ترجمة

إهمال غير مبرر لصادراتنا السعودية

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
 تحرص الدول على دعم وتشجيع قوتها التصديرية، فكلما زاد حجم الصادرات لدولة ما، انعكس ذلك إيجاباً على الميزان التجاري لتلك الدولة.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد انضمت حديثاً لمنظمة التجارة العالمية والجميع يعلم بأننا لن نحقق ما نتوخاه من مكاسب اقتصادية من جراء انضمامنا لتلك المنظمة ما لم نتمكن من تقديم مختلف أوجه الدعم والتشجيع لصادراتنا السعودية حتى نصل بها لمختلف الأسواق العالمية.
ما جعلني أستهل مقالي اليوم بتلك المقدمة عن أهمية دعم الصادرات هو تلك المنغصات والسلبيات التي واجهتها المؤسسات والشركات السعودية المشاركة في معرض الغذاء (Gulf Food) والذي أقيم مؤخرا في إمارة دبي خلال الفترة 19-22-2-2007م ومن تلك السلبيات قلة الاهتمام من قبل مركز الصادرات بالشركات السعودية، فلم نشاهد توحيداً وجمعاً لتلك الشركات تحت مظلة واحدة كما هو الحال لبقية الشركات الأخرى المشاركة في المعرض من بقية الدول الأخرى.
أيضا من السلبيات التي واجهتها شركاتنا الوطنية المشاركة عدم دعمها أمام الجهات الرسمية في الدولة المستضيفة للمعرض (الإمارات) حيث لوحظ أن كل شركة أو مصنع سعودي يتولى كل شيء بنفسه مما يضعف من مظهر الشركات السعودية العارضة أمام الشركات الأخرى والتي يتجاوز عددها ألفي شركة.
الجدير بالذكر أن المشاركة السعودية بالمعرض كانت ضعيفة جدا ولا تعكس اهتمام الدولة بدعم صادراتنا الوطنية، فقد لوحظ أن عدد الشركات المشاركة في المعرض يراوح بين 10 و 15 شركة فقط، في حين أن دولاً أخرى لا تقارن اقتصادياتها باقتصادنا السعودي ولكن كانت مشاركتها قوية ومنظمة حيث لوحظ أن هناك دعماً واهتماماً نموذجياً رسمياً للمشاركة في هذا المعرض وغيره من المعارض على مستوى العالم.
وإزاء تلك السلبيات التي واجهتها شركاتنا الوطنية المشاركة في المعرض بهدف الوصول بالمنتج السعودي للأسواق العالمية مما سينتج عنه تعزيز القدرة التصديرية للمملكة، فإنني أتساءل عن الدور الذي يمكن أن يلعبه مركز الصادرات السعودي أو إدارة التجارة الخارجية بوزارة التجارة للتغلب على تلك السلبيات. فمن الذي يقوم برعاية تلك الأنشطة التجارية حتى يعكس وجه المملكة التجاري المشرق أمام الآخرين.
أتمنى مستقبلا أن تجد شركاتنا السعودية المشاركة في مثل تلك المعارض الدعم من حيث تقديم الطلبات الموحدة للحصول على مواقع مناسبة بالمعارض في الدول المختلفة، وذلك لضمان توحيد المظلة الوطنية للعرض. كما أطالب بدعم شركاتنا السعودية المشاركة من حيث تكلفة شحن البضائع المختلفة والحصول على أسعار مشجعة من الشركات الشاحنة ومن ضمنها الخطوط السعودية، كما أطالب الجهات المختصة أن يتم التنسيق مع الجهات الدعائية والإعلامية لإبراز النشاطات التجارية للمشاركين السعوديين بالمعارض في الدول المختلفة. وكذلك المساعدة في الحصول على الحجوزات اللازمة من طيران وفنادق للوفود المشاركة في المعارض المختلفة.
وأخيرا فإن على الجهات المختصة أن توضح وتشرح للشركات المشاركة أنظمة البلاد المنظمة للمعرض وخاصة الاقتصادية منها والإدارية.
10 / 3 / 2007م                  عدد 12581
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق