسسات القطاع الخاص، لكونها لبنة من لبنات الاقتصاد الوطني، ولما تميّزت به من تأهيل الكوادر الوطنية، وتعزيز الميزان التجاري لصالح المملكة ودول الخليج، ولما لها من خطط مستقبلية محفّزة لنجاحات أكبر وأوسع.
4 / 6 / 2005م         عدد 11937

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق