ترجمة

ميزانية الخير داعمة لإكمال انطلاقة التعليم العالي


د. محمد بن عبد العزيز الصالح
جاءت ميزانية الخير للعام المالي الجديد 1432 - 1433هـ زافة البشرى لكافة السعوديين عامة ورجالات التعليم ومنسوبيه من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وموظفين، وقد جاءت هذه الميزانية التي أعلن عنها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خلال جلسة مجلس الوزراء الماضي لتكون الأضخم في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تم تخصيص مائة وخمسين (150) مليار ريال وهو ما يمثل (26) بالمئة من إجمالي النفقات المعتمدة في الميزانية وبزيادة نسبتها 8% عن ما تم تخصيصه بميزانية العام المالي الحالي 1431 - 1432هـ، ما يعني استمرار الدولة - حفظها الله - بالتركيز على المشاريع التنموية التي تعزز استمرارية النمو والتنمية طويلة الأجل وبالتالي زيادة الفرص الوظيفية للمواطنين.
لقد جاءت ميزانية الخير مركزة على استكمال مشاريع المدن الجامعية العملاقة في عدد من مناطق المملكة حيث خصص لذلك أكثر من تسعة مليارات ريال، كما تم اعتماد النفقات اللازمة لافتتاح عدد كبير من الكليات الجديدة. وما من شك أن ذلك يأتي تنفيذاً للسياسة التي يسير وفقها مجلس التعليم العالي برئاسة خادم الحرمين الشريفين وذلك بالعمل على نشر التعليم العالي في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. ومن الأهمية الإشارة هنا إلى أن عدد الجامعات في المملكة وخلال السنوات القليلة الماضية قد تضاعف ليصل إلى أكثر من ثلاثين جامعة حكومية وأهلية بعد أن كانت سبع جامعات.
الجدير بالذكر أن الميزانية تضمنت أيضاً تخصيص حوالي تسعة آلاف مليون لتنفيذ مساكن لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات وهو ما يؤكد حرص الدولة - حفظها الله - على تهيئة الظروف الملائمة لمنسوبي الجامعات لتحقيق مزيد من التميز التعليمي والبحثي.
واستمراراً لحرص خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي على تنوع مشارب التعليم لأبنائه وبناته الطلاب، لذا جاءت ميزانية الخير مؤكدة على استمرار دعم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجين وكذلك برامج إلحاق الدارسين في الخارج بالبعثة على حساب الدولة، حيث وصل ما سيتم صرفه على برامج الابتعاث خلال العام 1431-1432هـ أكثر من اثني عشر مليار ريال.
وما من شك أن تخصيص مثل هذا المبلغ لبرامج الابتعاث إنما يعكس حرص الدولة - حفظها الله - على الاستثمار في رأس المال البشري، كما يمثل حرص الدولة على بناء المواطن السعودي.
كما جاءت هذه الميزانية داعمة أيضاً للتوسع في منظومة الكليات والجامعات الأهلية سواء من خلال تقديم الدعم للقطاع الأهلي لكي يستثمر في إنشاء مؤسسات التعليم الجامعي التي تتوافق مع الاحتياجات التنموية للوطن، أو من خلال ضخ الآلاف من المنح الداخلية للطلبة والطالبات ليواصلوا تعليمهم العالي في تلك الجامعات على حساب الدولة.
ختاماً، إن هذه الأرقام التي تضمنتها الميزانية إنما تمثل حقائق ثابتة لا تدع مجالاً للشك عن مدى اهتمام الدولة - رعاها الله - بالمواطنين والمواطنات من خلال دعم القطاعات الخدمية ومنها قطاع التعليم العالي حيث استأثر بنصيب كبير من ميزانية الدولة وذلك لما له من أهمية كبيرة في خطط التنمية.
أتمنى من العلي القدير أن يجعل العام المالي الجديد عام عز منفعة، وحفظ الله وطننا من كل حاسد وحاقد، وأدعو بالتوفيق لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي ولولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما يلقاه قطاع التعليم بصفة عامة والتعليم العالي على وجه الخصوص من دعم واهتمام.

 

في 28/12/2010م      العدد 13970

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق