ترجمة

عثمان الصالح الوالد... المعلم... المربي

د. محمد بن عبد العزيز الصالح
اعتاد الجميع على مناداته بالوالد، فهو يعطي الشعور بالأبوة الحانية لكل من يصغره، واعتاد الجميع على مناداته بالمعلم، فهو بحر من العلوم ويندر أن يحضر أحد مجلسه دون أن ينهل شيئاً من علومه ومعارفه، واعتاد الجميع على مناداته بالمربي، ويشهد له بذلك تلك الأجيال التي تتلمذت وتشربت جوانب التربية المتعددة على يديه. انه والدنا ومعلمنا ومربينا عثمان بن ناصرالصالح، أمد الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية.
لعل الجميع ممن يعرفون والدنا الشيخ -عثمان الصالح- أو تعاملوا معه، يدركون مدى دماثة خلقه ورفعة أدبه ولامحدودية تواضعه. والكل يتفق على أن عثمان الصالح صاحب قامة رفيعة، واننا والله لنقف أمامه فخورين ونحن نراه صورة من صور الأعلام الرواد في بلادنا الحبيبة.
ان من يستمع إلى والدنا المربي الفاضل -عثمان الصالح - وهو يتحدث لا يملك إلا أن يشهد لهذا الرمز بسعة الأفق وحسن الألفة وطيب المعشر، وان لكلماته أثراً كبيراً في النفوس، كلمات يكتنفها الإحساس الصادق العميق بمن حوله.
لقد حرص والدنا المربي -عثمان الصالح- منذ أن بدأ مسيرته في مجال التعليم أن تعم المعرفة والنور بدلاً من الجهل والظلام، لقد كان يعمل بصدق لتنشئة الأجيال التي حملت على عاتقها مسؤوليات الأمة وكان له ما أراد بعد توفيق الله وها هي الأجيال تتعاقب.
لقد كان عثمان الصالح كريماً بجاهه، فلم يتردد يوماً في الشفاعة لكل من يقصده، مؤكداً في ذلك على كرم نفسه وبياض قلبه وحبه للخير للجميع.
ولقد كان عثمان الصالح كريماً بكل ما يملك، فلم يتردد يوماً في تقديم المساعدة لكل من يقصده من المحتاجين، ولم تكن شماله تعلم ما تقدمه يمناه.
إنه رجل لا تُعدم مشورته، ومستمع منصت لكل من يتحدث إليه بغض النظر عن مقام المتحدث، نعم فلقد كان ينصت في أدب العالِم المتواضع للجميع.
والدنا.. عثمان الصالح.. وأنت ترقد على سرير المرض، فإنا والله نتألم من سقمك، وقلوبنا تئن لمصابك، جزاؤنا أن في ذلك خيراً للمؤمن كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله:(عجباً لأمر المؤمن، أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له...).
والدنا عثمان الصالح... ما أرق قلبك، وما أطهر نفسك، وما أطيب معشرك، وما أوسع أفقك، وما أدمث خلقك، لا نملك ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك سوى أن ندعو لك، اللهم إنا نسألك بقلوب صادقة وبعيون ذارفة أن تسبغ على والدنا وشيخنا لباس الصحة والعافية، وأن تجعل ما أصابه طهوراً وأجراً، اللهم أرجعه لنا معافى من كل داء، وأعده إلى محبيه لتقر أعيننا به، ولننعم بفضل الاستماع إليه والأنس بوجوده والدنا ومعلمنا -عثمان الصالح- الجميع يدعو لك، الأكف مرفوعة، الألسنة تلهج بالدعاء.... اللهم منا الدعاء ومنك الإجابة.... اللهم أمين.
 
25/10/2003م                       عدد 11349
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق