ترجمة

لماذا نتطرف في آرائنا وأحكامنا؟

د محمد بن عبد العزيز الصالح
أتساءل كثيراً.. لماذا نتطرف في حكمنا على مختلف الموضوعات والقضايا؟ عندما ننظر للغرب، نجد أن الأجانب يختلفون في آرائهم وأحكامهم تجاه قضية معينة، ولكنهم في نهاية المطاف يتوصلون إلى فكرة ايجابية موحدة تخدم تلك القضية. ومما لا شك فيه أن عدم تطرفهم في آرائهم وأحكامهم تجاه تلك القضية هو السبب في ذلك. أما لدينا فنجد الكثير منا عندما يختلفون في آرائهم وأحكامهم تجاه موضوع ما، فإننا نجد قمة التطرف في ذلك الرأي أو الحكم. بل ان الكثير منا لا يتردد في محاولة هدم ما سوف يتوصل إليه الطرف الآخر، لا لشيء سوى لأنه يختلف معه في الرأي. وهذا في ظني سبب أساسي في تخلفنا في الكثير من المجالات. لقد بلغ منا التطرف في آرائنا وأحكامنا أننا إذا مدحنا قضية أو شخصاً أو جهة ما، فإننا نغض الطرف تماما عن سلبيات تلك الجهة أو ذلك الشخص، كما اننا إذا انتقدنا تلك الجهة أو ذلك الشخص اعتقدنا باستحالة أن يكون لها أي ايجابيات، وللأسف الشديد فإن هذا هو الوضع الذي يعيشه الكثير من الكتاب في صحفنا السعودية مما يعني بأن شريحة ليست بالقليلة من الكتاب والصحفيين لدينا يعيشون حالة من التطرف في أحكامهم وآرائهم عندما يتناولون موضوعاً أو قضية معينة وذلك بشكل لا يخدم الصالح العام. وفي ظني أن للموضوع خطورته خاصة إذا ما علمنا بالتأثير الكبير للصحف على الرأي العام، فالصحفي أو الكاتب الذي يتطرف في حكمه السلبي تجاه قضية أو موضوع ما، قد يعطي انطباعا سلبيا متطرفاً تجاه تلك القضية مع إغفاله التام لإيجابياتها، والعكس صحيح. إخواني الكتاب والصحفيين، أنتم مؤتمنون وأنتم تكتبون زواياكم أو تجرون تحقيقاتكم عن أي من القضايا التي تهم المجتمع، فاحرصوا على ان تكونوا أمناء في طرحكم، وأن تبتعدوا عن التطرف في حكمكم تجاه تلك القضايا، واحرصوا على أن تستعرضوا الجوانب الايجابية والسلبية معاً لتلك القضايا مع أهمية أن يتم تركيز جهدكم على بناء وتقويم تلك القضايا دون محاولة اجهاض الموضوع برمته، وبذلك فإنكم ستكونون أدوات بناء في تنمية هذا الوطن، ولكن ذلك قد لا يتم ما لم تتخلوا عن تطرفكم في آرائكم وأحكامكم.
17 / 7 / 2004م          عدد 11615

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق